نشست قم
بین الجامعات و المعاهد البحثیة بقم المقدسة و جامعات العالم العربي الاجتماع الخاص لدراسة الفرص و القابلیات العلمیة والثقافیة - مدینة قمالمقدسة أقیم هذا الاجتماع یوم الأربعاء11/5/2017م بحضور عدد من المفکرین الإیرانیین و العرب بمعهد دراسات العلوم والثقافة الإسلامیة بمدینة قم الإیرانیة.
کلمة الدکتور نجفعلي میرزایي
بسم الله الرحمن الرحیم
أیها الأستاذة الکرام،أیها الأخوة والأخوات،أصبح العالم الإسلامي الیوم في ظروف حضاریة حرجة.و في الحقیقة الیوم أصبحنا نواجه الکثیر من التحدیات والمشاکل مثل إراقة الدماء و سلب الأرواح وصراع الحضارات و إبادتها،فقد أمسینا نعیش في عصر یشهد فجوة حضاریة عمیقة من الناحیة العلمیة،حتی بین الدول العربیة نفسها.فلم نعد أمام دولة أو مجتمع واحد،و إنّما نحن أمام عدد من الدول والشعوب المختلفة التي تشهد تصارعاً وحرباً طاحنة في ما بینها،فقد أصبح حمام الدم یجري في معظم هذه المجتمعات.لقد أصبح المسلم یقتل أخیه المسلم بارتیاح ودون تخوّف.إنّ ردم هذه الهوّة الشاسعة بین المسلمین تقتضي بذل محاولات حثیثة وجهود مضنیة،لأنّ الخروج من هذا المأزق تترتب علیه الکثیر من المحاسن والمصالح المشترکة منها إعادة إحیاء تلک الحضارة الإسلامیة الزاهرة و الماضي التلید الذي نشترک فیه نحن والعرب.إنّ الأمّة الإسلامیة جدیرة بإحیاء الحضارة الإسلامیة مرّة أخری.إنّ هذه القضیة تحظی بأهمیّة بالغة وبما أنّ جمیعنا یولي أهمیة کبیرة لهذا الأمر و نعي مدی ضرورة إنجازه،یجب أن نتحاشی الإسهاب والتطویل. 
لا أرید في هذا المضمار ذکر النقاط العلمیة،لأنّ الضیوف الکرام مطلعون علی الآلیات العلمیة و أرید التذکیر بنقطة واحدة یتمحور حولها الحوار و الإتفاق علیها من شأنه أن یحل الکثیر من المشاکل العالقة.لأنّ حقل المعرفة و المجتمع قضیة أساسیة و مرکزیة و یمکن أن توجّه لنا أخطار جسیمة،و کما یعلم حضراتکم،معظم التحدیات التي نعاني منها الیوم نابعة من نزعتین وإتجاهین؛النزعة الأولی هي النزعة العقلیة،و الواقعیة،و البراجماتیة النفعیة المتطرّفة،التي تسلخ الإنسان من الجانب الروحاني،و النفسي،و تلقي الوحي و اللاهوت والمبادئ الإلهیة إلی درجة ترفض الدین والوحي والروحانیات بالمرّة.
لا شکّ أنّ الإنسان الذي یطمح إلی إبادة الحضارات،و القیم،و التقالید،في الحقیقة یسعی لتدمیر و نسف أکبر وأهم مصدر التعقّل البشري.
«إنّا أنزلناه قرآناً عربیاً لعلّکم تعقلون».هذا المعین وهذا التراث،و أقصد الدین والنصوص الدینیة تدعو الإنسان إلی إعمال العقل و الفکر و المنطق و هي معین متدفق من المعنی و العقلانیة التي لا تیسر في السماوات،و إنّما هي ثروة سماویة نزلت لسعادة المجتمع البشري
إنّ التطرّف في النزعة العقلیة،و الرکون إلیها وتحطیم الجسور بین الله والإنسان وأیضاً الإخلال في العلاقة بین الإنسان و الدین،کلها نابعة من النزعة العلمانیة الحدیثة؛و قد أصبحنا نعاني من هذه المشکلة و التحدّي بشکل کبیر.نحن لا نختلف مع العلمانیة بغضها و غضیضها.و من أهم مواقع مجاراتنا مع العلمانیة تعود إلی تحفیزها المؤسسات الدینیة علی کسب العلم و المعرفة.فنحن لا نختلف مع العلمانیة عند مواجهتها مع المؤسسات الدینیة من أجل إخراجها من حالة الرکود والسکون.عندما عاشت الشعوب الأوربیة عصور عصیبة و مرّت بظروف حرجة،کان الإسلام یعیش أزهی عصوره العلمیة والحضاریة وأطلق حرکات علمیة هائلة،بحیث أخذ الأروبیین مبادئ العلم و أصوله من المسلمین و إستمدوا منهم أسس العلم.لأنّ المشکلة الأساسیة هي مع العلمانیة و الفکر لائیکي الإلحادي الذي یحظر الفکر الدیني و یعتبره خرافة و أساطیر.هذه النظرة السلبیة تجاه الدین أدت إلی تهمیش الدین في الساحة الحضاریة المعاصرة و أیضاً في تکوین المجتمع البشري و هذا بعید کل البعد من المنطق و العقلانیة.فقد یقول العلمانیون أن لا صلة بین علماء الدین في الأزهر الشریف و المدینة و النجف و قم و بین الحضارة و التنمیة و المدنیةو التقدم .و هذا ناجم عن قراءتهم الخاطئة من التنمیة،فالتنمیة من وجهة نظرهم هي التقدم المادي الذي یستوحي من العقل و لا یحتاج إلی الوحي و الشریعة،بینما التنمیة البشریة الإلهیة والدینیة، تنمیة شاملة تتناول کل مجالات الحیاة و مشکلة التنمیة في هذا العصر،هي أن أصحابها لا یقبلون أنّ الدین أحد أرکان الحضارة البشریة و دعامة العقل و رکیزته الأساسیة.
أما الفئة الثانیة فهي تقف في الطرف النقیض للفئة الأولی و تأخذ منحی متطرفاً حیال الدین و المقصود بالتطرف هو الجانب السلبي منه بتعبیر آخر النزعة السلفیة تدعم هذا التفکیر المتظطرف و تسعی لتطبیقه في المجتمع.فقد أصبحنا نشهد الیوم بعض الحرکات المتطرفة التي لیس لها أدنی نصیب من المنطق والعقل وعندما یُطرح الحدیث حول العقل یرفضون الإستماع بشدّة؛هذه الحرکة السلفیة ترید الإعتماد علی تاریخها الخاص في تفسیر معنی البشریة و الحیاة.و البعض یری أنّ هؤلاء یتقنون القرآن ویعرفون ظواهره وخفایاه.و هذه هي الطامّة الکبری التي یعاني منها المجتمع.بینما یقرأ هؤلاء القرآن قرائة شعائریة و من أجل المثوبة ولا یفقهون مضامینه ومقاصده.لا أرید إتهام هؤلاء السلفیین بأنّهم لا یؤمنون بالقرآن و إنّ توجهاتهم لا تمتّ إلی القرآن و العقل بصلة،و إنّما ینطلقون في تفسیر القرآن من منطلق بعض النصوص الدینیة بصورة إلتقاطیة. هذه الأفکار السلفیة تنطلق من منطلق العداء مع الدین و تتغذی من حقدها و کراهیتها ضد الدین.
إنّ السلفیین یؤمنون بضرورة تضحیة الناس من أجل الدین و یقدمون الناس قرابین للدین الذین یؤمنون به أنفسهم.ولا ندري کیف یریدون صیانة الدین من خلال قتل الناس وإبادتهم؟ إنّ الإتجاه الأوّل یخلق مشکلة و الإتجاه الثاني یخلق مشکلة أخری و هذا ما سوف یتطرق إلیه الأساتذة و العلماء بالتفاصیل.
عندما ثار الإمام الخمیني(رضوان الله تعالی علیه)و فجّر الثورة الإسلامیة کان یؤکد علی ضرورة التضامن بین الحوزة العلمیة والجامعة.عند ذلک ظن البعض وقد تکونون أنتم من بینهم لأنّکم خارج البلاد،بأنّ الإمام الخمیني کان یهدف إلی إطلاق الحوار، الحوار بین رجل الدین و الأستاذ الجامعي،بمعنی أنّ الإمام الخمیني کان یرید أن  ینزّل مستوی العلاقات بین الحوزة العلمیة و الجامعة إلی مستوی متدن و بهذا زعم هؤلاء أنّهم أدرکوا ما کان یقصده الإمام و وجدوا هذه المشکلة حلّاً.و تحدّث بعضهم عن منح شهادة الدکتوراه إلی رجال الدین من أجل إحکام السیطرة علی الحوزة العلمیة ونقوم بتدریس علم الإجتماع والإقتصاد وغیرها من الفروع إلی جانب الفقه وأصول الدین،و هکذا شهدنا تفسیراً سطحیاً و ضحیلاً من کلام الإمام الخمیني.
بینما کان هدف الإمام في الحقیقة،هو سد الفجوة بین الحوزة العلمیة و الجامعة و التقارب بین الإثنین،من أجل التضامن والتقارب المعرفي وإکمال طرق التدریس في العلوم الإنسانیة والعلوم الدینیة لکي لا تقع الأمّة في فخ العلمانیة والسلفیة،لذلک مشروح التقریب بین الحوزة العلمیة وبین الجامعة کان یطمح إلی تلک الأهداف السامیة التي کان یقصدها معمار الثورة الإسلامیة.و نرید الیوم نطرح هذا الموضوع للنقاش.إنّ توجهنا نحو العلاقة بین الحوزة العلمیة والجامعة هو توجّه ممنهج في علاقات فئة تری السماء ولا تری الأرض ولا تکترث بالنتائج وبین فئة یعمل عکس ذلک،بمعنی أنّها تری الأرض ولا تری السماء ولا تکترث بالغیب.ما نطمح إلیه هو الوئام و الوفاق في العلاقات التي تربط بین الفئتین التي تنزح الأولی نزعة مثالیة و الثانیة تطغی علیها النزعة الواقعیة،الأولی غرقت في الشهود والشطحات والثانیة غرقت في بحر الغیب.و هذه المشکلة في الحوزة والجامعة هي مشکلة منهجیة.
إنّ الفکرة الحضاریة التي یؤکد علیها الأمام الخامنئي والإمام الخمیني(رضوان الله علیه)و الأساتذة الآخرین هي هذه النزعة التي ذکرتها لحضراتکم.
هذه الفکرة أو الطریقة الحضاریة لا تقوم علی أساس السلفیة ولا علی أساس العلمانیة البحتة و لا الإتجاه العلماني الإلحادي.نحن نعقتد بأنّ العلمانیة فشلت فشلاً ذریعاً في تحقیق السعادة في الدینا و وصلت إلی الطریق المسدود.و الحل لا یمکن في إلغاء العلمانیة بشکل تام و لا في اللجوء إلی الدین،و إنّما الحل یمکن في الدمج الممنهج بین الإثنین.
أیها السادة،لم یعد أمامي متسع من الوقت،لکن أرید لفت إنتباه الأساتذة الأعزاء إلی قضایا أخشی أن تصل إلی الطریق المسدود في مرحلة التطبیق.أعتقد،إنّ هذه التحدیات ناجمة عن مواصلة النزعة السلفیة التي لا تعبأ بعنصر الواقعیة و النتیجة،کما أنّ الإفراط في النزعة الواقعیة قد تخلق مشاکل کبیرة.و طالما أکّد أساتذة الحوزة و الجامعات علی عدم الإلتزام المفرط بالنزعة الواقعیة،نحن واقعیون لکن لسنا متطرفین في إعتناق هذه الفکرة،لأنّ أعتناقها لهذه الطریقة المفرطة بعیدة عن الصواب.لکن هنا تطفو علی السطح قضیة أیدیولوجیة و هي أنّ ثمّة أمور في الحقیقة و الواقعیة لا نستطیع نحن إدراکها و فهمها و لا یمکن التهوین بالأخطاء و التجربة الخاطئة و الشعور.نحن نعلم أنّ المشکلة التي تعاني منها الیوم الحوزة العلمیة هي المشکلة الأولی کما أنّ المشکلة التي یعاني منها الجامعیون هي المشکلة الثانیة،و هي الوقوع في فخ العلمانیة البحتة.لقد أصبحت الأمّة الإسلامیة الیوم بأمسّ الحاجة إلی تقدیم نظریة تدمج هذین الإتجاهین و لا تزال الأمّة الإسلامیة حتی یومنا هذا محرومة من تطبیق هذه النزعة المتکاملة حتی بعد إنتصار الثورة الإسلامیة الإیرانیة. إنّ الإمام الخمیني کان من أساطین العلم و الثقافة قبل أن یکون قائداً سیاسیاً و هذا الزعم الذي یقول أنّ الإمام الخمیني فجّر الثورة الإسلامیة بشکل مفاجئ و دون تمهید لها و توفّي بعد ذلک،مزاعم لا أساس لها من الصحة.إنّما وضع الإمام الخمیني معاییر و إستراتجیات دقیقة تجاهلتها الأمّة بعد وفاته لکن قائد الثورة الإسلامیة سوف یواصل طریقة الإمام الخمیني.
