اجتماع المجمع العلمي و الجامعي الإيراني ـ العربي للحوار الثقافي
اجتماع المجمع العلمي و الجامعي الإيراني ـ العربي للحوار الثقافي لقد تم عقد الاجتماع الافتتاحي للمجمع العلمي ـ الجامعي لإيران والبلدان العربية للحوار الثقافي وبمشاركة أكثر من ثمانية عشر مندوبا من الجامعات والمراكز البحثية والعلمية الإيرانية والعربية في يوم الثلاثاء 10/05/2016 باستضافة جامعة الشهيد بهشتي في طهران.

رئيس جامعة الشهيد بهشتي الأستاذ الدكتور محمد مهدي طهرانجي:
إن الميزة الثقافية للثورة الإسلامية الإيرانية هي التي تميزها من سائر الثورات في العالم. وبدراسة تأريخ البلدان الإسلامية في القرون الأولى من ظهور الإسلام نجد أن العلاقات الاجتماعية والثقافية للبلدان الإسلامية فقد ظهرت في ضوء الدين الإسلامي واللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم .وأدى هذا التفاعل الاجتماعي والثقافي للبلدان الإسلامية إلى التعايش السلمي بين القوميات والجاليات غير المسلمة في المجتمع الإسلامي.
  لا شك أن الجامعة لها دور رئيسی في العلم والمعرفة وخلق بيئة إسلامية وتوسيع الأخوة الإسلامية. وبإمكان الجامعات أن تحول دون الكثير من التصورات الخاطئة بين البلدان الإسلامية وتوفير مجالات مناسبة للتعارف بينها حتى تتحقق سياسات جديدة فيما بينها وعلى أساس مبادئ مناسبة وفاعلة.
  إن الجامعة هي محور التفكير والعقلانية والتسامح ويمكن أن تكون أرضية السلام والمحبة والاستقرار للمنطقة. وعلى هذا الأساس فإن جامعة الشهيد بهشتي مع ما لها من الإلمام بسياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأجل رفع مستوى مكانة العالم الإسلامي في هيكلية السلطة العالمية ترغب في تفعيل الدبلوماسي الجامعي في إطار الدبلوماسي العام والثقافي للبلد. وفي نفس الاتجاه واستلهاما من الثقافة الإسلامية الراقية والتعاليم القرآنية السامية تحاول أن توفر أرضية الأخوة الإسلامية والبيئة الإيمانية والثقافية بالتكاتف مع سائر الجامعات في البلدان الإسلامية.
نحن نؤمن بأن هذه المنطقة تتطلع إلى التعاليم الإسلامية الخالصة والأصيلة وطريق العودة إلى الحياة الإيمانية هي العودة إلى الأخوة والمؤاخاة وهذا لا يتحقق إلا بالاحترام المتبادل ودون نظرة سلبية إلى آخر.
  نرجو الله أن يوفق الجامعة لتصبح مركز الدبلوماسية الجامعية المعتمدة على العقلانية والتدبير والأمل في المنطقة وفي العالم الإسلامي.
الدكتور أبوذر إبراهيمي رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية
 بداية أشكر الله العلي القدير وفي هذه الظروف القاسية والمعقدة التي تمر بالعالم الإسلامي أنه وفق النخب والجامعيين الإيرانيين والعرب وعبر الحوارات الثقافية أن يوفروا فرصة أن تبحثوا عن الوعي المشترك للحصول على سبيل التنمية وتوسيع العلاقات الثقافية والعلمية بين الشعبين العظيمين الإيراني والعربي كجناحين رئيسیين للثقافة والحضارة الإسلاميتين.
  إن العلاقات بين الإيرانيين والعرب تعود إلى الألفية ما قبل الميلاد. فإنهم وعبر التأريخ كانوا أعضاءا وعناصر متلاحمة من هيكلية الأمة الإسلامية وقد عاشوا حياة مشتركة في هذه المنطقة التي تعتبر مركز العالم القديم وقلبه. إن العلاقات بين الشعبين تعود إلى الألفية ما قبل الميلاد والتي تشمل العلاقات السياسة والتجارية والثقافية والحضارية.
  هذه المنطقة الجغرافية شهدت ظهور حضارات عظيمة كانت تتعايش وتتحاور وتتنافس فيما بينها وأحيانا حدثت صراعات بينها ولكنها أخيرا تسالموا واتفقوا فيما بينها ومن جملة هذه الحضارات يمكن الإشارة إلى الحضارة الإسلامية والبابلية والعيلامية والأخمينية والآرامية والعربية.
  إن الشعبين الإيراني والعربي كان لهما الدور الأساسی في تكوين الحضارة الإسلامية وهذه الحضارة عبر عشرة قرون من الظهور والتوسع والنمو قد اجتاحت مجموعة كبيرة من المسلمين المتفرقين في القارة الآسيوية والإفريقية والأوروبية ولكنهم قد ساهموا في إثراء هذه الحضارة .أما الدور الرئيس فيعود إلى الشعبين الإيراني والعربي.
فمنذ القرن الأول الهجري إن إيران مع ما لها من السعة الجغرافية من الشرق والشمال قد دخلت في ثقافة وحضارة قد خلقهما الدين الإسلامي بتعاليمها الراقية والمرنة والتسامحية.
