الحوار الثقافي والحضاري الإيراني والإسلامي مدخل لنشر الاعتدال والسلام في النظام الدولي؛ الضروريات، الفرص، والطرق المؤثرة - الدكتورة طيبه اميريان (1)، الدكتور فرامرز ميرزايي(2) حوار الثقافات باعتباره مشروع معتدل وطريق لتوضيع العلاقات الدولية، دليل على الدور المهم والمؤثر للعلاقات بين الشعوب في استمرار الحضارات ورسم المسقتبل الزاهر في تحقيق اهداف السلام الدولي. عملية الحوار الحقيقي بين الحضارات شرط اساسي للوقوف على الامكانيات المختلفة للحضارات، والاحترام المتبادل، والاعتراف بمكانة والخصائص الاصيلة لهذه الحضارات والحوار من موقع متكافيء. ملخص
"حوار الثقافات" باعتباره مشروع معتدل وطريق لتوضيع العلاقات الدولية، دليل على الدور المهم والمؤثر للعلاقات بين الشعوب في استمرار الحضارات ورسم المسقتبل الزاهر في تحقيق اهداف السلام الدولي. عملية الحوار الحقيقي بين الحضارات شرط اساسي للوقوف على الامكانيات المختلفة للحضارات، والاحترام المتبادل، والاعتراف بمكانة والخصائص الاصيلة لهذه الحضارات والحوار من موقع متكافيء.
من الواضح، ان الثقافة هي واحدة من المجالات الجيدة الحوار في تحقيق اهداف واستمرار الاعتدال والسلام العالمي. الحضارة الايرانية والعربية هما الفرعان الرئيسيان للحضارة الإسلامية، وتستطيعان على خلفية قدراتهما التاريخية العظيمة وامكانياتهما الثقافية الغنية، وبطبيعة الحال التفاعل والتاغم الثقافي والاستفادة من المواقف والأهداف الثقافية المشتركة، التغلب على الحواجز النفسية والتاريخية والتحديات الثقافية والوقوف امام النفوذ الغربي غير الائق ونشر الانقسامات القومية والعرقية وبالتالي نشر التوازن والاعتدال الفكري و الثقافي في منطقة الشرق الأوسط  والعالم، للوصول الى مستوى اعلى في ادارة العلاقات والحوار الحضاري والتعاون الثقافي والقيام بمبادرات مشتركة والتي يمكن اطلاق عنوان "الحوار الثقافي والحضاري الإيراني والإسلامي" عليها .ان اجراء الحوار الثقافي الفعال باشراف وتنفيذ سياسات معتدلة مثل، ايجاد لجان ثقافية متعددة الأطراف، وتقديم خريطة ثقافية ذات اهداف وقيم مشتركة، للدول العربية وإيران لتحقيق انعاكاساتها في العالم.   
ان هذا المقال يحاول الاجابة على النهج التحليلي لهذا السؤال. نظرا لمعرفة ضرورات الحوار الثقافي الحضاري الايراني العربي، ماهي اساليب تعزيز التفاعل بين الحضارة الايرانية والعربية- الإسلامية. يمكن  الاشارة إلى ان اسلوب التعامل يمكن ان يؤدي الى تقوية التآزر الثقافي وتعزيز ثقافة الثقة بالنفس والاستفادة من الامكانيات الثقافية، يسعى هذا المقال من خلال تنفيذ حلولا ثقافية وذكر الفرص المتكافئة ، ان يخطو خطوة نحو تنظيم ونضج المجتمع املا في نشر السلام والاعتدال والصداقة في العالم.   
كلمات دليلية: الاعتدال،الحضارة الإيرانية، الحضارة العربية، الثقافة، الحوار بين الحضارات. 

*1- مقدمة:
سيدت مقولة "حوار الحضارات على مقولة "صدام الحضارات" لـ صموئيل هنتغتون الذي تحدث فيها عن اطروحته حول صدام الحضارات اي الحرب بين الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية، هذه الاطروحة انتزعت الاضواء لاسيما بعد الاجواء السياسية التوترة بعد احداث سبتمبر/ايلول2001م في امريكا، والتحول الذي طرأ على السياسات الأمريكية وتعزيز سياسات اثارة الحروب، وقرعها لطبول الحرب والعداء ضد المسلمين في العالم. وظهرت اساليب الحوار كأحدث إستراتيجية كنموذج للوصول الى نمط فكري وعلمي بشري في تفسير وتنظيم العلاقات الدولية بين المجتمعات البشرية والحضارات الانسانية القائمة على ركائز الاعتدال الاجتماعي والاعتدال والسلام والاخلاق والصداقة بين الامم، والتي برزت في الوقت الراهن.           