لقد یولي قائد الثورة الإسلامیة إهتماماً بالغاً بقضیة عودة الحوزة العلمیة إلی تکوین الحضارات والمدنیة.
نحن نعتز بحضور الأساتذة وإنضمامهم إلینا في هذه الندوات وسوف نتشاور حول هذه القضایا ونتبادل الرأي إن شاء الله.
****
   
کلمة الدکتور لک زایي
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالمین و صلی الله علی سیدنا و آله الطیبین الطاهرین المعصومین.
نحن المسلمون نعاني من الکثیر من المشاکل والتحدیات لأنّنا بلوغ الحالة المأمولة بسرعة، وعادة نتجاوز الحالة الراهنة إلی الحالة المنشودة بسرعة کبیرة وهذه السرعة تؤدي إلی خلق مشاکل عدیدة.
یقول القرآن الکریم إنّ طریق حلّ المشاکل یکمن في إصلاح الدوافع والأفکار وأنّ الرسول جاء من أجل التزکیة و التعلیم.(یزکیهم و یعلمهم الکتاب و الحکمة)لکنّنا نرید بلوغ المأمول من غیر طریقه وهو التزکیة والتعلیم وهذه الطرق والأسالیب هي جلبت الویل والثبور للأمّة الإسلامیة.إنّ الإفراط والتفریط هو التعبیر الآخر لهذه الفکرة،بمعنی أنّنا لو إخترنا طریقاً غیر هذا الطریق فإنّنا سوف نقع في فخ الإفراط والتفریط وهذه هي الجاهلیة بعینها. فمن یحمل السلاح من أجل حلّ القضایا الثقافیة و الإنسانیة،و یخلق مشکلة و یضع الجمیع في دوّامة المشاکل.
و إنّ الوضع القاسي الراهن جعلنا أحوج ما نکون إلی الأمن و السلام و العیش الکریم و نبذ العنف،و هذا ما جعل الحوار خیاراً ضروریاً لا مناص منه.
و لا طریق أمامنا لإصلاح الحالة الراهنة و تحسین الأوضاع إلّا طریق إصلاح الأفکار و الدوافع و المقاصد،و بلوغ هذا المأمول أیضاً یمرّ عبر إصلاح أسالیب التعلیم،و الدراسة و التعلیم و التربیة.و لا شک أنّ السیاسة تستطیع تقدیم الکثیر من المساعدات لتمریر هذه البرامج و الإستراتجیات التنمویة؛و نحن في مرکز دراسات العلوم و الثقافة الإسلامیة نعلن عن إستعدادنا لتأسیس منتدیات علمیة و ثقافیة متعددة الأطراف و قد حققنا الکثیر من الإنجازات في سبیل تحقیق المأمول علی حد إمکانیاتنا لکي نستطیع تقدیم بعض الحلول العقلیة لمشاکل العالم الإسلامي و العالم بأسره،أي إذا إستطعنا تقدیم المساعدات التشاوریة للعالم فلا نبخل في ذلک.و هذه هي النظرة التي یوصینا بها القرآن،النظرة التي تقول یجب علی الإنسان أن یساعد أخیه الإنسان.
فقد دأب مرکز دراسات العلوم و الثقافة الإسلامیة،في أن تکون الحلول التي تقدمها نابعة من معین الإسلام و الإنسانیة.و في ما یتعلق بالعلوم فقد حاولنا أن نسیر في طریق تفعیل العلوم الإسلامیة.و لا طریق للوصول إلی المستوی المأمول إلّا من خلال تفعیل العلوم الإسلامیة و التأکید علی هذه الخطة و متابعتها بجدیّة.
یجب تحدیث العلوم الإسلامیة في جمیع الحقول مثل الفقه و الأخلاق و تفسیر القرآن الکریم و تاریخ الإسلام و الفلسفة و علم الکلام لکي تتماشی مع قیم العصر و قضایاه.و هذا التحدیث و التفعیل له ضروریاته وشروطه التي لابد من التطرق إلیها في وقتها المناسب لها.کما سعی هذا المرکز علی قدر إستطاعته لأسلمة العلوم الإنسانیة،و هي في الحقیقة محاولة للتقلیل من الطابع العلماني الذي یطغی علی العلوم الإنسانیة.لکننا لا نزال في خطواتنا الأولی في هذا المجال،لکن نأمل أن نخطو خطوات جبّارة بفضل التعاون و التواصل بین المراکز الإسلامیة في الدول الإسلامیة الأخری.و الجدیر بالذکر أنّ الإهتمام بالتراث ساعدنا و یساعدنا من ناحیتین.فکما رأیتم الیوم في معرض أعمال المرکزفالقسم الأعظم من التراث الإسلامي وُضع باللغة العربیة لذلک قام المرکز بفضل الأساتذة و الباحثین من تصحیح هذه الأعمال و نشرها.و من بینها تجدر الإشارة إلی موسوعة العلامة شرف الدین،و موسوعة العلامة بلاغي،و موسوعة الشهید الأوّل،و الشهید الثاني و سوف نقدّم الکثیر من الأعمال والموسوعات المصحّحة،مثل موسوع الشیخ البهائي،و موسوعة الشیخ محمد کاشف الغطاء.و من أهمّ الآثار التي عُرضت العام الماضي،هي موسوعة الشیخ محمد کاشف الغطاء في 10 مجلدات تحت عنوان أنوار الفقاهة.و هذه الإنجازات هي جزء من جهود الأصدقاء في مجال طرح الأفکار الحدیثة و العاصرة في مشروع أسلمة العلوم الإسلامیة.و في السیاسة فقد طرحنا أفکار ومعارف متعالیة وهي شقّت طریقاً جدیداً في علم الفلسفة والکلام.
و قد قام الزملاء بوضع موسوعة الروح والبدن وهي مشروع دولي کبیر وضع في 22 مجلداً و الرکیزة الأساسیة في تطویر العلوم الإسلامیة و أیضا أسلمة العلوم الإنسانیة هي موسوعة النفس والبدن،لأنّها تتطرّق إلی الدراسات الأنسنیة و الأنثروبولوجیة و بما أنّ موضوع العلوم الإنسانیة هو فعل الإنسان وعلمه،القراءة التي نقدمها من الإنسان بالغة الأهمیة.نحن نعتقد أنّ فعل الإنسان یستطیع أن یرتدي طابعاً دینیاً.و إن نظرنا إلی القضیة من منطلق إسلامي،فإنّنا قد وصلنا إلی العلوم الإنسانیة بنزعة إسلامیة،و من نافل القول أنّ هذه النشاطات تتطلّب الکدّ والعناء والمزید من الصبر والتأنّي.و إن أردنا بلوغ المأمول بسرعة و من دون تریث،فقد نقع في دوامة الإفراط و التفریط لا محالة و هذا قد یجبرنا علی إختیار حلول سطحیة و بسیطة من شأنها أن تزید الأوضاع توتراً و تعقیداً.
و في نهایة کلمتي أجدد شکري للحضور الکرام الذین جاؤونا من البلدان الشقیقة،کما أتقدم بجزیل الشکر لضیوفنا من داخل البلاد،و أعلن لکم من هذا المنبر أنّ المرکز مستعد للتعاون الثنائي في إقامة المنتدیات العلمیة،والفصلیات،و الدراسات البحثیة،و المنح الدراسیة والتعاون المتعدد الأطراف في سبیل تطویر العلوم والتنمیة العلمیة في کافة البلاد الإسلامیة
وشکراً لحضورکم.
*********
کلمة الدکتور قهرمان سلیماني
بسم الله الرحمن الرحیم
أبدأ کلمتي بالشکر الجزیل لکل الأساتذة الذین منحوا لنا الفرصة لکي نجتمع معاً و نناقش القضایا العلمیة،و الثقافیة بین الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و الدول الأخری،خاصة الدول العربیة.أیها السادة إنّ حصة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة في الإنتاج العلمي 1.5 بالمئة. بینما قبل إنتصار الثورة الإسلامیة الإیرانیة لم تکن لها أیّة حصة و لم تنتج في هذا المجال شیئاً یُذکر و کانت مجرّد مستهلک للعلوم.و قد حققت هذا الإنجاز بسبب إعلان إستقلالها عن الدول الأخری في کافة المجالات.فقد أصبح للسلطة مفهوماً جدیداً في العصور الحدیثة. فإن کانت السلطة في الماضي تقتصر علی القوّة العسکریة و السلاح و الجیش،فإن الیوم أصبحت تستمد مفهومها من مستوی الإنتاج العلمي و التقني،لذلک المفهوم التقلیدي للسلطة لم یعد یمتّ بمعناها الحدیث بأيّ صلة.إنّ إدراج إسم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة في قائمة الدول المنتجة للعلم و إنضمامها للنادي العلمي العالمي یعني ظهور دولة قوّیة و متقدمة علی المستوی العالمي.لذلک نعتبر دخول الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة في قائمة الدول المنتجة للعلم رمزاً للقوّة الإیرانیة و تقدمها و هذا الإنجاز ضروري لترجمة الأقوال إلی أفعال و تطبیق التعالیم الدینیة،و لکي نترجم التعالیم الدینیة علی أرض الواقع یجب علینا أن نتحد مع العالم الإسلامي و في المرحلة التالیة إلی دول المنطقة و نعتبرهم حلیفاً علمیاً یجب التعامل معه.و لا شک أنّ هذا إتحاد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و الدول الأخری من شأنه أن یؤدي إلی رفع مستوی إنتاج العلم و المعرفة في کل المجالات.و هذه هي تجربة عاشتها إیران في تاریخها.ولا نبالغ عندما نقول أنّ ایران تبادلت التجارب العلمیة مع الدول الأخری لمدّة ثمانية قرون،بتعبیر آخر فن العمارة الإسلامیة من غرب آسیا حتی شرقها شهد تبادلاً علمیاً مع إیران بکشل کبیر.کما کان یُوضع کتاب في ولایة خراسان في حقل الفلسفة و یعارض کتاباً آخر في الأندلس في نفس المجال.وهذا إن دلّ علی شيء إنّما یدلّ علی التواصل و التبادل العلمي بین الدول الإسلامیة لمدّة ثمانية قرون. و قد تکون هذه الحقبة أکثر من ثمانية قرون.علی سبیل المثال،وُلد الغزالي عام 405 للهجرة و تُوفي عام 455 و منذ القرن الخامس للهجرة حتی یومنا هذا لم یبلغ تبادل الدول الإسلامیة في مجال العلم بقدر ما بلغه قبل هذه الفترة.و هذا الأمر یعتبر ضعفاً کبیراً للدول الإسلامیة و العالم العربي بصفته القطاع الأعظم و الممثل للإسلام في العالم.لأنّ التبادل العلمي معه لم یبلغ ما بلغه في القرون الثمانیة الماضیة.