  ففي البحث عن أسماء العلماء المسلمين المشهورين وفي مختلف القرون نجد مراكز حضارية وثقافية كانت موطن هؤلاء ومولدهم. فإن أساطين العلم كالبغدادي والاصفهاني والحلبي والشيرازي والتبريزي والهمداني والبخاري والطبري والطرابلسي وغيرهم من جملة هؤلاء وكان التعامل الفكري والتبادل الروحي بينهم عاليا ويبدو أن هذه المنطقة الجغرافية والنطاق الحضاري كان لها دور ممتاز وملحوظ في جميع المجالات العلمية.
  إن إسم مدينة أصفهان كان يردف إسم بغداد التي كانت عاصمة الدولة الإسلامية وعلى مدى خمسة قرون ونشاهد ظهور علماء عباقرة من منطقة فارس كان لهم الحظ الأهم في مختلف المجالات لتفسير القرآن الكريم والحديث واللغة والآداب والتأريخ والجغرافيا والرحلات والفلسفة والمنطق والفلك والحساب والطب والكيمياء وغيرها.
  وطيلة أربعة عشر قرنا مضت على الأمة الإسلامية فإن المساجد والمتاحف والمدارس والمكتبات كانت تعلب دورا ثقافيا نشيطا وفي هذه الفترة الزمنية قد ترسخ اهتمام الإيرانيين باللغة العربية لأنهم كان يؤمنون بأن هذه اللغة لها مكانة خاصة وممتازة لأنها لغة القرآن الكريم و علومه. فقد نجا الإيرانيون من التخبط والانزلاق نحو تغير كتابة الحروف والخط من العربية إلى اللاتينية كما حدث بالنسبة إلى الآخرين لأن هذا الأمر كان يؤدي إلى هجر تراث مترسخ يبلغ عمره أكثر من ألف عام.
  إن إيران اليوم لها أكثر من مليوني نسخة من الكتب باللغة العربية في شتى المجالات العلمية والمعرفية. إن العلاقات الإيرانية العربية خلال القرون الماضية لها قواسم مشتركة والتناسق والتفاعل بين الجانبين مع ما حدث أحيانا من التوتر العابر لكن هذه العلاقات مازالت ولا تزال مستمرة.
فنظرا إلى التيار العلمي والثقافي الثريين في الماضي فإن الحضارة الإسلامية الحديثة لا تتحقق إلا بالجهود الإيرانية والعربية وفي هذا الاتجاه من الجدير علينا أن نقبل على جهة التآزر وتحشيد القابليات الواسعة في العالم الإسلامي.
  هناك اليوم كثير من القابليات الهائلة بقيت غير مفعلة بسب التدخل الأجنبي وبث الفرقة والتمزيق في العالم الإسلامي. فواجب الجامعيين المثقفين والعلماء من إيران والعالم العربي وضع الأسس والطرائق الحديثة والجديرة لتوفير المجال للتقارب والتبادل العلمي والثقافي أكثر فأكثر.
  اليوم فإن قضية الحوار الإيراني والعربي تطرح لأجل رص الصفوف ودعمها والحيلولة دون تفكك أجزاء الأمة الإسلامية.
  إن الهدف من الحوار العربي الإيراني لابد وأن يكون دعم وترسيخ النقاط المتفق عليها بين الجانبين في مجال التفكير والعقيدة والفقه وكذلك تخطيط النظام البحثي والدراسات المشتركة في مجال إحياء التراث المشترك ونشره ومن جملتها التنسيق بين النخب والجامعيين وأصحاب الفكر في المجالات العلمية والثقافية.
  إن رابطة العلاقات والثقافة الإسلامية كمركز للدبلوماسية الثقافية تحاول أن تستقطب مساهمة البلدان الإسلامية لتدشين أمانة عامة يمكن من ضمن فعالياتها أن تتابع مجالات التعاون والتفاعل والحوار بشكل أفضل. وفي هذا الاتجاه قد تحققت مبادرات يمكن الإشارة إلى الاجتماعات التمهيدية بخصوص الحوار الثقافي التي أقيمت مسبقا وبمشاركة الأساتذة الإيرانيين والعرب في كل من دولة قطر وجمهورية تونس وجمهورية لبنان.
  فاليوم وبإقامة الاجتماع الرابع المشترك بين الجامعيين الإيرانيين والعرب بمساهمة الجامعات الإيرانية وباستضافة جامعة الشهيد بهشتي أن تتحقق الخطوات المستقبلية بالتعاون وبذل الجهود المشتركة للنخب والأساتذة لتمهد الطريق لاجتياز الخطوات القادمة في هذا المجال وبشكل أفضل.
الدكتور محمد روشن مساعد وزير العلوم والبحوث والتقنية في الشؤون القانونية والبرلمان:
إن اللغة العربية والتي تدرس من الابتدائية وحتى نهاية الثانوية في جميع الفروع والمستويات هي لغة الإسلام وهذا الأمر سبب أن جميع المتخرجين الإيرانيين قد تعرفوا على هذه اللغة. إن هناك أدباء مرموقين في الأدب العربي ينتمون إلى أصول فارسية وإيرانية. وهذا ينم عن رغبة الإيرانيين في الأدب العربي لكن علاقة العربية بالقرآن والحديث الشريف من أهم ما أثار هذا الشوق العظيم إلى تعلمها ودراستها لديهم.
  إن وزارة العلوم الإيرانية وبعد إبرام الاتفاق النووي تحاول أن توسع من نطاق دبلوماسيتها العلمية وقد اختارت بعض البلدان استهدافا لهذا الغرض المنشود ومن جملة أولوياتها البلدان التي تتمتع بميزات ثلاث وهي الإسلامية والعربية والمتواجدة في المنطقة.
  إن رسالة الإسلام هي السلام والمودة لكن ومع الأسف الشديد قد يقوم البعض بتشويه هذه الرسالة لكننا نرجو أن نعرف مكانة الإسلام كما هي.