ان هذا الفكر السلمي، يهدف لتكوير وتوضيح طبيعته انطلاقا من قاعدة الحوار الهادف القائم على الاعتراف بجميع الهويات الثقافية والاحترام الحقيقي المتبادل بين الجانبين للمطالب وحماية التنوع الثقافي للحضارات في ضوء مكانة اصحاب تلك الهويات فضلا عن زيادة الدعم لروابط التفاعل بين الثقافات، يستند على لغة  واحدة للتفاهم  قائم على العدالة في اجواء مطمئنة تسودها الاعتماد المتبادل، والوصول في نهاية المطاف الى تفاهم متبادل من اجل الوصول الى معرفة دقيقة ومفيدة للامكانيات الثقافية للحضارات الموجودة وتقوية اجواء الصداقة والتسامح والسلام واستتاب الامن العاملي الذي يضمن عدم  صراع الحضارات، لان اساس وقاعدة حوار الحضارات قائم على افتراض وجوب دفع المجتمع الدولي نحو التعددية الثقافية Pluralism وتوفير الفرصة للثقافات الأخرى للمشاركة في الساحة العالمية- حسینی،1380: 8)- من اجل بناء قيم التعايش والتفاهم والدبلوماسية الموازية ونشر السلام المبني على العدالة والحقيقة والاخلاق والفضلية الانسانية -التویجری،2009: 8- .
ان هذا الامر هو في الحقيقة مقدمة للامم والثقافات ونظائرهما، من اجل الاستفادة من الحوار كآلية و وسيلة للمعرفة وكذلك للاستفادة  للسير نحو النقد المنطقي والعقلي للعقائد وطريق افضل لفهم الامور (Searle,1999: 88-99). ومع ذلك، فان موضوع حوار الحضارات يهدف بطبيعته في كل مجال من مجالات الامور الانسانية بما في ذلك، الدين والعقيدة والسياسة والحكومة والاقتصاد والثقافة، للتفاهم والتعامل مع جميع الشعوب العالمية بدلا من الصراع والدمار القتل، ولتكون نافذة لوصول النظام العالمي في المستقبل، الى سلام دائم مستديم  والحد من سياسة التوتر.  الحقيقة ان فكرة حوار الحضارات ولدت من ارض الحضارات من ارض مهد الثقافة العظيمة من إيران مربية العلماء. ارض كانت لها بعد قبولها بالاسلام الحنيف ايضا، ومنذ ذلك العهد، دورا بارزا وملحوظ وفعال في نشر الاسلام الحنيف في الاجزاء الشرقية من الكرة الارضية وكذلك في بسط الحضارة الاسلامية الكبيرة في الاراضي العربية وفي العالم اجمع. وحسب رأي الباحثون فان إيران استطاعت في تلك الايام "وبدون واسطة، حتى اكثر من فرنسا، ان تؤثر على شعوب اخرى في الشرق والغرب (ماسینیون،1392: 33)؛ لان النخب الإيرانية في ذلك الوقت كرسوا جهودهم للاسلام واللغة العربية، وساعدوا على نمو الحضارة في العالم الاسلامي، بحيث يقال ان الايرانيين كانوا المحرك الرئيسي لبناء ووضع  لبنات الحضارة الاسلامية (Yarshater,1999: 91)؛ وبطبية الحال، فان هذه شهادة على قدرة التكيف للتفكر الايراني، يمكن ان يترك اثاره الخاصة بوضوح على الثقافة الغربية، وان يتوسع الى ما هو ابعد من حدودها المعروفة (ماسینیون،1392 :34)، والجزء الاخر من هذا النجاح" قدرة الحضارة الايرانية وبدعم الحضارة الاسلامية بالتاثير على الحضارة العربية وعلى جميع مظاهرها الثقافية (جمشیدیها، 1387: 219) هذا ويجب ألا ننسى هذا المبدأ، وهو ان جزء من ازدهار ونضج الحضارة تكمن في علاقاتها الجيدة والتعامل السلمي للثقافة وبالتالي ترك بصماتها بوضح على الثقافة والحضارة واستمرارها، لان المثقفين في الوقت الراهن يعتقدون"بيان الثقافة في جميع مجالاتها، في حاجة الى تناغم جميع هذه الاجزاء فيما بينها وتفاعل بعضها ببعض اكثر من مجرد نظرية او اطروحة علمية (رضوی¬راد،1382: 46)؛ كما "ان هذا المبدأ يشير الى ان هوية تراث الحضارة الايرانية تربتط مع "الثقافة الايرانية القديمة" و"الثقافة الاسلامية" و"الثقافة الحديثة" بدرجات متفاوتة (مفتخری،1392: 95).