فقد یروي الرحالة العربي إبن بطوطة أنّ الملاحین في بحر الصین کانوا ینشدون الأشعار الفارسیة،و هذا ما یرویه لنا رحالة عربي.بینما في العصر الراهن لا نستطیع أن نتخیّل أنّ الناس کانوا یرددون أشعار سعدي و یرویه لنا رحالة عربي من المغرب.لقد أصبح التبادل العلمي أدنی مستوی من التبادل الذي شهده عصر إبن بطوطة.و المبادرة التي قام بها الأصدقاء و الزملاء في مدینة قم معقل العلماء و موئلهم و بعزم الأخوة في مرکز دراسات العلوم الإسلامیة والمؤسسات العلمیة الأخری في مدینة قم موطن الفضلاء والکبار،جدیرة بأن تمهّد الأرضیة لإعادة التبادل العلمي الذي أصبح الإیرانیین والعالم العربي والعالم الإسلامي بأمسّ الحاجة إلیه.و قد أری هذا الإجتماع مقدمة مبارکة للبدء بهذه الحرکة المبارکة وأتقدم بالشکر والإمتنان لکل أصدقائي وزملائي؛أشکر الأستاد تقي زادة في مکتب المرکز في قم،و الزملاء من مرکز دراسات،و الإدارة العامّة للشؤون الأفریقیة العربیة،و جمیع الأصدقاء الذین إستضافوا هذا الإجتماع المبارک في مدینة قم.و هذا الیوم المیمون،والمفعم بالخیر والبرکة والسرورقد إکتمل فرحه بحضور الأصدقاء و الزملاء من مختلف المدن والبلدان.
أرجوالله تعالی أن یغمرنا جمیعاً ببرکته و رحمته و ندعوه أن تکون هذه المبادرة تمهیداً للخطوات القادمة في مجال العلاقات العلمیة والجامعیة والدراسیة.
*********
کلمة الدکتور فوزي محفوظ
بسم الله الرحمن الرحیم
و الصلاة و السلام علی أشرف المرسلین
إیها السادة و الأعزاء أرید أفیدکم علماً بأنّ جامعتنا هي جامعة المنوبة الحکومیة التي لا توجد فیها کلیة متخصصة في تعلیم الشریعة الإسلامیة،لکن هناک قسم هامّ في کلیاتنا یهتم بتعلیم اللغة العربیة و الحضارة العربیة و هذا القطاع یتضمّن تعلیم المعارف الإسلامیة و الأدیان الأخری وله صلة وثیقة بهذا المجال.کما أنّ تعلیم المعارف الدینیة والمعرفة الإسلامیة ذات صلة وثیقة بالتاریخ و قد یوجد في هذه الجامعة قسم خاص یهتم بتعلیم الأدیان الأخری.
إنّ أهمّ مرکز یهتم بتعلیم العلوم الدینیة في تونس هو جامعة الزیتونة.و کما تعلمون لهذه الجامعة تاریخ عریق یعود إلی القرن الثاني للهجرة و لم تنقطع في هذه الفترة الطویلة نشاط هذه الجامعة وإنجازاتها في مجال العلم والدین.و هذه الجامعة هي الجامعة الوحیدة في العاصمة التونسیة.و النقد وارد في عدم وجود جامعة تهتم بالدین في المدن الأخری و ینحصر تعلیم الدین في العاصمة التونسیة.و هذه الجامعة صغیرة و تضمّ ثلاثة کلیات فقط و هي کلیة الشریعة،و کلیة القانون و السنّة،و مرکز الدراسات الإسلامیة.یجب علینا تقدیم حلول للمشاکل و التحدیات المطروحة.و لذلک لا ینبغي الإکتفاء بلغة جافة هامدة لکي نتمکن من إیجاد حلول لهذه المشاکل.
إنّ مناهج تدریس العلوم الدینیة في جامعة الزیتونة هي مناهج تقلیدية؛بمعی أنّنا واقفون علی ضرورة تحدید الأولویات و رفع مستوی التعلیم خاصّة وإنّ العلم أصبح یخاصمها الآن لذلک یجب أن نتبنّی منهج أکثر شعبیة في طرق التدریس.فقد تبنّت الأدیان غیرالإسلامیة الأخری هذا النهج و حققت تطورها،خاصّة الإهتمام بضرورة تعلّم بعض اللغات التي یؤکد علیها الإسلام و الحضارة الإسلامیة و خاصة اللغة الفارسیة. لأنّ جمیع المسلمین یعرفون الدور الذي أدّاه العلماء الفرس في تطویر العلوم الدینیة و لکي ننهل من معین هذا العلم لابد أن نأخذه من مصدره الرئیس و هو اللغة الفارسیة.أیها السیدات و السادة.ما هو الهدف من تدریس العلوم الدینیة الیوم؟لا شکّ أنّ في عصر الإنترنت و عصر العلوم التقنیة المتطورة و في عصر الطائرة فالهدف من تدریس الدین هو وجداني و معرفة،لکن بالنسبة لنا فقد طرأت علینا أهداف سیاسیة وعاجلة وهامّة لذلک أصبح تدریس العلوم الدینیة من أوجب الواجبات؛و من ضمن هذه الواجبات مواجهة الأفکار المتطرّفة .و بناء علی خصوصیات هذه الأفکار لا یمکن کبحها بسهولة لأنّها أفکار جاهلیة و رادیکالیة.لذلک یجب مواجهتها بالدلیل والحجة والفکر.لقد أتحدث عن التجربة التونسیة في هذا الشأن.لم یتمتع العلماء التونسیون بدرجة عالیة من العلوم لکي یواجهوا هذه الأفکار المتطرفة بالطریقة العلمیة، لهذا السبب أصبحنا نشهد الکثیر من الشباب یؤلفون کتباً في الدفاع عن هذه الأفکار التي نرید إلغاء دورها في المجتمع و إجتثاثها من جذورها.هذه المسؤولیة تقع علی عاتقنا نحن و رجال الدین لکي نحول دون نشرها من خلال الکلمة الطیبة و القول الحسن و نحول دون تعمیق هذا الجرح المؤلم.لقد أصبحنا الیوم نشهد موت الآلاف من الشباب التونسيین.إنّهم یقتلون من أجل المشروع الذي یعتقدون إنّه علی حق ونحن لا نستطیع تبیین هذا الموضوع لهم بأنّهم یسلکون طریق الضلال والغوایة.
أعتقد أنّ واجبنا لیس  الترکیز علی کمیّة العمل و نوعیته في التعالیم الدینیة.لأنّ نشر ألف مجلد أو ألفین أو عشرة آلاف رسالة لیس کافیاً.یجب علینا الإهتمام بالنوعیة لأنّها مقنعة و ثابتة و باقیة.
کما یجب الإهتمام بتوثیق العلوم الدینیة.إنّ العلوم الدینیة التي تُدرّس الیوم لا تعدو سوی تعالیم العبادة و الموعظة الحسنة.هذا أمر محمود،لکن ما هي وجهة نظر العلم تجاه القضایا العالقة؟إذن یجب علینا توحید صفوفنا و بذل المزید من الجهود لکي نطوّر العلوم الدینیة في عصرنا.لکي تستطیع مواکبة ضروریات العصر و مسایرة الزمن و ما یترتب علیه من أمور.و ما هو توجهنا حیال الجغرافیا؟و ماذا عن الکیمیا؟و ما هي وجهة نظر الدین تجاه العالم؟و ما هي آرائه تجاه المحاکاة؟أو ما هي وجهة نظر الدین تجاه تغییر الجینات الوراثیة في کثیر من الأشیاء؟
إنّ المواطن المؤمن وحتی غیر المؤمن یجب أن یشعر بأنّ العلوم الدینیة علوم تطبیقیة و یمکن الإستعانة بها في الحیاة الإجتماعیة وتتضمن أجوبة للأسئلة المطروحة في داخلها. أعتقد أنّ هذا مشروع مهم و حیوي و تطبیقه یفرض علینا التضامن و التکافل بین الخبراء في هذا الشأن.و أنا أعلم تماماً بأنّ إیران لدیها خبرة لا یُستهان بها في هذا المضمار و مدینة قم و حوزتها العلمیة لدیها الکثیر من الکلام في هذا الشأن.
و في النهایة أشکرکم علی حسن الإستماع و المتابعة.
***
کلمة الدکتور رزمي
بسم الله الرحمن الرحیم
والسلام والصلاة علی محمد وآله الطاهرین وصحبه المنتجبین
إنّ جامعة قم بصفتها جامعة کبیرة،لها نشاطات في العلوم الإنسانیة و العلوم الإسلامیة و فضلاً عن ذلک لها نشاط في حقل العلوم الفنیة و الهندسیة و الریاضیة.إنّ إختصاصي هو الفیزیاء و علم الکون،لکن بسبب تولّي رئاسة مجموعة التعاون العلمي و الدولي و ممثل جامعة قم شارکت في هذا المؤتمر و الآن في خدمتکم.لقد أفادنا الأخوة بکلامهم الأساسي و النظري.أشعر بأنّني بین مجموعة تؤکد بشدّة علی التقارب والتضامن بین إیران والعالم العربي،لذلک و وفقاً لإختصاصي في الفیزیاء ولرغباتي الشخصیة أرید الحدیث عن المبادئ الفلسفیة و الفیزیائیة.إذا تحقق هذا التقارب والتضامن والإتحاد و بدأنا بإعادة إحیاء المبادئ الفلسفیة والکلامیة والعودة إلی التاریخ العلمي المجید الذي أشار إلیه الإستاذ الدکتور سلیماني،أعتقد أنّنا قادرون علی إنتاج العلم کما کنّا في الماضي.هذا کلام لیس فیه مبالغة إذ نستطیع  بالجرأة والحزم أن نکون من منتجي العلم حتی في مجال العلوم الحدیثة و نخرج من حالة التبعیة أو الإنتاج العلمي الضحیل والمتواضع.علی سبیل المثال،لا یخالجني الشک بأنّ المبادئ الفلسفیة الموجودة في الحکمة المتعالیة و الفلسفة الصدرائیة و حتی آراء إبن سیناء و غیرهم،جدیرة بأن تکون منتجة للعلوم الحدیثة في الغرب بشکلها المستقل.نؤکد من جدید بأنّنا یجب علینا في الخطوة الأولی التقارب والتضامن بین المجالات الثقافیة و العلوم الإنسانیة.مثلاً في إختصاصي العلمي یعترف العالم بأسره،و لیس من باب العصبیة الإیرانیة أو العربیة أو الإسلامیة،بأنّ مؤسس حقل الأوبتیک في العلم هو إبن الهیثم.لدینا أشخاص مثل إبن الهیثم البصري سواء کان عراقیاً أو إیرانیاً و لدینا أشخاص أخرین مثل إبن سینا وأبو ریحان،و خواجه نصیر الدین الطوسي و الفخر الرازيو غیرهم.إننا نستطیع إحیاء الماضي التلید و فتح قمم العلم بتبني هذه الإستراتجیات التي أشرنا إلیها.إنّ الطاقات و المواهب الموجودة الآن بسبب الجهل و التطرف و التفریط بها لا تستطیع علی التعایش السلمي و التضامن و التکافل من أجل الإزدهار و إنتاج العلم. أرید أن أغتنم هذه الفرصة وأعلن عن إستعداد جامعة قم بمقتضی جامعیتها وشمولها و نشاطها في فروع العلوم الإسلامیة والإنسانیة،لتوقیع مذکرة تفاهم للتعاون في المجالات المختلفة و وضع خطة بعیدة المدی لتحقیق الأهداف العلمیة.و من نافل القول إذا تحققت إستراتجیات مرکز الدراسات و منظمة الثقافة و الإتصالات و طُبّقت علی أرض الواقع سوف نقضي علی حالة التطرف و الرادیکالیة و  الخوض في الأبجدیات و السطحیات و نتحوّل إلی دول منتجة للعلم وسوف تُجبر الولایات المتحدة وأروبا من إستخدام العلوم الإسلامیة التي أنتجها المسلمون.