الدكتور فوزي محفوظ رئيس الموسسة العليا لتأريخ تونس المعاصر من جامعة منوبة:
نحن شعبان شقيقان نود أن نقدم رؤيتنا إلى إخوتنا بشفافية وصراحة. وقد أقمنا اجتماعا في تونس بمشاركة الشخصيات العلمية ونرغب في دعم وتقوية علاقتنا مع إيران لنتمكن من توسيع ثقافتنا على التعارف فيما بيننا. نحن اليوم نعاني من التفرقة والتمزيق والخلافات.
  فالبلدان العربية تنقسم إلى صفين الصف الأول البلدان العربية التي كانت موطنا لنشور الإسلام وظهوره والصف الآخر البلدان ذات حضارة قد اعتنقت الإسلام كإيران والبلدان الواقعة في شمال إفريقيا. نحن في المغرب العربي وفي مختلف الحقب الزمنية قد استفدنا من العلماء الإيرانيين. فأن المغرب قد استضاف أکثر من خمسمئة ألف إيراني. وقد تم تأسيس أول خلافة شيعية في مدينة " مهدية" بتونس. إن أصول فلسفة الشيعة قد تم اعتمادها في عصر" نعمان " وقد توسعت بفضل الفاطميين وبفتح مصر. علينا أن نكون واقعيين. هناك من الزملاء والإخوة من سألني عن الإرهاب فكأن مفهوم المواطن العربي قد امتزج بمفهوم الإرهاب والتشدد والتطرف بيد أن هذه القضايا شاذة ونادرة. 
  فالبعض يحاولون هزيمتنا والحط من الحرية وكرامة مجتمعاتنا. توجد ظاهرة التطرف حاليا في تونس ولم نتعود عليها. لا يوجد في تونس جيش .والشعب التونسي من أصحاب الدراسات والثقافة و لهذا المجتمع قابليات كثيرة. فالبلدان التي تزعم أنها محصنة أمام مثل هذه التيارات فعليها أن تعرف أنها تتعرض لمثل هذه الظاهرة المشؤومة. علينا بأن نحاسب ونقيم أنفسنا فليست المشاكل دوما تأتي من جانب الغرب .فإن مشكلتنا الثقافة والتعليم. فأربعون بالمائة من التونسيين من الشباب يحاولون الدراسة في أوروبا. فهناك رؤية سلبية تجاه الجامعات في البلدان العربية والإسلامية. والثقافة التي تسود حاليا المجتمعات الإسلامية وتعرض فهي مهمشة ومتزعزعة. على الشباب أن يكونوا نشيطين في مجال الحوارات. ففي هذه القاعة مجموعة كبيرة من الكبار والشيوخ فكأن هذا الاجتماع لا علاقة له بالشباب. فالشباب هم الغائبون عنا ولا علاقة لنا بهم. فلا بد أن يكون الخطاب الموجه منا إليهم. فاليوم نعاني من عدم الوئام والتلاحم والانسجام فيما بيننا بالنسبة إلى المواقف الرسمية والشعبية. فلا توجد لدينا مشكلة باسم السنة والشيعة. فنحن أمة واحدة كما أن الشعب التونسي لا يرى اعتبارا لمثل هذه الفوارق والخلافات. لا بد ونحدد استراتيجياتنا ونقدم خططا وأطرا حقيقية على أساس قدراتنا الكامنة والفعلية. وإني على تخوف من أن نتحدث دون أن نتابع الأهداف. وبعد هذا الاجتماع علينا أن ندخل مجال العمل ونستمر في الحوار وتبادل الآراء ونواصل الموضوع. مع فائق شكري لحسن إصغائكم.

