حضور ومشارکة المستشار الثقافی للرئیس روحانی مؤتمر «الحوار الثقافی والحضاری العربی- الإیرانی» یبدأ أعماله فی بیروت
بیروت/ 1 آذار/ مارس/ إرنا – افتتح مؤتمر «الحوار الثقافی والحضاری العربی- الإیرانی»، أعماله فی العاصمة اللبنانیة بیروت الیوم الثلاثاء بحضور ومشارکة المستشار الثقافی لرئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ورئیس مرکز الدراسات فی رئاسة الجمهوریة حسام الدین آشنا، ونخبة من السیاسیین والباحثین والمفکرین والأکادیمیین والإعلامیین، من إیران ولبنان وسوریا والعراق ومصر والأردن.
بیروت/ 1 آذار/ مارس/ إرنا – افتتح مؤتمر «الحوار الثقافی والحضاری العربی- الإیرانی»، أعماله فی العاصمة اللبنانیة بیروت الیوم الثلاثاء بحضور ومشارکة المستشار الثقافی لرئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ورئیس مرکز الدراسات فی رئاسة الجمهوریة حسام الدین آشنا، ونخبة من السیاسیین والباحثین والمفکرین والأکادیمیین والإعلامیین، من إیران ولبنان وسوریا والعراق ومصر والأردن.
وبحسب تقریر لوکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء (إرنا) یشارک فی المؤتمر الذی تنظمه المستشاریة الثقافیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی لبنان بالتعاون مع کلیة الحقوق والعلوم السیاسیة والإداریة فی الجامعة اللبنانیة ومرکز الحضارة لتنمیة الفکر الإسلامی، فی الإدارة المرکزیة للجامعة اللبنانیة، إلی جانب حسام الدین آشنا وفد ثقافی إیرانی، ورئیس الجامعة اللبنانیة الوزیر السابق عدنان السید حسین، ممثل الجماعة الإسلامیة عمر المصری، ممثل الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین مروان عبد العال، وعدد من الأساتذة الجامعیین فی لبنان والعالم العربی ورؤساء مراکز دراسات وأبحاث وشخصیات ثقافیة ودینیة ومهتمین.
افتتح المؤتمر بکلمة للمستشار الثقافی للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی لبنان السید محمد مهدی شریعتمدار الذی أکد علی أهمیة انعقاد هذا المؤتمر فی هذه الظروف الصعبة وقال: 'فی خضم الأحداث الجاریة التی تشهدها منطقتنا خصوصاً فی فلسطین وسوریا من صراعات ونزاعات لا تؤدی إلا إلی استنزاف طاقات شعوبنا وتدمیر قوتنا ورغم کل التهدیدات والتحدیات والمخاطر وفی خضم الصراعات واستخدام العنف المفرط وما تقوم به التیارات المتطرفة التکفیریة والإرهابیة تبقی الحاجة للحوار لیست ضرورة تاریخیة ملحة فحسب وإنما الزاماً معرفیاً نابعاً من فلسفة الکون لأن الخالق لم یخلق للتنازع وإنما للتعارف والحوار والکلمة السواء والدعوة بالحکمة والموعظة الحسنة'.
وأضاف شریعتمدار: 'من هنا جاءت فکرة عقد سلسلة من الندوات الحواریة لتأکید ضرورة الحوار الثقافی والحضاری بعیداً عن سخونة الأحداث والسجالات الجاریة فی المنطقة لدراسة الخلفیات التاریخیة والهواجس المشترکة للحوار الإیرانی العربی ومن ثم البحث عن وسائل وآلیات بناء الثقة لتعزیز الحوار الثقافی الحضاری بین الجانبین' مشیراً إلی عقد ندوات سابقة فی الدوحة وتونس وهذه هی الندوة الثالثة قبل عقد مؤتمر شامل یجمع کل المهتمین بالحوار الثقافی والحضاری الربیع المقبل فی طهران.