******
کلمة الدکتور محسن عبود
بسم الله الرحمن الرحیم
الصلاة و السلام علی سیدنا محمد وآله الطیبین الطاهرین
تأسست جامعة الکوفة عام1987 للمیلاد بثلاثة کلیات هي کلیة الفقه الإسلامي،وکلیة الطب و کلیة العلوم التربویة.و تاریخ تأسیسها یتزامن مع تاریخ دخول الإمام علي(علیه السلام) في هذه المدینة و إتخاذها عاصمة للدولة الإسلامیة.و هذه الجامعة،بعد تطورها،أصبحت تضمّ 21 کلیة و 68 مؤسسة علمیة في الفروع العلمیة المختلفة مثل الطب،و الهندسة، و علم الصرف،و الریاضیات،و الفن،و الزراعة و تُعتبر من أکبر جامعات العراق.فضلاً عن ذلک،یدرس في جامعة الکوفة حالیاً أکثر من 27000 طالباً في المراحل الأولیة،أما في الدراسات العلیا فقد تضمّ أکثر من 1500 طالباً.و نظراً للتطورات و التغییرات التي طرأت علی العلوم المتقدمة في المنطقة،بدأت جامعة الکوفة تسیر وفق الخطة المرسومة من قبل و تقدّم نظریات وآراء متقدمة في هذا المجال.و إتجاه هذه الجامعة الحدیث وإستراتجیتها الجدیدة في التطور و التقدم،هو إعتبارها جامعة متقدمة في مجال الإکتشاف و الدراسات و العلم علی مستوی العالم.إنّ هذه الجامعة تمتلک المؤهلات للوصول إلی المعاییر العالمیة في مجال التعلیم و مسایرة رکب العلم و التطور.و قد وضعت الجامعة جدولاً زمنیاً و خطة استراتجیة لمدّة أربع سنوات إعتباراً من عام2014 حتی عام2018 لبلوغ أهدافها العلمیة. و قد تحتوي هذه الخطة الإستراتجیة علی خمسة محاور و أهداف أساسیة.و المحور الثالث بصفته أهم المحاور،یتضمّن رفع و توسیع نطاق العلاقات مع المؤسسات العلمیة و الجامعات الدولیة.و قد وضعت الجامعة ثمانی خطوات لنیل هذه الأهداف.و من ضمنها إبرام إتفاقیات دولیة للتعاون مع الجامعات العالمیة،و منح شهادات مشترکة،و إقامة مؤتمرات و إجتماعات مع الجامعات العالمیة و المنظمات الدولیة،و رفع مستوی المشارکة و تبادل الهیئات العلمیة و الطلاب في الأوساط الدولیة و الإجتماعات و الجلسات و الورش العلمیة،و تأسیس مجموعة عمل مشترکة مع الجامعات و مراکز الدراسات الأخری في کافة بلدان العالم.
لکن أکبر إنجاز حققته هذه الجامعة في تاریخها هو نیل کرسي منظمة الیونسکو في الحوار بین المذاهب في العالم الإسلامي و المفاوضات الشیعیة - السنیّة.لقد أتاحت لنا هذه المکانة الدولیة في العم الماضي فرصة إطلاق نشاطات واسعة النطاق خلال الإجتمعات الدولیة و جلسات الحوار و نستضیف کبار العلم و الشخصیات الدینیة العالمیة.و بناء علی حدیث الإمام علي(علیه السلام):الناس صنفان إما أخ لک في الدین أو نظیر لک في الخلق.إن هدفنا هو التقریب بین المذاهب و الأدیان المختلفة.
فقد قامت جامعة الکوفة في مجال العلاقات الدولیة و من أجل تکریم تقییم التبادل العلمي و الثقافي،بإبرام إتفاقیة تعاون بینها و بین الکثیر من الجامعات و المؤسسات العلمیة و مراکز الدراسات العدیدة وقد بلغت هذه الإتفاقیات أکثر من 22إتفاقیة تعاون مع الکثیر من جامعات العالم.و من بینها الجامعات الأمریکیة مثل جامعة کنتاکي و بریج بوتال و اوهایو و جامعة کارولینا و الجامعة البریطانیة في لندن و جامعة بیتفورشر و الجامعات العربیة و الإسلامیة.
لکن علاقات هذه الجامعة مع الجامعات الإیرانیة تختلف عن علاقاتنا مع جامعات الدول الأخری.و التي تتجلّی في الإتفاقایت المبرمة مع جامعة الزهراء و جامعة طهران و جامعة الشهید بهشتي و تربیة مدرس و جامعة المصطفی و غیرها.و نرید توطید العلاقات و تطویرها مع الجامعات الإیرانیة في مدینة قم.لقد إندهشت من کثرة الجامعات و المراکز العلمیة التي تحتضنها مدینة قم و أصبحت أکثر رغبة و إشتیاقاً في إنشاء العلاقات مع الجامعات الإیرانیة و تبادل الطلاب و المنح الدراسیة بین الجامعات الإیرانیة و العراقیة؛ فضلاً عن ذلک إتفق الطرفان علی التعاون العلمي بین جامعة الکوفة و الجامعات الإیرانیة من أجل تطویر الخطط والإستراتجیات العلمیة والتربویة في مرحلة الدکتوراه وتبادل الهیئة العلمیة.و قبل فترة أبرمنا إتفاقیة تتعلق بمنح الشهدات الجامعیة المشترکة علی مستوی الدراسات العلیا بین  العلوم الطبیة لجامعة الکوفة و بین جامعة طهران،لذلک مشارکتنا في المؤتمر السنوي ینبئ عن  رغبتنا لنیل الهدف الثالث الذي تربط ذیله الجامعة،و هو تطویر العلاقات و توسیع نطاق التعاون المشترک بین جامعة الکوفة و الجامعات الإیرانیة في سبیل رفع مستوی التعاون العلمي والإستفادة من التجارب في مجال التطور العلمي و الثقافي الإیراني.آمل أنّني تمکنت من کسب رضا الجمیع بکلمتي هذه.و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.
***
کلمة الدکتور محسن صالح
بسم الله الرحمن الرحیم
والصلاة والسلام علی أشرف الخلق وأعز المرسلین سیدنا محمد وعلی آله الطبیبن الطاهرین.
هذه الجلسات و المؤتمرات التي تقیمها المؤسسات العلمیة و الحوزویة و التعلیمیة و السیاسیة،هي محاولة في إنشاء علاقات دولیة مع الدول العربیة والدول المقهورة.وقد أصبحت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة منارة لکل من یرید إعلاء شأن الدین و العقلانیة و الإنسانیة والتطور و التنمیة الطبیعیة والعقلیة من دون التطاول الذي تمارسه الدول الأجنبیة .إنّ التنمیة و غیابها تؤدي إلی المزید من التقهقر البشري و هو ناجم عن تفضیل المصلحة السیاسیة و المادیة علی العقلیة و الإنسانیة.
إنّ المناظرة عادة ما تجري بین طرفين یختلفان حول القضایا العلمیة و المعرفیة و أعتقد أنّ الأساتذة الذین إنضموا إلینا في هذا الحوار،خاصة الأساتذة العرب لا تجري بینهم أیّة مناظرات و حوارات.لأنّ ما یحکم علی علاقاتهم هو التفاهم والتعاون.لإنّ المناظرة لابد أن تجري بین طرفین متنازعین أو لهم وجهات نظر مختلفة و لا أعتقد یوجد شخص بیننا یختلف معنا حول أهمیة العلم و التعاون العلمي بین الجامعات المُمَثلة في هذا المؤتمر و بین الجامعات الإیرانیة في مجال إطلاق حرکة علمیة هائلة لمواجهة الفکر الإرهابي المتطرّف،و الفکر الإستعماري و الإستکباري.
کنت أبحث دائماً علی ذرائع أحتج بها لألقي اللوم علی الآخرین،و هذه هي بعیدة کل البعد عن العدل و الإنصاف،و عقل الإنسان هو وحده قادر علی تغییر طبیعة بعض الناس و حتی التقالید و الطقوس المختلفة.و من نافل القول أنّ هذا التغییر بحاجة إلی محاولات حثیثة و متسع من الوقت و التربیة الدینیة و العودة إلی العقل.بحیث یکون متلائماً مع الحرکة الوجودیة لدی الإنسان.إنّ الحرکة الوجودیة هي عبارة عن حرکة محاذیة.هل رأیتم قبل هذا أن تنطلق حرکة بشکل تلقائي و مستقبل و من دون محرّک؟لا شک أنّ هذه الحرکة سوف تبوء بالفشل  إذا لم تتحلّ بالمعرفة و العلم في سبیل نیل الإستقلال والقوّة.
إذن،کیف یمکن صیاغة التقالید و القواعد العقلیة کصیاغة التقالید و القواعد الطبیعیة لکي تُظهر لنا حقیقة کینونة الإنسان وکنهه؟هل یستطیع العقل البشري التغلب علی هذه التحدیات والمشاکل و یقدم لنا حلولاً و إقتراحات،أم إنّ المشلکة التي تضرب بجذورها بالفکر التکفیري المتطرّف لا تزال مستعصیة علی الحل.هذه القضیة لیست قضیة سهلة.فعلی أیّة حال هذا النوع من القضایا لیست من القضایا السطحیة السهلة.
القضیة المهمة هي أنّ النصرة دائماً إلی جانب العقل و لدینا الکثیر من التجارب و الحالات التي تثبت هذا الأمر.کانت في أقطار العالم الإسلامي بعض البلاد رائدة في إستقطاب العلماء و تحولت إلی مراکز علمیة شهیرة في العالم.فإنّ وُجد تضامن بین الحکومة و بین العلم نتوصّل إلی نتائج مختلفة،بحیث تُعرف تلک الحکومة بأنّها حکومة علمیة و داعمة للعلماء في شتی المجالات،مثل مجال الإنتاج العقلي و المادي،و المعرفي والإهتمام بالعلم. إنّ الإهتمام بالعلم وقدرة الناجمة عنه من حیث البقاء والحضور؛لأنّ الحق إذا کان یمتلک القوّة من شأنه إن یخلق بیئة مواتیة للإنتاج المعرفي والعلمي.
لماذا التعاون والمشارکة مع بعض الدول الغیرمتدینة له إنتاج معرفي کبیر یفوق علی الإنتاج المعرفي الناجم عن التعاون مع الدول المتدینة؟صحیح أنّ الإنتاج العلمي مقولة دینیة،کما أشار إلی هذا الأمر الأستاذ الدکتور میرزائي و قال إنّ النبي یقول اطلبوا العلم و لو کان في الصین،لکن العلم الذي نتحدّث عنه لا یندرج ضمن العلوم الدینیة و إنّما المقصود هو العلوم الدنیویة و هذه حقیقة مفروضة.و السبب في أنّ العلم أصبح یعاني من التجافي و الإهمال في الدول العربیة من حیث الأصل و الجوهرو هو إهمال المبادئ الدینیة.
لدی رأي حول دور الغرب الذي إستعبد الأمم والشعوب المختلفة ومنها أمتنا وشعبنا من طریق العلم.إنّ الشباب في بلادنا إما یتجه نحو الغرب و خدمته،و إما یتجه نحو الإرهاب و التطرّف؛و هي خطّة تهدف إلی أمرین:الأوّل هو أن یکون للغرب وسیلة یطعن بها الأمّة من الداخل و ینخر جسدها،و الثاني،تکون له میلیشیات تابعة لأوامره في کل لحظة.نحن لا نستطیع التفاوض مع الدول السلطویة التي تمنع العلم من أن یکون في متناول الشعوب، بذریعة أنّ هذه الشعوب لا تعرف قدر العلم.والنقطة الهامّة في هذا المضمار هي أنّ هذا الإجتماع یضمن لنا التوصّل إلی حلّ ناجع للمشاکل.لکن الوصول إلی النتائج المضمونة تفرض علینا الإستثمار و التضحیة حتی نتمکن علی الأقل من القیام بمحاولات و لو ضئیلة في هذا المضمار.و طبعاً یجب أن نکترث بهذه النقطة بأنّنا لا ینبغي أن نتوقع تحقق نتائج باهرة في مستهل الطریق و المحاولة الأولی و من هذه المفاوضات و المناقشات.لأنّ المحاولات لا تؤتي ثمارها بین لیلة و ضحاها و تشتغرق المزید من الوقت لکي یعرف کل منّا الآخر معرفة وافیة.و أعتقد أنّ هذا الإجتماع جدیر بأن یُعتبر خطوة جبّارة نحو الأمام و ضمان التعارف الحقیقي.
في نهایة کلمتي أرید الإشارة إلی نقطتین:الأولی حول إنطلاق عمل جامعة "المعارف" في بیروت في هذا العام(2016)و حالیاً لدي نشاط في هذه الجامعة.إنّ التقدم العلمي الذي یتبنّی طرق بعینها لا یمکن أن یُعتبر مبدئاً وأصلاً في إنتاج العلم.لقد قال الدکتور میرزائي جملة مهمّة في ما یتعلّق بمعرفة الإنسان و المجتمع و هي أنّ معرفة المجتمع تتطلّب الدخول فيه و التعایش معه من أجل معرفة القضایا الذي یهتم بها و معرفة هواجسه و همومه کما یجب الإهتمام بمعرفة هامش المجتمع و متنه.و نحاول في جامعة المعارف المشارکة في هذه الحرکة الإجتماعیة التوعویة و نقدّم خدمة للناس من خلال التوعیة و التعریف بوجهات نظر المعارف الإسلامیة الأصیلة لکی تتکوّن فکرة لهم حیالنا و لو کان ضئیلة.