الدكتور فلاح حسن عبد الحسين رئيس جامعة المستنصرية ببغداد:
هذه هي المرة الأولى  أشارك أنا في مثل هذا الاجتماع في إيران. نحن نتابع الحوار ولكن نحاول أن يكون الحوار منهجيا بشكل هادف. فعلينا أن نتحاور حول آليات هذه الحوارات. إن العالم العربي يواجه اليوم تحديات كثيرة كالتطرف وغيره ... وأنا أقترح أن نقدم البرامج البديلة  مثل العالمية كأرضية لهذا الحوار. فأشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية على حسن استضافتها لمجموعة من النخب. فاليوم الثقافة هي أفضل طريقة لتقارب البلدان فإن الثقافة والفكر يزيلان المشاكل السياسية.
الدكتور عدة فلاحي المستشار الأعلى السابق لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية و من المفكرين المشهورین في مجال السياسة والثقافة:
لابد أن أبدي مدى ارتياحي من هذا الاجتماع المبارك. كان بودي أن يتحدث رئيس جامعة الشهيد بهشتي عن هذا الشهيد الذي كان من الأركان الرئيسة في الثورة الإسلامية ومن المجاهدين. كان من الأفضل الحديث عن هذا الشهيد العظيم ليعرفه إخواننا العرب أكثر من ذي قبل. فنحن اجتمعنا هنا لإحياء القيم الإسلامية والثورية. فكان الشهيد بهشتي من كبار العلماء والذي كان لديه خطة عظيمة. فهو من مؤسسي الحكومة الإسلامية في إيران وكان مهتما بموضوع الحوار الإيراني ـ العربي. علينا أن نتابع ثقافة الوحدة ومن الضروري لنا أن نعود إلى ثقافتنا. وندخلها في التطبيق. فمع الأسف نحن اليوم نسترجع النظريات الغربية. فعلينا أن نقوم بالتنظير. لقد أقيم اجتماعات ومؤتمرات كثيرة للحوار الإيراني ـ العربي. ولأجل الإجابة عن هذا السؤال وهو ما مكانة إيران عند العرب وما دور العرب في القضايا الثقافية لدى الإيرانيين، نحن بحاجة إلى الحوار المشترك لابد وأن تكون لنا لغة مشتركة كما نحتاج إلى برنامج مضبوط والأمانة العامة.

الدكتور طهرانجي رئيس جامعة الشهيد بهشتي:
في الحقيقة إن رؤساء الجامعات يؤكدون على الجامعات الإيرانية والعربية. فأكثر من نصف قرن تابعنا موضوع العلاقات الجامعية بيننا وبين البلدان العربية لكن ما تحقق لا يزال بعيدا عما كنا نتوخاه.
  إن الجامعات الإيرانية مع ما لها من التطورات العلمية فقد أصبحت قوة علمية حديثة ونحن نؤمن بضرورة رسم جغرافيا عملية. وهذا لا نتمكن منها إلا بمشاركة الآخرين. إن أقرب البلدان إلينا هم أشقائنا العرب فالشعب وجامعاتنا بحاجة إلى الحوار الثقافي ولابد أن نتابع مسيرة السلام والاستقرار في المنطقة.