وألقی رئیس الجامعة اللبنانیة الدکتور عدنان السید حسین کلمة رأی فیها أننا الیوم 'بأمس الحاجة إلی مثل هذه اللقاءات' مشیراً إلی أن الشعوب المثقفة هی التی تلجأ إلی الحوار'. وسأل 'ما المانع من التجدد الحضاری الذی یجب أن یقوم به العرب والإیرانیون والأتراک. وهذا الکلام لا یعنی استبعاد غیر المسلمین لأن الحضارة الإنسانیة تجمعنا ولأن قیمة الحضارة الإسلامیة کانت فی مضمونها الانسانی'.
وثمن السید حسین، الانتخابات الدیمقراطیة التی نظمتها الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لمجلسی خبراء القیادة والشوری ، معتبرًا أنها 'أظهرت تنوع المجتمع الإیرانی مع صعود ثلاثة تیارات هم :المحافظون والإصلاحیون والمستقلون، ما یعنی أن هناک تعددیة فی البرامج السیاسیة وفی الفکر السیاسی'.
وقال: 'إن الحضارة الإسلامیة لیست حضارة مذهبیة، شیعیة أو سنیة، بل هی حضارة عامة تجمعنا فی إطار إنسانی رفیع راق وجامع'.
وتساءل أین أصبحت قضیة العرب والمسلمین، قضیة فلسطین؟ معتبراً أن من أخطر الخیارات أن نضیع عدونا الحقیقی.
وتمنی النجاح لهذا الحوار وأن یستکمل فی وقت قریب وخاصة فی هذه الظروف التی نمر بها، داعیاً للضغط علی القادة للتعاون فیما بینهم.
ثم ألقی المستشار الثقافی لرئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ورئیس مرکز الدراسات فی رئاسة الجمهوریة حسام الدین آشنا کلمة شکر فیها المنظمین للمؤتمر، کما وجه شکره للبنان بلد التنوع والصمود والتلاقی والعیش المشترک.
ورأی أننا الیوم 'نحتاج أکثر من ای وقت مضی للحوار وتجاوز الخلافات خصوصاً مع التنافس الحاد علی إحراز مرکز القوة الأقوی فی المنطقة'.
وقال آشنا: 'هنالک موانع وصعوبات أمام تغیر الأولویات والانتقال من المرحلة الراهنة التی تسمی بمرحلة النزاع علی الأقوی إلی الحالة البدیلة التی اسمها السعی لتأسیس منطقة أقوی'. وأکد أن الانتقال والبناء هو مسار تدریجی لکنه یبدأ من الآن عن طریق حل النزاعات القائمة وفتح قنوات الحوار خاصة بین مختلف طبقات النخب'.
وخلص إلی أن الحوار والمصالحة هما السبیل إلی المضی قدماً، ولا بد لنا من الاقتراب من بعضنا البعض ومعالجة المسائل التی قد نکون علی خلاف بشأنها. لنرتقی إلی مستوی خیر أمة أخرجت للناس.
وبعد استراحة قصیرة بدأت أعمال المؤتمر، فترأس الجلسة الأولی عباس خامیار (إیران)، وجاءت تحت عنوان 'الخلفیات التاریخیة والهواجس المشترکة والمبانی النظریة للعلاقات العربیة - الإیرانیة'
وقدّم المداخلة الأولی جورج جبور (لبنان)، فتحدث عن البعد الدینی الثقافی العربی - الإیرانی، داعیاً إلی الاستفادة من الدرس العظیم الذی قدمته کربلاء وما فعلته السیدة زینب علیها السلام، متسائلاً لماذا لا تکون کربلاء مأثرة حضاریة جامعة لا لفئة واحدة.
ودعا لأن یکون 'لقاؤنا هذا، المنعقد فی الأول من آذار فی الیوم العربی للغة العربیة، مناسبة للحوار الجاد بین الدول العربیة کافة وبین إیران وغیرها من الدول الإسلامیة'.