القضیة الأخری تتعلّق بنتائج وجهات النظر.إذ یحق لکل من الأفراد القائمین علی العمل أن یقتنع به أو یرفضه.للأسف لم تُخرّج الجامعات العربیة في المجتمعات العربیة نخبة تعایش الناس همومهم و تعرف إهتمامات الشارع العربي لکي تنجح في توعیة الناس و تربیتهم و لابد من الإهتمام بهذه التحدي و تقدیم حلول ناجعة له.
أتمنی النجاح للجمیع و شکراً.
و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.
***
کلمة الدکتور جاودان
أیها السادة،جامعة الأدیان والمذاهب في إیران جامعة خاصّة،لأنّها تهتم بشکل خاص بقضیة الأدیان و المذاهب الإسلامیة سواء الشیعیة والسنیّة،و خاصة أنّها تقع في مدینة قم مرکز التشیّع وعاصمته.وکلما یأتي وفدا علمی من خارج البلاد إلی جامعة قم یأخذهم العجب و الإستغراب.ویعود هذا الأستغراب والدهشة،إلی المناخ العلمي المنفتح الذي تتمتع به الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة،بحیث أسست جامعة بهذه المیزات في مدینة قم تهتم بقضایا الأدیان والمذاهب.وعلی أیّة حال هذه من خیرات الجمهوریة الإسلامیة والثورة الإسلامیة التي مهّدت بیئة علمیة خصبة سمحت بظهور توجهات حدیثة تجاه العلاقات مع الأدیان الأخری وتبادل الرأي والنقاش بین الأدیان والمذاهب.
إنّ هذه الجامعة من شأنها أن تمهّد الأرضیة المواتیة للحوار والنقاش الحر بین الأدیان و المذاهب و إنشاء العلاقات معها.أیها السادة لم یعد أمامي متسع من الوقت،لذلک أرید الإشارة إلی بعض القضایا الهامّة.الحقیقة إنّ هذه المبادرة،هي مبادرة مبارکة و یجب تقدیم جزیل الشکر للقائمین علی إطلاق مثل هذه المبادرات.یجب تقدیم الشکر و الإمتنان لمرکز دراسات العلوم و الثقافة الإسلامیة لأنّه مهّد الطریق للتواصل بین المراکز العلمیة في داخل البلاد وخارجها وخاصّة المراکز العلمیة في الدول الإسلامیة والعربیة.
  إنّ جامعة الأیان و المذاهب تستقبل کل أسبوع وفود علمیة و دینیة مختلفة من شتی أرجاء العالم ومن الدول الأروبیة والأمریکیة ودول الشرق والدول الإسلامیة في بعض الحالات النادرة.
  و من المؤسف أنّ العلاقات بین الدول الإسلامیة بهذه الدرجة من البرودة و الفتور.و قد بذلنا المزید من الإهتمام والجهد في الشهور الأخیرة من أجل إنشاء علاقات وطیدة بین الدول الإسلامیة و تبادل الآراء و وجهات النظر،و لدینا تجربة ناجحة في التواصل مع الدول الأوربیة.و منذ سنین عدیدة أطلقنا منح دراسیة بین جامعة الأدیان و المذاهب و بین العدید من الدول الأروبیة خاصة في مجال تبادل الأساتذة والطلاب.و کل عام نرسل عدداً کبیراً من الأساتذة و الطلاب لمدّة إسبوع أو أسبوعین إلی عدد من الجامعات الألمانیة مثل جامعة بوست دام و جامعة فرانکفورت و جامعة غوتیه.و قبل إرسال الطلاب والأساتذة نطرح موضوعاً علمیاً وعادة ما یکون هاجساً مشترکاً،لکي یؤلف الطلاب و الأساتذة مقالاتهم حول هذا الموضوع و مناقشته.و في المقابل تستقبل هذه الجامعة الکثیر من الوفود والهیئات العلمیة من الجامعات الألمانیة وجامعات الدول الأخری من أجل مناقشة القضایا ذات الإهتمام المشترک و تبادل الرأي.
و یا حبذا لو کانت هذه الهیئات الطلابیة و هذا التبادل تجري مع عدد من جامعات الشرق الأوسط و نستطیع إنشاء علاقات ودیة و علمیة مع الدول العربیة و الدول الإسلامیة علی غرار علاقاتنا مع الدول الغربیة،لأنّ لدینا تاریخ عریق من التعاون العلمي والتبادل الحضاري الذي إزدهر خاصة في القرن الثالث والرابع والخامس بحیث سُمي بالعصر الذهبي في الحضارة الإسلامیة.
أتذکر عندما کنت طالباً قال أحد الأساتذة مستغرباً:عندما کان یُوضع کتاب في العصر الذهبي للحضارة الإسلامیة في أقصی الشرق الإسلامي،کان بعد شهور قلیلة یوضع في متناول أیدي القراء في أقصی الغرب و الأندلس و کان یُطبع بکثرة حسب الإمکانیات في ذلک العصر.بینما أصبحت العلاقات بین الدول الإسلامیة سطحیة أو تکاد تکون معدومة في بعض الحالات علی الرغم من کثرة الإمکانیات و وفرة طرق نشر الکتب والمجلات.و حبذاً لو نستطیع العودة إلی الماضي لنحيي أمجاده و نعید تلک العلاقات علی ما کانت علیه لکن هذا لا یعني أنّ التواصل في العصر الراهن معدوم،لکنّه ضئیل جداً یکاد یبلغ درجة العدم.فإن کانت لنا حدود جغرافیة و سیاسیة،فإنّ هذا لا یعني ضرورة وجود حدود علمیة. یجب علینا إلغاء الحدود العلمیة و إزالتها.و نؤسس مراکز علمیة مشترکة و نتبادل الأساتذة والطلبة و نقیم مؤتمرات و ندوات علمیة مشترکةو تکون لنا دور نشر مشترکة و متعددة الجنسیات.
یمکن القیام بالکثیر من الأعمال المشترکة وترجمة التواصل العلمي الموجود في العالم الإسلامي والدول الإسلامیة المختلفة إلی أفعال.فالعالم الإسلامي لدیه هذه الإمکانیة.
یجب علینا إقامة الکثیر من المؤتمرات والندوات العلمیة لکي یتکوّن المناخ التواصلي المناسب للعمل المشترک.نأمل أن نستطیع إنجاز الکثیر من الأعمال علی أرض الواقع و ننشئ التواصل المنشود.آمل أن نصل إلی ذلک الیوم بأقصی سرعة ممکنة و نصنع للشعوب الإسلامیة مستقبلاً زاهراً و واعداً ونعود إلی أیام العصر الذهبي الجدید في الحضارة الإسلامیة.
***
کلمة الدکتور حماش حسین
بسم الله الرحمن الرحیم
والصلاة والسلام علی أشرف المرسلین
إنّ طرح مشروع الحوار بین إیران و العالم العربي یدلّ علی العلاقات القریبة و الودیّة بین الشعبین الإیراني و العربي؛وهما الشعبان اللذان سوف یعودان إلی القیادة و الریادة و الطمأنینة و السکینة و الفوز إن شاء الله.
لقد أقرّ جمیع المفکرین و الخطباء حسب إختصاصهم و شهادة التاریخ بأنّ إیران و بلاد فارس قدمت الکثیر من الخدمات لتقدم الحضارة الإسلامیة و إزدهارها و هذا دلیل علی تقدّم إیران علی الشعوب الأخری وأختلافها مع الأمم والشعوب الأخری في شتی المجالات أنّ جمهوریة الجزائر الدیمقراطیة والدول العربیة الأخری تشکر مبادرة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة في تکریم الحضارة الإسلامیة.
لقد یجمع الشعبین الإسلامیین الکبیرین و هما إیران و العرب،الکثیر من القواسم المشترکة مثل الدین،و التاریخ،و الجغرافیا،و الثقافة و الکثیر من المشترکات الأخری التي لا مجال لذکرها في هذا المضمار و التي یجب الإهتمام بجمیعها.یعود تأسیس جامعة الجزائر إلی عام 1908 للمیلاد،أيّ السنوات الأولی من القرن الماضي.تحتضن الجزائر الکثیر من الجامعات و المعاهد العلمیة المتخصصة في العلوم و التکنولوجیا و الأدب.و کما تعلمون هناک معهد اللغة الفارسیة في الجزائر یحتضن الکثیر من الطلاب في تعلیم اللغة الفارسیة، لأنّ هؤلاء الشباب یکنون کل الإحترام لهذه اللغة،کما هناک العدید من الجامعات الناشطة في مجال علم الإجتماع و السوسیولوجیا و العلوم الإنسانیة و التاریخ و التراث الإسلامي.و من بین هذه الجامعات تجدر الإشارة إلی جامعة العلوم الإسلامیة وهي أکبر جامعة في مدینة قسنطینة في الجزائر.إنّ الجامعات الجزائریة لها نشاطات کبیرة و واسعة النطاق في إنتاج المعرفة.و أیضاًفضلاً عن اللغة العربیة تُدرّس المواد الدراسیة باللغات الحیّة الأخری مثل اللغة الفرنسیة و اللغة الإنجلیزیة و الإسبانیة و الألمانیة في الکثیر من المعاهد العلمیة و الدراسیة.آمل أن نرفع مستوی التعامل العلمي و العلاقات العلمیة والعملیة والدراسیة والبحثیة بین الجزائر والجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والدول العربیة إلی أعلی درجات التعامل والتعاون.
و من الناحیة التاریخیةکانت الجزائر و دول المغرب الإسلامي رائدة في تقدم الحضارة الإسلامیة وقد نشهد هذه الریادة في الحضارة الأندلسیة في إسبانیا.
ومن ناحیة تاریخ المقاومة فقد یحفل تاریخ الجزائر بالمقاومین،مثل الأمیر عبدالقادر، مؤسس الدولة الزاریة،وأیضاً نضال الأستاذ البطل عبدالحمید نوبادیس قائد النهضة الإسلامیة و الأستاذ و الفیلسوف الکبیر مالک بن بني قائد النهضة العلمیة و العدید من الفلاسفة والعلماء الجزائر الذین یضیق المقام عن ذکر جمیعهم.لکن تلمع أسمائهم في تاریخ الجرائر الحافل بالمقاومة.کما أن تأثیر هؤلاء العلماء و إستراتجیاتهم في الثورة الجزائریة لا یخفی علی أحد و لا یختلف علیه إثنان.و کما تعلمون الجزائر هي بلد الملیون و نصف الملیون شهید إبان ثورتها ضد الإستعمار.
إنّ الجزائر بلد میلون و نصف ملیون شهید إبّان الثورة.فقد تأسست الحکومة الجزائریة عام1854 علی أساس المبادئ الإسلامیة.و منذ سنین طویلة تدرّس الجامعات والمراکز العسکریة في الولایات المتحدّة طریقة المقاومة الجزائریة أمام الإستعمار الفرنسي بصفتها إستراتیجیة مدهشة في المقاومة ضد الإحتلال.
و کما تعلمون منذ خمسة عشر عاماً و الجزائر تواجه الأفکار الإرهابیة و قد تکبّدت خسائر جسیمة من هذا الفکر المتطرّف،و بفضل المواطنین،و رجال الحکومة و الجیش و القوات الأمنیة،سوف نقصم ظهر الإرهاب والتطرّف في الجزائر.هذا الفکر الذي یحمل الحقد والضغینة تجاه البشر و له تفسیرات خاصة لا تمتّ إلی الإسلام بصلة.لقد أصبحت الجزائر في حالة متمیّزة و متقدمة ولها علاقات وطیدة و واسعة النطاق مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و دائماً تبحث عن الخیر و الصلاح إلی جانب إیران و الدول العربیة و تأمل في نصرة الإسلام بالتعاون والتضامن.و آخر قولي هو أنّ الجزائر تفتح أحضانها دائماً للأخوة العرب و الإیرانیین. و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.
***********
کلمة الدکتور فتحي
الحمد لله رب العالمین،سبحان الذي خلق فسوی وقدر فهدی ونصلي ونسلم علی سیدنا محمد و خیر من بلّغ رسالته و بنهجه إهتدی.صلی الله علیه وعلی آله وأصحابه المنتجبین.