الدكتور سليمي رئيس جامعة العلامة الطباطبائي:
أنا أتحدث كرئيس للجامعة الوحيدة التي مهمتها العلوم الإنسانية. بداية لابد وأن أعرف مفهوم الثقافة. فبرأيي هناك فرق بين هذا المفهوم في العربية والفارسية وبين ما يوجد لها من مفهوم في اللاتينية. فكلمة  culture مرادفة مع النمو المادي. كما أن في agriculture وهو يستخدم في مجال الزراعة لقد أخذ فيه مفهوم النمو المادي. لكن هذا المفهوم في اللغتين الفارسية والعربية هو النمو من الجانب القيمي. وعلى هذا الأساس يمكن أن تكون العلاقات الإيرانية العربية مختلفة عما نجده في الغرب. إن الثقافة كروح المجتمعات في تطور مستمر فليست كأمر ثابت ومنفصل عن غيرها. بل هناك ملاحظات مشتركة وتعامل بينها وبين النظام المفهومي لها.
  ففترة الإزدهار هي الفترة التي تتحقق فیها التساند والتآزر. ففي دراسة أجريتها في مجال الثقافة الإسلامية لقد ركزت على العلاقات الثقافية الإيرانية ـ العربية. فاليوم إن الظروف التأريخية مستعدة لقفزة تأريخية. فيمكننا أن نستفيد من الثقافة الإسلامية كنموذج بين الأنظمة المفهومية المختلفة ونقوم بتوفير الأرضية للتبادل فيما بينها. إن في مسار تكون العالم الإسلامي وفي الشرق الأوسط فإن الأنظمة المفهومية وكثير من الثقافات قد فسرت في ضوء هذه الأنظمة. مع أن الهويات يقدمون النظام المفهومي لها بالمواجهة مع سائر الأنظمة المفهومية.
  إن السلطات الغربية التي كانت تتابع فبركة السياسات في الشرق الأوسط  وكانت تتوقع المواجهة السياسية من هذه الأنظمة المفهومية وبين الثقافات في هذه المنطقة. كانت المواجهات السياسية في هذه المنطقة لها خلفية تأريخية. وخاصة من العهد الصفوي والعثماني. وحاليا كذلك فإن المنطقة مشحونة بالمواجهات الثقافية. وهذه الثقافات تعرف نفسها بالمواجهة مع الآخرين وهذا قد أدى إلى أن تتحول المواجهات السياسية إلى مواجهات الهوية والتي لا يمكن إزالتها حتى بالاتفاق السياسي. فمثل هذا المؤتمر الثقافي يمكن أن يعيد النظام المفهومي إلى مساره الصائب. لأن ما قدمناه من التعريف للثقافة ويتمتع بالمرونة وإن الثقافة سارية. إن للشريحة الجامعية مهمة تأريخية. فإن بإمكانها أن تكون الهويات والثقافات الجديدة بين النخب. إن الاستلهام والاقتداء بالظروف التأريخية يمكن أن يؤديا إلى الاتصال بين الأنظمة المفهومية والهوية. فنحن كمسلمين لا نشعر بفوارق بينا وبين الجامعات العربية فنلاحظ أنهم يتمكنون من التواصل بلغة القرآن وهذا ما يدل على النظام المفهومي المشترك بيننا وبين المجتمع العربي.

الدكتور طالب بن عيسى السالمي مساعد الشؤون الدولية بجامعة نزوی من سلطنة عمان:
أنا لا أعرف اللغة الفارسية ولذلك اخترت اللغة العربية لأنها لغة القرآن. ومن دواعي فخري أن أمثل سلطنة عمان والشعب العماني والجامعيين العمانيين. آمل أن تتوسع العلاقات بين الجامعات. فنحن بحاجة إلى مثل هذه الاجتماعات بشكل مستمر.
  فالجزءان الرئيسان للبلدان الإسلامية هما المساجد والحوزات العلمية والجامعات. فالمساجد اليوم ومع الأسف قد فقدت دورها ونلاحظ التفرق وعدم الانسجام في الجامعات حتى تتكفل هذه المسؤولية. لابد وأن تكون الجامعات عاملا أساسيا في دعم الثقة بالنفس والاعتماد على الذات لدى المجتمعات. إن الشعب العماني وقيادته هم السباقون للتقارب مع سائر البلدان. إن عمان لها استقرار سياسي وثقافي كما أن لإيران في عمان سمعة طيبة. ومع أن هناك قوميات مختلفة لكن التطرف والتشدد لم يجدا طريقا في هذا المجتمع الذي يتمتع بالتعايش فيما بين قومياتها.