ثم تحدث الدکتور ریمون غوش (لبنان) فأکد علی وجوب قیام الحوار العربی والإیرانی لمواجهة الهجمة الخارجیة خاصة الصهیونیة.
وتحدث غوش عن خطوات لبناء الذات الوطنیة والقومیة أبرزها: القیام بترجمة العدید من کتب التراث العربی إلی الفارسیة والعکس بالعکس، إقامة الندوات، إنشاء البعثات المتبادلة بین لبنان وإیران، إشاعة لغة البلدین فی أوساط الناس العادیین ولیس وقفها علی النخب فقط، والانفتاح المذهبی بین السنة والشیعة والتأکید علی الفقه السنی والشیعی من أجل التقارب بین إیران والدول العربیة.
المداخلة الثالثة کانت للدکتور عبد الجبار الرفاعی (من العراق) الذی تحدث عن 'إیران الأخری'، مستعرضاً بالأرقام التقدم العلمی الهائل الذی أحرزته الجمهوریة الإسلامیة وزیادة عدد جامعاتها ومعاهدها وحوزاتها التی تضاعفت عشرات المرات، وکشف أن التسلسل العلمی فی إیران أضحی عالمیاً فی المرتبة 16. وختم بالتشدید علی 'ضرورة أن نتعرف نحن العرب علی إیران الآخری'.
ثم کانت المداخلة الرابعة للشیخ الدکتور محسن خندان (إیران) الذی نبّه إلی خطورة الخلاف والنزاع علی الأمة، متحدثاً عن القواسم الدینیة المشترکة التی تجمع بین إیران والعرب، محذّراً من التطرف الدینی الذی یدمر الأمة.
وشدد خندان علی ضرورة أن یعرف طرفا الحوار بعضهما البعض بصورة تامة وأن یثق أحدهما بالأخر. واقترح تأسیس مکتب لجمع المعلومات عن التیارات الفکریة والشخصیات فی إیران.
من جهته، دعا الدکتور أحمد ملی (من لبنان) العرب إلی الاستفادة من إیران کقیمة إضافیة کبیرة فی المنطقة ، مشیراً إلی أن کل حقائق التاریخ والجغرافیا کانت تقول دائماً أن إیران جزء من الإقلیم.
واختتمت الجلسة الأولی بمداخلة لرئیس دائرة الشرق الأوسط فی وزارة الخارجیة الإیرانیة الدکتور حمید رضا دهقانی الذی أکد أن الحوار هو السبیل الوحید لحل المشاکل ومواجهة التحدیات التی تعیشها المنطقة، مشدداً علی أن الحکومة والشعب الإیرانی یریدون أن تصل الأمة کلها إلی شاطئ الأمان.
وإذ أشار إلی الآیات القرأنیة التی تدعو إلی الحوار وإلی الحوار الذی حصل بین الخالق سبحانه وتعالی وخلقه، قال:عندما یتحاور الرب مع العباد فکیف نغلق نحن العباد أبواب الحوار.
وأعقبت الجلسة مداخلات لعدد من الباحثین والمشارکین شددت علی أنه إذا لم تجمعنا قضیة فلسطین فلن تجمعنا أیة قضیة أخری. ورأت أن الاختلاف سنة من سنن الحیاة وأن اختلافنا رحمة، لکن علینا الاتفاق فی المسائل السیاسیة. فیما دعا آخرون إیران لدعم نشر العلم فی المناطق التی تسبح بالفقر والجهل.
وترأس الجلسة الثانیة حول 'وسائل وآلیات بناء الثقة وتعزیز الحوار الثقافی العربی - الإیرانی' معن بشور (لبنان) الذی أکد أن معالجة کل التباینات تکون من خلال الحوار، معرباً عن الحاجة إلی حوار عمیق وجاد وتحصین العلاقة بین إیران والعرب، مشدداً علی ضرورة أن یکون الحوار صریحاً.