أیها السادة إنضممت إلی هذا الإجتماع ممثلاً لرئیس مؤسسة الحوزة و الجامعة،و بما أنّ الفرصة لا تتسع للبحث العلمي و الدراسي،أعرض علی حضراتکم بعض القضایا بشکل إجمالي و مقتضب.أولاً أختصر لکم طریقة تأسیس مرکز دراسات الحوزة العلمیة والجامعة و بعد ذلک أواصل کلمتي،أولاً هذا المرکز کما أشار الدکتور میرزائي،بدأ أعماله العلمیة في سبیل مشروع أسلمة العلوم الإنسانیة.و تعتبر هذه المؤسسة من خیرات الثورة الإسلامیة و وفاقً لوصایا الإمام الراحل الإمام الخمیني(ره)و الإمام الخامنئي في مجال أسلمة العلوم الإنسانیة  یستمد نشاطاته بالإعتماد علی الطاقات الهائلة للباحثین في الحوزة العلمیة و الجامعات في إیران و الجامعات العربیة الإسلامیة.و قد تمکن هذا المرکز من نشر أکثر من 300 کتاب في مجال العلوم الإنسانیة والعلوم الإسلامیة ولایزال ینشر العدید من الکتب و المجلات العلمیة والبحثیة.و من أبرز هذه المجلات تجدر الإشارة إلی المجلة المنهجیة في مجال العلوم الإنسانیة و مجلة في مجال الإقتصاد الإیراني بتوجهات إسلامیة و مجلة التربیة الإسلامیة و مجلة التعالیم الإسلامیة ومجلة علم النفس.و دور المنشورات العلمیة باللغات العالمیة.والآن تنشط أکثر من مئة مؤسسة علمیة و دراسیة و بحثیة داخلیة و هذه المراکز نشرت أکثر من مئة بحث و دراسة في المجالات المختلفة.و تتکوّن هذه المؤسسة من مجموعات تابعة مختلفة و من بینها:قسم العلوم الإنسانیة التي یتکوّن من ثلاثة أقسام هي القانون و التعالیم القرآنیة و الفلسفة.و قسم العلوم الإجتماعیة یحتوي علی مجموعات عمل في مجال السوسیولوجیا و الإقتصاد و الإدارة و العلوم السیاسیة. و قسم العلوم السلوکیة فقد یحتوي علی أجزاء مثل علم النفس و العلوم التربویة وفلسفة العلوم الإسلامیة.لقد تهدف هذه المؤسسة إلی ترشید القدرات و الطاقات و إطلاق المواهب و القدرات الهائلة في الحوزات العلمیة و الجامعات الإیرانیة،و العربیة و الإسلامیة،و تسعی إلی أسلمة العلوم الإنسانیة.و هذا الإجتماع الذي حمل عنوان الفرص المتاحة و الطاقات العلمیة،هو أیضاً بدوره یهدف إلی معرفة المواهب والطاقات والقدرات العلمیة في العلم الإسلامي من أجل التعاون و رفع مستوی المساهمات في المجالات العلمیة .إنّ الثورة الإسلامیة في إیران وفّرت فرصة ذهبیة لنیل هذا القصد.و کما أشار الدکتور میرزائي ینبغي أن نغتنم هذه الفرصة و نستفید من هذه الطاقات العلمیة و الفکریة أحسن إستفادة.
أما حول العلاقات الثقافیة بین إیران و العرب فقد توجد طاقات هائلة و مخزون کبیر من ناحیة الأسس الثقافیة و الحضاریة،لکن ما هي التحدیات المطروحة في هذا الصدد؟من أبرز التحدیات التي یعاني منها العالم الإسلامي و المسلمین هو کثرة الأعداء و الخصوم و إختلاف مأربهم و غایاتهم و هي مستعدة للتضحیة بالغالي و الرحیص في سبیل القضاء علی الإسلام و تعلیمه.إنّ کثرة الأعداء اللدودین،الذین یسعون علی مدار الساعة وبلا هوادة وبمبارکة الدول السلطویة وبفضل الطاقات الهائلة التي یمتلکها أعداء الإسلام،قادرة أن توجّه ضربة موجعة للإسلام.لکن الشکل الغیر مباشر للحرب الذي یوجّه الخطر الأکبر یتمثّل في الأسلوب الفکري الثقافي،أو الغزو الثقافي الذي یسعی علی مدار الساعة و بطرق وأشکال مختلفة للنیل من الإسلام وشنّ حرباً ناعمة من أجل نشر اللادینیة والأفکار المناهضة للدین والشریعة ونشر الثقافة الغربیة و الذي تتمثّل في الفکر العلماني الذي ترک أثره علی جمیع قطاعات العالم الإسلامي و خلّف أثراً بالغاً علی الأمّة الإسلامیة.
کیف أصبحت الثقافة والحضارة الإسلامیة التي تقوم حسب قول الشیخ الشهید رمضان البوتيعلی أساس التوحید،أصبحت متفرقة و ذهبت کل فرقة منها تحت کل کوکب و أصبح أهلها یتنافسون و یتناحرون في ما بینهم؟و ما هو الحلّ الوحید لهذه المشکلة و ما هو طریق إخراج الأمّة من عنق الزجاجة؟أعتقد أنّ الحل الوحید لهذه المشکلةهو إنشاء علاقات ثقافیة ناجعة و إیجابیة التي بدأت في هذا الیوم.
أشکر الجمیع علی إتاحة الفرصة لي للتعبیر عن آرائي.والسلام علیکم و رحمة الله وبرکاته.

***
کلمة الدکتور آل بویه
بسم الله الرحمن الرحیم 
والحمد لله رب العالمین و به نستعین إنّه خیر ناصر ومعین
 أیها السادة علی الرغم من أنّ العلم و المعرفة و العالم و ما یدور في فلک العلم له مکانة مرموقة في الإسلام و لا یختلف إثنان حول إجلال الإسلام و تکریمه للعلم والعالم و أنّ البعثة النبویة إبتدأت بالآیات التالیة:«إقراء باسم ربک الذي خلق،خلق الإنسان من علق،إقرأ وربّک الأکرم،علّم الإنسان بالقلم،علّم الإنسان ما لم یعلم»وأیضاً علی الرغم من تحقیق التقدم والإزدهار العلمي في القرون الأولی للعالم الإسلامي التي أفضت إلی تأسیس حضارة إسلامیة کبیرة،لکن للأسف وبأيّ سبب کان تخلّف المسلمون من رکب المدنیة و الحضارة والعلم.إنّ العالم الإسلامي الیوم لیس فقط في حقل العلوم التجریبیة و إنّما في العلوم الإنسانیة یشهد تقهقراً شدیداً لا مبرر له.فما هي حصّة المسلمین في مجال علم النفس و علم الإجتماع و السوسیولوجیا و فلسفة القانون و فلسفة الأخلاق و فلسفة العلم و فلسفة المنطق و الحقول الأخری من العلوم؟و علی الرغم من التقریر الذي قدّمه أحد الأخوة بأنّ حصّة إیران من الإنتاج المعرفي بلغت 5/1 بالمئة،لکن بما أنّ من الضروري النظر إلی العالم الإسلامي ککتلة واحدة،هذه الحصة الضئیلة تکاد لا تذکر.ثانیاً أرید تقدیم شرحاً مقتضباً من مرکز دراسات الفلسفة والکلام الذي أتولّی رئاسته.یحتوي مرکز دراسات الفلسفة والکلام وهو مرکز تابع لمرکز دراسات العلوم والثقافة الإسلامیة علی ثلاثة أقسام هي قسم الفلسفة،و قسم الکلام،و قسم فلسفة الأخلاق.و کل من هذه الأقسام أنجزت أعمال متنوعة و کبیرة،و لکن أبرز ما قام به کل قسم من هذه الأقسام الثلاثة هو مشروع حمل عنوان فلسفة النفس الذي صُمم منذ سنوات بعیدة.و بناء علی التقدم الملفت الذي حققه هذا المشروع،بادر المرکز بإقامة مؤتمر دولي تحت عنوان"التعالیم الدینیة و قضیة النسل و البدن"في عام 2010 للمیلاد ولحسن الحظ لقي إقبالاً کبیراً من قبل المهتمین بهذا المجال.فقد إستضفنا أساتذة من الدول العربیة و الدول الأروبیة والأمریکیة وقد نشرنا المقالات المعروضة في هذا المؤتمر في سبعة مجلدات وما یقارب أربعة عشر مجلداً کانت حصیلة هذا المشروع العلمي الکبیر.و آمل في المستقبل القریب مواصلة هذا المشروع من خلال إقامة مؤتمر دولي ثان حول هذا المجال تحت عنوان "علاقة النفس و الجسم في الإسلام والمسیحیة"،لأنّ مجال الأنثروبولوجیا کما أشار الدکتور لک زایي،مجال بالغ الأهمیة.إنّ مشکلة الإنسان الأساسیة في العصر الراهن تکمن في غیاب المعرفة الصحیحة من الإنسان.فإذا إستطعنا تعریف الإنسان الذي یعرّفه القرآن والسنّة النبویة إلی العالم، سوف نحقق إنجازاً کبیراً و نتوصّل إلی مکانة عالیة في الإنسانیة.ففي قسم الکلام ألزمنا أنفسنا بالإهتمام بالتراث الکلامي لکي نستطیع الدفاع عن الفکر الإسلامي إذا تطلب الأمر، و قد نطمح إلی مشروع علمي کبیر و لحسن الحظ أنجزنا حتی الآن جزء منه في ما یقارب عشرة مجلدات حملت عنوان الأفکار الکلامیة الشیعیة.أما قسم فلسفة الأخلاق فقد یترکّز إهتمامه علی القیم و المنظومة القیمیة.لأنّ المشکلة البشریة الراهنة هي مشکلة أخلاقیة.فقد یقول الله سبحانه و تعالی إنّ الهذف الأسمی من بعثة الأنبیاء و الرسل هي تزکیة النفس، لذلک،یتجتّم علینا الإهتمام بالقضیا الأخلاقیة بصورة جادة.و أحد المشاریع العلمیة التي قام بها قسم الفلسفة و هو الآن قید الإنجاز،هو دراسة حول القیم الأخلاقیة و بعض الزملاء یسعون إلی تکوین و صیاغة نظریة حول الأخلاق الإسلامیة.و بناءً علی إختصاصي الفلسفي سوف أذکر لکم مقتطفات في هذا المجال.و أعتقد علی الرغم من أنّ الأفکار المتطرفة أصبحت تعصف بالبلاد الإسلامیة و تکاد تأتي علی الأخضر و الیابس،لکن ما یقف وراء هذه الأفکار الرادیکالیة،هي أیادي سیاسیة خفیة من أجل تمریر مخططاتها.و إن تمکنّا من بتر هذه الأیادي الخفیة فمن المستبعد جداً أنّ العقل السلیم یولي إهتماماً بالأفکار التکفیریة.لکن في المقابل نشهد في العالم الغربي نشر الکثیر من المقالات والدراسات حول بحث الإخلاق التطبیقیة و في حال تجاهل بعض الأمور سوف تخلق الکثیر من المشاکل و التحدیات.علی سبیل المثال وضع الکاتب بیتر سینغر کتاباً تحت عنوان حقوق الحیوان حتی عام2003 و قد نشر  حتی الآن أربع مئة ألف نسخة منه و قد تُرجم إلی عشر لغات حیّة.یحمل هذا الکتاب بین طیاته أفکار خاصّة حیال الإنسان والحیوان.و من جانب یُلعي شأن الحیوان و من جانب آخر یحاول الحطّ من شأن الإنسان و مکانته.و الطریف أنّه یذکر في فصل حقوق الحیوان في کتاب الأخلاق التطبیقیة بعض القضایا وله جملة حول الحیوان یقول فیها إنّه یهدف من وراءها الدفاع عن حقوق الحیوان ولا یهدف إلی تقلیص شأن الإنسان والحطّ بمکانته. وإنّما یقصد إعلاء شأن الحیوان.و قد غاب عنه أنّ إعلاء شأن أحد الطرفین بالضرورة یؤدي إلی الحطّ بشأن الآخر.نکتفي یهذا القدر و نتحاشی الخوض في القضایا الأخری حول هذا الکتاب و نقد أفکاره.لکن هذه الأنماط من الأفکار توجّه خطراً کبیراً للفکر الإسلامي.علی سبیل المثال له آراء جزئیة و زائفة حول حقوق الإجهاض فهو لا یتحاشی عن إدانة الإجهاض فحسب،و إنّما یدافع عنه علی إنّه حق من حقوق البشر.علماً بأنّ هذه الأفکار تتنافی تماماً مع العقل ومع الأحکام الفقهیة المتفق علیها بین الشیعة والسنّة و یجب علینا الإهتمام بمثل هذه الأفکار،لأنّها توجّه خطراً کبیراً إلی الأخلاق التطبیقیة و في حال تجاهلنا هذه القضایا والأمور،سوف نواجه مشکلات جمّة.و النقطة الأخیرة هي أنّنا نعتقد أنّ الطریق الأمثل بتحقیق التقدم و التطور العلمي و إعادة إحیاء الحضارة الإسلامیة، تمکن في توطید العلاقة بین العلماء المسلمین و المراکز العلمیة و نأمل أن هذه المؤتمرات والندوات العلمیة،تمهّد الأرضیة المواتیة للوصول إلی المأمول.والسلام علیکم و رحمة الله.