الدكتور عباس زراعت رئيس جامعة كاشان:
آمل أن نقوم بشيء من مسؤولياتنا بالنسبة إلى العلاقات العالمية في هذا الاجتماع. ففي العصر الراهن من أهم الطرائق للعلاقات الدولية ما يتحقق عبر التعليم العالي. ففي اليوم إن التعامل الثقافي له المركز الثالث في العالم. وفي إيران فقد ركز على هذا الموضوع في الوثائق القومية والتخطيطات. فإن الحكومة في إيران ملزمة بأن توجه سياساتها على أساس الوئام والتحالف والانسجام مع العالم الإسلامي وأن تقيم علاقات ودية وأخوية مع سائر البلدان الإسلامية. إن الوثيقة المبدئية والاستراتيجية لجامعة كاشان لها ثمان رؤي مستقبلية إثنتان منها ما يتعلق بالعلاقات مع البلدان الإسلامية. ففي الوثائق المعنية بالقطاعات الخاصة والعامة خصصنا عشرة بنود بهذا الأمر وهذه العناصر العشرة تمهد الطريق للتعامل الثقافي.
  إن جامعة كاشان مع ما لها من عمر يناهز أربعين عاما لها حوالي ثمانية آلاف طالب وطالبة في مختلف الفروع وهي من الجامعات الممتازة على مستوى البلد يمكنها أن تخطو خطوات أساسية في مجال التبادل الثقافي مع سائر الجامعات في العالم الإسلامي وخاصة فيما يتعلق بعلوم القرآن والحديث والأدب العربي.

الدكتور على عبدالله محمد المحمود أستاذ مؤسسة Fandition  القطرية:
إن اللغة العربية قريبة من الفارسية. عندما كان يتحدث رئيس جامعة العلامة الطباطبائي كنت أظن أنه يتحدث بالعربية لأن هناك مفردات متشابهة بين اللغتين العربية والفارسية. نحن في جامعة جورج تاون بقطر قمنا باستضافة اجتماع للحوار الثقافي بين إيران والعرب وأكدنا على القواسم المشتركة المتواجدة في هذا المجال. أشير إلى سورة الحجرات المبارکة حيث يقول سبحانه "إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا" يجب أن لا نكون آذانا صاغية لوسائل الإعلام ونحكم على إيران أو على العرب. أنا أكتب يوميا الكلمة الافتتاحية في صحيفة رأي اليوم. أنا أحاول أن أساعد في التقارب بين الشعب الإيراني والأمة العربية وأحصل على الأواصر المشتركة بيننا. فمع الأسف هناك دعايات مسيئة لإيران كما أن هناك تصريحات مشينة للعرب. فالحوار المباشر هو الحل لكن لابد وأن يتحقق بشكل منتظم وهادف. ففي قطر من الشعب القطري ما يزيد على الستين بالمائة من السنة والشيعة لهم أصول إيرانية. إيران جارنا وليست الولايات المتحدة ولا انجلترا ولا فرنسا من جيراننا. لا يمكن أن نغير اتجاه هذا النهر من مساره الرئيس. نحن لدينا مصالح مشتركة ولا يمكن أن نعتمد على السياسيين .فعلينا أن نركز على القضايا الأساسية وأن نقوم بالتبادل العلمي.

الدكتور علي أكبر ولايتي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني:
من سوء حظي لم أحضر الاجتماع منذ بدايته حتى أستفيد من آراء ووجهات النظر للأساتذة والضيوف الكرام من البلدان الإسلامية.
  هذه الخطوات المنفذة مباركة وكان من المقرر أن تسبق هذه الحقبة الزمنية. فقد تم انجازها متأخرا. فالرجاء أن يجمع هذا المجمع أساتذة أكثر من البلدان الإسلامية.
  فهناك سؤال يمكن طرحه ما هي الضرورة التي تقضي بالعلاقات بين المسلمين و بين البلدان الإسلامية؟ نحن كأمة واحدة وما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ينص على هذه العلاقات. ففي قديم الزمان لو كانت هناك حدود جغرافية بين هذه البلدان لم تكن هي بين أصحاب الثقافة والعلم. فمنذ نهاية القرن السابع للهجرة هناك تواجد للمسلمین في الأندلس إلى نهاية القرن الخامس عشر على مدى 800عام فقد ظهر بينهم كبار كابن رشد ومحيي الدين العربي. فكانوا يرسلون في كل عام وفدا للاستفادة من الإنتاجات العلمية في الشرق الإسلامي. فمن آمالنا أن تتيسر اللقاءات بين الدول الإسلامية الجارة. فمستوى هذه العلاقات ضئيل وهذا يسبب استغلال الإساءة إلى الإسلام من قبل الأعداء. إن الدول التي لها خلفية الاستعمار لها دور في خلق التفرقة والتمزيق بين المسلمين. ففي الغرب هناك تعايش سلمي بين الكاثوليكية والبروتستانية والأرثوذوكسية لكن في البلدان الإسلامية استفزازات لخلق الخلافات بين المسلمين. فمن المتوقع من العلماء والنخب في المجتمع الإسلامي أن يحملوا راية الوحدة والتقريب بين المسلمين. إن الفوارق الموجودة بين الشيعة والسنة أقل بكثير من الاختلاف الموجود بين المذاهب المسيحية. فإننا مشتركون في التوحيد والنبوة والمعاد.
  فمنذ نشوء الخلافات لا نعيش أوضاعا طيبة. لابد للجامعيين أن يكونوا رواد الوحدة في العالم الإسلامي .ففي القيامة يحاسب الناس حسب علمهم وفهمهم عن الحقائق. فالله تعالى يكلف كل نفس حسب قابلياته. أرجو أن تكون هذه المجموعة بداية خير ومع غض النظر عن المبادرات السياسية والخلافات المزيفة لابد وأن تكون علاقات وطيدة ووثيقة بين الجامعيين بعيدين عن هذه الخلافات وأن يتوسع نطاق هذا المشروع المشترك. فلا شك أن هذه مقدمة للتضامن بين الثقافات وأهلها ومبدأ خير للعالم الإسلامي. فرجاؤنا أن تكون لنا علاقات مع سائر الأقطار الإسلامية وخاصة العرب منها. هذا الاجتماع خطوة تمهيدية وليست كافية بل لابد وأن تستمر فأقترح أن يتم إقامة عدة اجتماعات متتالية في إيران وأن ندعو عددا أكثر من شخصيات العالم الإسلامي والعربي وأن يكون لدينا جدول أعمال لكل موضوع نطرحه على طاولة النقاش وأن تحدد اللجنة المشرفة محاور الاجتماع القادم لتكتمل حلقات هذه الاجتماعات. فالأساتذة والجامعيون عليهم أن يؤكدوا على أن الخلافات بين العلماء لا تحول دون العلاقة الودية والأخوية فيما بينهم.