وإذ أکد بشور أنه لا بد من حوار سیاسی لکی نتصارح، شدد علی أن 'ما یجمع العرب بإیران أکثر بکثیر مما یفرقهما. فلا بد من الدخول إلی المختلف علیه من مواقع المتفق علیه'.
ثم ألقی الدکتور مصطفی زهران (مصر) کلمة أشار فیها إلی أن 'الثورة الإسلامیة الإیرانیة کانت عابرة وقد تجاوزت الشکل المذهبی'، مشیرًا إلی ما آلت إلیه الأوضاع فی العالم العربی لا سیما بعد ثورات الربیع العربی، مشددًا علی ضرورة 'تفعیل دور الإعلام لإیجاد صورة وسطیة'.
وألقی الدکتور محمد علی آذر شب (إیران) کلمة شدد فیها علی ضرورة أن نرکز علی أن العرب والإیرانیین فی دائرة حضاریة واحدة تجمع المذاهب والأدیان والقومیات، مشیراً إلی وجود مشترکات کثیرة یجب الترکیز علیها لإزالة الحساسیات.
ثم ألقی الباحث والکاتب اللبنانی میشال نوفل کلمة أشار فیها إلی تصاعد الدورین الإیرانی والترکی فی مقابل 'التقهقر العربی'، داعیاً إلی العمل علی إصلاح مؤسسات العمل العربی المشترک لعل ذلک یساعد فی معالجة القضایا الإقلیمیة وفی مقدمها القضیة الفلسطینیة.
وخلص نوفل إلی أنه ' بات من الصعب تصور عالم عربی یصنع مصیره بمعزل عن السیاسات الإقلیمیة لکل من إیران وترکیا'.
وألقی الدکتور عباس خامیار (إیران) کلمة شدد فیها علی أهمیة تنشیط العلاقات الثقافیة بین إیران والعرب، مقدماً اقتراحات عدة فی هذا المجال منها: الاهتمام بالإرث الثقافی المشترک وإحیاؤه، الوسطیة والاعتدال ومحاربة الفکر الإقصائی والتکفیری، الاهتمام المشترک بمواجهة الغزو الثقافی، تنشیط أطر التعاون الإسلامیة والحضور الفاعل فی الآلیات الثقافیة العالمیة، الاهتمام باللغة العربیة والتفاعل بین الثقافات واللغات، الاهتمام المشترک بالاستقلال العلمی، التعاون لتحقیق وصیانة الوحدة الوطنیة والإسلامیة والاهتمام المشترک بالتفاعل البناء بین القومی والإسلامی.
واختتمت الجلسة الثانیة بمداخلة لأمین عام المؤتمر القومی العربی الدکتور زیاد الحافظ (لبنان) الذی دعا إلی تشکیل کتلة تاریخیة فی المنطقة تضم إیران وترکیا والعرب علی قاعدة أن لا یسعی أی طرف للهیمنة علی الطرفین الآخرین وأن تکون العلاقة بین أعضاء الکتل الثلاثة علاقة تکامل ولیست علاقة تنافس.
ورأی الحافظ أن الحوار المطلوب یتعلق بتعمیق التفاهم السیاسی والاقتصادی وهذا یعنی معالجة الهواجس والمخاوف السیاسیة عند الطرفین، مشیراُ إلی أنه 'بالنسبة للعرب هناک عدة قضایا تعتبر معالجتها أولویة وهی الملف العراقی، وقضیة الیمن ، وتعزیز الحوار السیاسی مع مصر وأمن الخلیج (الفارسی)، فیما بالمقابل هناک قضیة القواعد العسکریة الأمیرکیة فی عدد من دول الخلیج (الفارسی) التی تشکل حزاماً یهدد الأمن القومی الإیرانی، وبالتالی الاستقرار فی المنطقة. أما القضایا التی نتفق علیها فهی عدیدة وأهمها قضیة فلسطین، وقیام جبهة فی مواجهة قوی الاستکبار، والتکامل فی الاقتصاد والعلوم.
منبع:
دبیرخانه مجمع اندیشمندان ایران و جهان عرب
|