***
کلمة الدکتور کمیل حبیب
إیها السادة،جامعتنا تضمّ 77000 طالباً و 16 کلیة وثلاث مراکز ومؤسسة دکتوراه واحدة. و کلیة القانون التي أتولّی عمادتها تضمّ الکثیر من الطلاب و أحد خرّیجي هذه الکلیة یتولّی الآن منصب مساعد سفیر إیران،المرحوم الدکتور رکن آبادي.تهتم الجامعة اللبنانیة بتدریس اللغة الفارسیة،فهي من ضمن اللغات الأجنبیة في کلیة اللغات کما تضمّ قسماً خاصاً للتاریخ والحضارة الفارسیتین.
و کما تعلمون لبنان بلد القومیات والمذاهب والطوائف الدینیة والعرقیة،لذلک یُعتبر مصدراً ثمیناً وإمتحاناً کبیراً لحوار الحضارات.وإنّ العلاقة التي تربط بین إیران ولبنان علاقات وطیدة ومتمیّزة وهذا بفضل الدور الکبیر الذي أداه علماء لنبان وفقهائه من جبل عامل.ولا یمکن التهوین بهذا الدور في أيّ علاقة عربیة-إیرانیة أو لبنانیة-إیرانیة.
إنّ الجامعة اللبانیة لیست جامعة إسلامیة،لکن الهدف الذي تطمح إلیه الجامعة،هو تأصیل الروح الإنسانیة في العلم.تتناول الجامعة اللبنانیة الإسلام بنظرة تاریخیة وثقافیة،ولیس بنظرة فقهیة وطبعاً الدین یؤکد علی بناء الإنسان وتهذیبه.کما أنّ الجامعة اللبنانیة لا تعارض الدین في المعنی والمضمون و من نافل القول أنّ دور الجامعة في عصر العولمة لم یعد دوراً تقلیدیاً و تابعاً،و إنّما دورها التوجیهي والترشیدي والهادف.دور الجامعة هو التعلیم، و التحري و دعم ثقافة الحوار.و بناء علی ما قلنا یمکن البدء بالحوار الإیراني-العربي حول المحاور التالیة:أولاً:معرفة المصالح المشترکة وغیر المشترکة و القضایا ذات الإهتمام المشترک؛وثانیاً:الإقرار الرسمي بدور إیران وإنجازاتها العلمي والإستراتیجیة التي حققتها إیران أو سوف تحققها في المستقبل.
أعتقد أنّ العلم هو المعیار والمؤشر في محاسبة القوّة وإنّ الإنتاج المعرفي والعملي موضوع دیني بحت.فالحکومة القویّة في العصر الراهن و حسب المقاییس المعاصرة،هي الحکومة التي تهتم بقضایا مثل حقوق الإنسان و العدالة و المساوات و الإهتمام بمشاکل المجتمع و تحدیاتهو رعایة الأطفال.و تقدم لها حلول ناجعة.وهذه من خصائص العلم،بمعنی أنّه یرفع من مستوی قدرة الدول.و لا ینبغي الإکتفاء بحوار المذاهب في قضیة حوار الأدیان،خاصة بعد التدخل الصهیوني الصارخ والقاسي الذي یمارسه الصهاینة عبر دعم الحرکات الرادیکالیة من أجل تشویه سمعة الإسلام في العالم،یجب إیلاء إهتمام أکبر بالحوار بین الأدیان.فبتعبیر آخر یجب أن نؤمن برب واحد لا شریک له لکي نستطیع مواجهة التفکیر الصهیوني و تفکیر داعش المتطرّف و نقضي علیه و نقتلعه من جذوره لکي نمهّد الأرضیة للسلام و الأمن في منطقة الشرق الأوسط و العالم بأسره.و أعتقد أنّ الفرصة متاحة أمامنا للدفاع عن الإنسانیة ومواجهة الإرهاب والصهیونیة و زرع الفتنة بین إیران والعالم العربي أشدّ علینا من القتل والإبادة.والسلام علیکم.
***
کلمة الدکتور سالم بن عیسی
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالیمن والصلاة والسلام علی رسوله الأمین وأهل بیته الطیبین الطاهرین.
أنا سالم بن عیسی من جامعة نزوی في سلطنة عمان أعمل مساعداً للعلاقات الدولیة لرئیس الجامعة.إنّ جامعة نزوی هي جامعة متمیّزة و ذات صلاحایات کبیرة تمّ تأسیسها عام 2004 و لها 12 عاماً من العمر.تقع هذه الجامعة علی بعد 120 کلیومتر من العاصمة العمانیة مسقط و تحدیداً في مدینة نزوی التاریخیة و هي تعتبر العاصمة التاریخیة لسلطنة عمان و مرکزها الحضاري والثقافي علی مرّ العصور.
و بطبیعة الحال توجّد عشرات الجامعات في سلطنة عمان،لکن جامعة نزوی هي ثاني أکبر جامعة في عمان بعد جامعة السلطان قابوس العمانیة.
تضمّ جامعة نزوی أکثر من 7600 طالباً من مختلف مناطق ومدن سلطنة عمان وهي الجامعة الوحیدة علی مستوی المحافظة.ولهذا فإن معظم الأسر ترسل بناتها إلی هذه الجامعة للدراسة و بهذا السبب نسبة النبات تفوق 88 بالمئة من إجمالي عدد الطلاب.کما تضمّ هذه الجامعة أکثر من 150 طالباً من أکثر من عشرین بلداً عربیاً.أما عدد أسرة الجامعة و موظّفیها فقد یفوق الألف و هم من أکثر من خمسة و أربعین بلداً من شتی أصقاع الأرض.
وتتبنّی الجامعة اللغة الإنجلیزیة في تدریسها،لأنّ اللغة الإنجلیزیة واللغة العربیة أکثر إستخداماً في مجال العلوم الإنسانیة.تتکوّن جامعة نزوی من أربعة کلیات.وهي کلیة العلوم و الثقافة و تحتوي علی قطاعات مختلفة مثل العلوم التربویة و الفیزیاء و الکیمیاء و اللغة العربیة و الشریعة الإسلامیة.و کلیة الإقتصاد والتجارة،و کلیة الهندسة المعماریة،و کلیة الصیدلة و الزراعة.و منذ تأسیس هذه الجامعة کان توجه المسؤولین فيها ینصب علی توسیع نطاق العلاقات العلمیة والدراسیة والثقافیة مع جمیع المؤسسات الداخلیة والخارجیة في العالم الإسلامي.و في تلک الفترة القیاسیة تمکنت الجامعة من إبرام إتفاقیات علمیة و دراسیة مع الکثیر من جامعات العالم ومراکز دراسات عالمیة.
إنّ العلاقات الإیرانیة-العمانیة بشهادة التاریخ و بشهادة الحاضرین أقرب ما تکون إلی علاقة الأخ الکبیر بالأخ الصغیر و لا حاجة إلی التطرق إلیها.وأکتفي بهذه النقطة بأنّ القوّات الإیرانیة حالت دون تقهقر الشیعة وتخلفهم في المنطقة.لذلک نتقدّم بجزیل الشکر للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.فلولا وجود إیران وجهودها الحثیثة لشهدت المنطقة تغییرات جذریة و أساسیة في خارطتها و حدودها الجغرافیة.و عمان کما هو معروف عنه،بلد الأمن و السلام.و لا هذا لیس من منطلق العصبیة أو عدم الإکتراث أو التکفیر والتطرف.یتکوّن النسیج الدیني في عمان من ثلاثة مذاهب ومن هذا المنطلق یتمیّز عن الدول الإسلامیة الأخری.لدی عمان أنصار المذهب اللیبائي الذي لیس له أنصار في الدول الأسلامیة الأخری.کما یتکوّن من الشیعة والسنّة و علی الرغم من إختلاف المذاهب فالشعب متفقون تماماً علی الإتحاد و وحدة البلاد ونبذ کل ما من شأنه أن یبثّ الفرقة بین الشعب.نحن ندرس معاً، نأکل معاً،نعیش معاً،نصلي في المساجد معاً و نعمل في الجامعات و المؤسسات الحکومیة معاً.فلو نظرتم إلی المجلس الوطني أو تشکیلة الحکومة سوف تجدونها تتسع لکل الأطیاف والمذاهب الدینیة.و هذا إن دلّ علی شيء إنّما یدل علی التعایش السلمي والأمن والسلام. کما أنّ دستور البلاد یحظر بشدّة زرع الفتنة و دقّ طبول التفرقة بین صفوف الشعب من خلال الخطابات المسیئة و المغرضة في الجامعات والمدارس وحتی الحوزات العلمیة والمساجد. حتی في الخطابات المذهبیة المتعلقة بکل مذهب یُحظر الخطیب من التطرق إلی المذاهب و الأدیان الأخری والإسائة إلیهم وتقتصر الخطابة الدینیة علی الکتب الدینیة التي لا تفرّق بین المسلمین.و لله الحمد إنتهت في الفترة المتأخرة الإعتقالات الطائفیة و المذهبیة.و نحن نرید من جمیع الدول الإسلامیة الإلتزام بهذه الدرجة من حرّیة الرأي و التعبیر و ممارسة الطقوس الدینیة.إنّ منح الحریّة للشعب یمنع من توغّل الفکر الإرهابي الرادیکالي القمعي. ولا یخالجني الشک بأنّ الأخوة والعلماء الإیرانیین یبذلون جهوداً حثیثة لإعلاء شأن الإسلام و إزدهار الحضارة الإسلامیة.و آمل أن تُتَوّج جهودهم بالنجاح.بدأت العلاقات الثقافیة والعلمیة بین جامعة نزوی والجامعات الإیرانیة منذ ثلاثة أعوام حین دعی رئیس جامعة الشهید بهشتي رئیس جامعة نزوی و زیارة رئیس جامعة الشهید بهشتي و الوفد المرافق من جامعة نزوی،و قد توّج تبادل الزیارات هذا بإبرام مذکرة تفاهم بین الجامعتین و منذ ذلک الحین حتی یومنا هذا نترجم بنود الإتفاقیة علی أرض الواقع بنداً بنداً و بدقّة.
تتکوّن الجامعة من قطاعات وکلیات مختلفة وقد أبرمت مذکرات تفاهم مع کلیات جامعة الشهید بهشتي.
تستضیف جامعة نزوی 21 طالباً من جامعة الشهید بهشتي في مرحلة الدکتوراه في فرع اللغة العربیة وآدابها.و في المقابل سوف یحصل عدد من طلابنا علی منح دراسیة في جامعة الشهید بهشتي.آمل أن یعمل تشهد علاقات الجامعات مع المدن الأخری مثل مدینة قم و المدن الأخری المزید من التعزیز و التوطید.و نطالب مسؤولي الجامعات و المؤسسات الأخری التعاون و المشارکة العلمیة.و لکم جزیل الشکرو السلام علیکم.
***
کلمة الدکتور أمیر کاظم عباس
بسم الله الرحمن الرحیم
الصلاة و السلام علی سیدنا محمد وآل بیته الطیبین الطاهرین وأمّا بعد السلام علیکم.
أنا بصفتي متخصص ومترجم في اللغة العربیة أدرکت أنّ اللغة هي وسیلة للتعاون و التضامل والتقارب المعرفي والثقافي بین الأمم.