الدكتور حماش حسين رئيس كلية العلوم الاجتماعية بجامعة أبوالقاسم سعد الله:
ممكن أن لا تكون هناك علاقات سياسية قوية ومتينة بين بلدين لكن هذا الأمر لا يمنع من العلاقات العلمية والجامعية. إن القضية الفلسطينية قضية محورية ويتطلب حلها بمساهمة المفكرين كرواد حل المشكلة. فلا يوجد هناك حجة عقلية وشرعية تؤيد انتمائي إلى مذهب إسلامي معين ويجيز لي أن أسيء إلى مذهب آخر. فلابد أن نؤكد على المشتركات للدفاع عن الإطار العام للإسلام. فالعالم الإسلامي مهدد من قبل الهجوم الغربي.

مسودة میثاق 
« المجمع العلمي و الجامعي الإيراني - العربي  للحوار الثقافي»
المقدمة:

في ظل الظروف الراهنة التي  یتمدد التطرف و العنف في العالم الإسلامي و یلحق أضرارا فادحة بالأمة الإسلامية والعالم الإسلامي و في زمنٍ تحوّل التفاهم والعقلانية و التعاون إلی التحامل و العصبیة و التناحر، قررنا نحن کمجموعة من ممثلي المراكز العلمية و الجامعية و البحثية في إيران و في عدد من البلدان العربية المشاركين في اجتماع للنخب و الجامعيين من إيران و العالم العربي للحوار الثقافي المقام في 10-5-2016 الموافق للثالث من شعبان 1437 و الثاني و العشرين من أرديبهشت 1395 وفق التقويم الإيراني في جامعة الشهيد بهشتي بطهران، قررنا تأسيس المَجمع العلمي و الجامعي لإيران والبلدان العربیة والذي نهدف من ورائه إقامة الحوارات الثقافية لتوطید المساحات المشترکة و اللازمة للحوار و التعامل البناء و توسيع التعاون المشترك و المستمر في مختلف المجالات العلمية و الثقافية.
تمت الموافقة والمصادقة على الأهداف المرتبطة بمهام و هيكلة هذا المجمع و فحواها كالتالي:

ألف: الأهداف:
•     تعزيز مبادئ الفکر الوسطي و التفاهم والعقلیة المشترکة في المناسبات و العلاقات بين المجتمعات الإسلامية بالتأكيد على ضرورة النقد البناء والمتمیز من قبل النخب الجامعیة .
•      توسيع العلاقات والصلات عبرالتواصل المستمر و البنّاء بين مفكري إيران والعالم العربي بالاعتماد علی الکفاءات القابلیات المتواجدة لدیهم. 
•     التفاحل والتعاضد الفکري لإيجاد حلول مشتركة من أجل الخروج من المآزق الراهنة التي تمس العلاقات الإيرانیة - العربية.
•     التأسيس للتعاون العلمي و الثقافي المشترك لإصدار الدوريات و الكتب المتخصصة  و إقامة المؤتمرات و الإجتماعات و الندوات العلمية و الثقافية و التبادل العلمي و الثقافي نظرا لتحقیق الأهداف المذكورة آنفا.

ب: المبادئ والأصول السائدة علی المجمع:
•     التأكيد على الجانب العلمي و الثقافي للحوار
•     التأكيد على القواسم المشتركة و الصلات التاريخية الثقافية بين أطراف الحوار
•     التأكيد على حضور و مساهمة الجامعيين و المفكرين في الحوارات الثقافية

ج: الهيكلة
•     المجلس العام:
یتکون هذا المجلس من مندوبي الجامعات و المراكز العلمية و البحثية المشاركين في الاجتماع التشاوري المقام في جامعة الشهيد بهشتي بطهران و بتاريخ 11 مايو أيار 2016 الموافق للثالث من شعبان 1437 و الثاني و العشرين من أرديبشهت 1395 حسب التقويم الإيراني، و هم مندوبو كل من الجامعات و البلدان التالية:  

الجامعة                                                                       البلد
..........                                                                          ...........

المهام الرئيسية للمجلس العام: 
•     قبول الأعضاء الجدد
•     اختيار أعضاء مجلس التخطیط العلمي
•     اختيار مسؤول الأمانة العامة
•     دراسة ميزانية المجمع السنوية و المصادقة عليها 
•     دراسة  التغيیرات و التعدیلات علی هيكلة المجمع و المصادقة عليها
ملاحظة: سيجتمع أعضاء المجمع مرة كل سنتين وفي الظروف الطارئة.

•     مجلس التخطیط العلمي 
يتم اختيار أعضاء هذا المجلس من قبل المجلس العام على أن لا يتجاوز عددهم 11 شخصا.
مهام المجلس التخطیط العلمي المكلف بوضع السياسات كالتالي: 
الف: وضع السياسات و الخطوط العریضة للمجمع  
ب: المصادقة على برامج و محاور النشاطات العلمية
ج: الرقابة العامة للفحوى العلمي للنشاطات 
ملاحظة: تقام اجتماعات مجلس التخطیط العلمي علی الأقل مرة سنويا.
•     الأمانة العامة
-    تعد الأمانة العامة للمجمع بمثابة اللجنة التنفيذية له و يتم اختيار مسؤولها من قبل المجلس العام و تتمثل مهامه فيما يلي:
الف: عرض المقترحات بشأن مشاريع المجمع و برامجه و ميزانيته المخصصة للعامين التاليين على المجلس العام
ب: عرض  طلبات عضوية الأعضاء الجدد 
ج: تنفيذ قرارات المجلس العام ومجلس التخطیط العلمي المصادق عليها .
•     الملاحظة 1: يختار المکتب الرئيس للأمانة العامة في جامعة الشهيد بهشتي بطهران علی مدی عامین بدءا من تاريخ تأسيس المجمع و سيتم البت في أي تغيیر محتمل لهذا المکتب بالمصادقة عليه في المجلس العام للمجمع.    
•     الملاحظة 2: تدون الأمانة العامة اللوائح التنفيذية والتعمیمات للأحكام و تجعلها سارية المفعول بعد الحصول على مصادقة أعضاء المجلس العام.   
•     تم التوقيع و المصادقة على هذا المیثاق  من قبل مندوبي الجامعات المذكورة آنفا في جامعة شهيد بهشتي بطهران و بتاريخ 11 مايو أيار 2016 الموافق للثالث من شعبان 1437 و الثاني و العشرين من أرديبهشت وفق التقويم الإيراني.   

أسماء مندوبي الجامعات السیدات والسادة المحترمین:
1-جامعة الشهید بهشتي(إیران)
2-جامعة العلامة الطباطبائي(إیران)
3-جامعة الإمام الصادق(ع)(إیران)
4-جامعة کاشان(إیران)
5-جامعة الأدیان و المذاهب(إیران)
6-جامعة المذاهب الإسلامیة(إیران)
7-جامعة فردوسي(إیران)
8-جامعةالشهید تشمران(اهواز-إیران))
9-جامعة طهران(إیران)
10-جامعة الزهراء(ع)(إیران)
11-مؤسسة العلوم والثقافة الإسلامیة(إیران)
12-جامعة الکوفة(العراق)
13-جامعة منوبة(تونس)
14-جامعة نزوی(عمان)
15-جامعة ابوالقاسم سعد الله(الجزائر)
16-الجامعة اللبنانیة(لبنان)
17-جامعة المستنصریة(العراق)
18-جامعة المعارف(لبنان) 

 
منبع: دبیرخانه مجمع اندیشمندان ایران و جهان عرب
 
امتیاز دهی
 
 

خانه | بازگشت |
Guest (PortalGuest)


Powered By : Sigma ITID