إنّ اللغة تُعتبر الآلیة الأساسیة لفهم کلام الآخر و هي وسلیة للتواصل مع الآخر،لذلک،نحن بحاجة إلی اللغة في تواصلنا الیومي و إنشاء العلاقات مع الآخر،وکما یقول المنظّر الکبیر بول ریکور:کل من لا یعرف لغة الآخر لا یستطیع تعلیمه أيّ شيء.لیست اللغة الفارسیة لغة قدیمة وغریبة ونحن نعتبر الثقافة الإیرانیة متداخلة مع الثقافة العربیة والعکس صحیح. و معظم هذا التداخل والإمتزاج حصل في العهد العباسي.عندما تُرجمت الکثیر من الکتب الفارسیة مثل الشاهنامة إلی العربیة علی ید البنداري.لذلک أصبحت اللغة الفارسیة ملازمة للغة العربیة وصدیقتها في کل مکان.وفي العصر الراهن قام المرحوم الدکتور عراقي، رئیس ومؤسس قسم اللغة الفارسیة في جامعة بغداد،بالتعاون مع الدکتور زهتابي من جامعة طهران بمشروع یقوم علی أساس أشعار سعدي تحت عنوان قواعد اللغة الفارسیة. 
و أنا بدوري قمت بترجمة العدید من الکتب الفارسیة مثل "تاریخ تحولات إجتماعي"(تاریخ التطورات الإجتماعیة)للدکتور راوندي و العدید من القصائد الفارسیة.و ترجمتي لأشعار و قصائد الشاعر فریدون مشیري حازت علی الجائزة الکبری في مهرجان الترجمة في بغداد،کما قمت بترجمة عدد کبیر من أشعار الشاعر الإیراني الکبیر الدکتور محمدرضا شفیعي کدکني إلی اللغة العربیة.و قد یقول في مقطع من إحدی قصائده:«إن کان یمکن مشاهدة الصوت،فما أکثر الزهور التي یمکن إقتطافها من جنّة صوتک بکل نداء،إن کان یمکن مشاهدة الصوت»
یجب علینا جمیعاً العلم أنّ الطریق الوحید للتواصل و التفاهم هو اللغة و بالإستعانة من اللغة و الإتحاد المترتب علیه،نتصدّی لکل من یرید أن یعکّر الماء لیصطاد السمک.و کما تفضّل الدکتور میرزائي،یجب علینا الإهتمام بالإتحاد و التکافل و التضامن بین الشعبین و نعزز العلاقات الثنائیة من خلال تعزیز التعاون الثقافي والعلمي والأکادیمي.
هناک الکثیر من القواسم المشترکة التي تربط بین الأمّة العربیة والأمّة الفارسیة و یتحتّم علینا الإهتمام بکل منها،لکي نستطیع إغتنام الفرص التي تتیحها لنا هذه القواسم المشترکة من أجل نشر العلم،و بسط الأمن و السلام و التضامن و التکافل بین الشعب الإیراني و الشعب العربي.لابد لنا من التفکیر في مخرج وإخراج شعوب المنطقة من الظروف الإستثنائیة والحرجة التي تمرّ بها المنطقةو کما نری أصبحت المنطقة برمّتها تتلظّی بنیران الحروب و الصراعات التي أتت علی الأخضر و الیابس.لذلک،بعض أساتذة الجامعة إقترح الحوار و تبادل الرأي کبدیل للحرب نظراً للظروف الحرجة و التهدیدات الکبیرة التي تحدق بالمنطقة.وبعض منهم یؤکّد علی أسلمة العلوم الإنسانیة والبعض الآخر یری المخرج من هذه الظروف القاسیة في المباحث الفلسفیة و رصد جذور التطرّف.أما أنا فقد أری أشدد علی أهمیة الترجمة و نقل أفکار الإنسان من أجل مواصلة التعاون والتقارب الإنساني بین شعوبنا.لهذا،أرید إنشاء مرکز للترجمة المشترکة بین اللغة الفارسیة واللغة العربیة لکي نستطیع عبر هذا المرکز من ترجمة أعمال علماء الشعبین الإیراني والعربي ونشرها لکي یتمکن کل من الشعبین من قراءة أعمال الأمم والشعوب الأخری بلغتهم الأم و یکون لهم تلقیاً متقدماً و صحیحاً من الشرعیة الإسلامیة.
والسلام علیکم و رحمة الله وبرکاته.
***

کلمة الدکتور بابایي
بسم الله الرحمن الرحیم
یعمل مرکز الدراسات الإجتماعیة والحضاریة منذ 13 عاماً.و في هذا المرکز المتعدد الإختصاصات تُدرّس بعض الموضوعات مثل الإلهیات و الفلسفة و علم الإجتماع و العلوم السیاسیة.و قد توضع کتب هذا المرکز وفقاً لإهتمامات القارئ في العالم الإسلامي.و قد قام مرکز الحضارة في لبنان بترجمة ثلاثة أو أربعة کتب من بین الأعمال التي نشرها المرکز حتی الآن.و أودّ الإشارة إلی بعض النقاط التي قد تکون همزة الوصل بین هذا المرکز و الضیوف الکرام.إنّ مرکز دراسات الحضارة له نشاط في بعض الحقول الحضاریة.ومن أبرز أعمال المرکز،هي الإستفادة من المصادر الدینیة في تکوین وتحدیث الحضارة الإسلامیة.و في هذا السیاق أطلقنا بعض المشاریع العلمیة إنطلاقاً من التعالیم القرآنیة والحضاریة.نحن نؤمن بأنّ القرآن هو من أهم مصادر الحضارة الإسلامیة،و نقطة إشتراک للحوار والبحث وتبادل الرأي و في الحقیقة التوافق والوئام الفکري والمعرفي.النقطة الثانیة  المشترکات الفکریة و المعرفیة في بحوث في مجال الإستغراب.تلقیناً من الحضارة هو أنّ الحضارة العربیة قادرة بأن تکون منافساً للحضارة الإسلامیة.فالتحدیات التي تستطیع الحضارة الغربیة خلقها للحضارة الإیرانیة والإسلامیة،هي تحدیات لا تقتصر أو تتعلق بالمجتمع الإیراني أو اللبناني أو غیرها من المجتمعات.وإنّما هي تحدیات مشترکة یمکن التطرّق إلیها في التعاون الثنائي بصفتها تحدیات مشترکة.المسألة الثانیة تتعلق بمشاریع ترسیخ العلمانیة في العالم الإسلامي وکذلک في المجتمع الإیراني المعاصر.
      یکسب هذا الأمر أهمیته بسبب بحث التدین والإلتزام بالدین والحیاة الدینیة في الحیاة الإجتماعیة،و هذا الأمر یهمنا نحن الإیرانیین والأخوة في الدول الإسلامیة الأخری.و في القطاعات الأخری الذي یعمل فیها الأخوة الآخرین،ینبغي أن یبذلوا إهتماماً بالغاً بالحضارة الإسلامیة و طاقات العالم الإسلامي الهائلة.نحن لا ننظر إلی الحضارة الإسلامیة من زاویة إیران و في إطار النظرة الإیرانیة،و إنّما نسعی لیکون المشروع المعرفي و الدراسي، یلامس هواجس المسلمین في شتی أقطار العالم الإسلامي و نأخذ طاقات العالم الإسلامي و مواهبه في رسم نموذج متکامل للحضارة الإسلامیة.
إنّنا نُقرّ بکل حزم أنّ إیران دون أيّ دولة إسلامیة أخری لن تستطیع أن تحقق طفرة نوعیة في الحضارة.و لا یخالجني الشک أنّ هذا التعاون و التضامن بین الأمّة الإسلامیة مقدمة للبدء في بناء حضارة إسلامیة رائدة.و آخر قولنا یتعلّق بمجال الثقافة و رجال الدین.إذ من أبرز المشاریع المهمة هي دراسة دور أصحاب السلطة و الدعاة إلی الشریعة الإسلامیة و تأثیرهم علی الشارع و إرتباط هذه الشریحة بالثقافة العامّة والإجتماعیة.و من المشاریع الأخری التي یقوم بها المرکز،هي الدراسات الإجتماعیة والثقافیة لمنظمة رجال الدین.هذا الموضوع أیضاً جدیر بأن یکون هاجساً و قاسماً مشترکاً یمکن تناوله علی مستوی العالم الإسلامي بأسره و التوصّل إلی نتائج ملموسة و عملیة. شکراً لکم.
**************

البیان الختامي
مؤتمر الفرص والقابلیات العلمیة والثقافیة للجامعات والمعاهد البحثیة بقم المقدسة  والعالم العربي
«فبشر عباد الذین یستمعون القول فیتبعون أحسنه»سورة الزمر آیة39
إنّ الحوار و التفاوض هو هبة حباها الله للعقل البشري لکي یستخدمها الإنسان في سبیل المعرفة و التعاون و التقارب في سبیل السلام و الأمن و التعارف.لا یبنغي التهوین بالحوار الثقافي وأهمیته من خلال إعتباره أنجع طریقة للتعارف و التقارب و إنّما یجدر إعتباره الطریقة المتاحة المثلی للإجابة علی التساؤلات والتحدیات القالعة في العالم الإسلامي و الظروف الراهنة.إنّ مستقبل هذا العمل سوف یؤول إلی تبوّء مکانة سامیة في سلّم الرقي البشري ولا یختلف إثنان علی أنّ الوظیفة الأولی و مسؤولیة القصوی للعلماء و الجامعیین و ذوي الأمر هي نشر الأمن و السلام عن طریق الحوار الثقافي.
فقد أقیم "مؤتمر الفرص والقابلیات العلمیة والثقافیة للجامعات ومراکز دراسات قم والعالم العربي" من أجل نیل مثل هذه الأهداف؛کما أکد في هذا المؤتمر أساتذة الجامعات وعلماء الدین و الباحثین الکبار خلال إلقاء کلمتهم علی القضایا التالیة:
أولاً:أحد طرق رفع مستوی العلاقات العلمیة والثقافیة وتعزیزها هو الحوار الثقافي،لذلک أکّد المشارکون علی المساعي الحثیثة من أجل إحیاء الحوار وأیضاً أکّدوا علی الدور البارز للنخب في التفوق علی الجهل والعصبیة الزائفة وکشف المواهب والقدرات المهملة.
ثانیاً:هناک طاقات هائلة في العالم الإسلامي صُرفت للأفکار غیرالقابلة للتطبیق علی أرض الواقع و في الواقع کانت ذریعة للأجانب للتنکیل بالأمّة و الویل والثبور للمسلین.و التطرّق إلی مواطن الضعف و معالجتها مسؤولیة تقع علی عاتق الجامعیین و النخبة في العالم العربي و الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و في العصر الراهن أصبح البحث في النشاطات الهامّة من أجل التمهید لإطلاق الطاقات المجدیة في إحیاء الثقافة و الحضارة الإسلامیتین،من أبرز الضروریات التي لا مناص منها.
ثالثاً:أکّد المشارکون علی تأصیل دور النخب و الجامعیین في إزالة الافتراقات العالمیة؛لأنّه دور فاعل لا یمکن الإستهانة به في الظروف الراهنة.کما أکّد المشارکون علی الإهتمام بهذا الدور و إغنائه.
رابعاً:شدّد المشارکون علی رفع مستوی العلاقات من أجل التوصّل إلی فهم عمیق و شامل من عملیة التعاون العلمي و الثقافي و بذل المزید من الجهود في هذا المجال.
خامساً:أکّد المشارکون علی الإستفادة من الإمکانیات والقابلیات المتاحة في الجامعات و المراکز العلمیة في الدول العربیة و المراکز العلمیة في قم من سبیل تأصیل العلاقات و ترسیخ الحوار الثقافي و العلمي و أکدوا علی الدور البارز و المؤثر الذي یمکن أن تؤدیه هذه الإمکانیات.
سادساً:رحّب المشارکون بتأسیس مجمع علمي و جامعي من أجل إطلاق الحوار الثقافي بین إیران و الدول العربیة.و نأمل أن یکون هذا المجمع خطوة نحو إطلاق الحوارو المفاوضات في المجالات المختلفة و إنشاء علاقات علمیة وثقافیة بین إیران والعالم العربي.
والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته
 
منبع: دبیرخانه مجمع اندیشمندان ایران و جهان عرب
 
امتیاز دهی
 
 

خانه | بازگشت |
Guest (PortalGuest)


Powered By : Sigma ITID