ان هذه العوامل مجتمعة، تسبب على مدى القرون الطويلة الماضية، في تشكيل الحضارة الإسلامية وبامكانيات وقدرات مادية وروحية عالية ونشر الكثير من التقاليد الثقافية للحضارتين الإيرانية والعربية -الإسلامية في منطقة جنوب شرق آسيا، وكذلك تمكنت هذه الحضارة من ترك الاثارها، التي لايمكن انكارها، على حضارات الشرق والغرب. ان هذه الخصائص والمميزات للحضارة الاسلامية ساعدت على تهيئة الارضية اللازمة لنموها وقوتها في الماضي ولكن مع مرور التاريخ فان الكثير من العوامل الداخلية والخارجية سببت في توقفها وبالتالي تفرقة الامم الاسلامية، حتى انه في العصر الراهن ولسبب توقف الحضارة الاسلامية وبالتالي عمل الغزو الثقافي الغربي على إزدراء ثقافة الدول الاسلامية وخلقت تحديات متعددة  للحكومات الاسلامية، ساعدت على تنفيذ  هجمات عسكرية مستمرة للاستعمار الغربي ونشر العنف بطرق شتى في منطقة الشرق الأوسط - المكان الرئيسي لنمو الحضارة الاسلامية- كما وان الاسباب الداخلية مثل إهمال وتكاسل المهتمين بالمجال الثقثافي في بلاد المسلمين ساعدت هي الاخرى على خلق هذه التحديات للحضارة الاسلامية . لذلك ينبعي على المسؤولين في الدول الاسلامية، البحث عن اقتراح لحل سلمي بعيد عن الاجواء العدائية، للخروج من هذا المأزق الراهن وتنفيذه، وتحسين النظام الثقافي الحالي. لكن ما هو متوقع ان يعمل النخب في العالم الاسلامي والاصلاحيين في عصر الصحوة الاسلامية الحالية، بتقييم حقيقي لطبيعة الغرب والواقع والظروف غير المناسبة التي تعيشها الدول الاسلامية في منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي  لوضع حد للتوترات والحروب المستمرة عن قصد أو عن غير قصد،ان يعملوا على التفكير في هذه القضية وايجاد الحلول المناسبة بعيدا عن الصراعات العسكرية ووضع حد للعنف السلطوي واثارة الحروب والوقوف امام اثارة العنف والحرب والتحريض الفكري والثقافي الغربي.
 فما هي اذن الطريقة للعودة الى الاقتدار الحضاري والى عهد اتحاد الدول الاسلامية؟ وهل ان ارضية حوار الثقافات يمكن ان يكون طريقا لتحقيق الاعتدال والوحدة في العالم الاسلامي في العصر الحديث؟ وكما اوضح سيد جمال الدين اسد آبادي، أبرز الشخصيات السياسية والمثقفة الذي دعا في العصر المعاصر الى الصحوة الاسلامية واتحاد المسلمين )وبين الكثير من الآراء مهمة جدا بشأن الاتحاد والصحوة الاسلامية والنضال ضد الاستعمار وذلك في اطار حركة اسلامية " Pan- Islamisme"( (اقبال،1376: 413). 
في هذا السياق ايضا، يتوقع وفي ظل وجود الحضارة الإيراينة والعربية- الاسلامية العضيمة والعريقة والقائمة على العقيدة الإسلامية القرآن الكريم المتقاربة جغرافيا وامتلاكهما حدودا مشتركة واحداث تاريخية والعديد من الروابط الادبية العميقة ووجود الكثير من القواسم الفكرية والثقافية المشتركة والمؤثرة بينهما، ان الوقت قد حان من المفكرين في مجال الثقافة والحضارة والمهتمين بالحقل الثقافي، الجلوس والحوار والبدء في خلق تآزر ثقافي "Synergy of Culture" مؤثر في ايجاد السلام والاعتدال الدولي في العالم العالم الاسلامي لايجاد ارضيات لإحياء الحضارة الإسلامية في الشرق الاوسط وثم في العالم كله. وفي هذا الصدد فان هذه المقال يطرح الاسئلة التالية:
- ما هي المتطلبات اللازمة للحوار الثقافي للحضارة الايرانية مع الحضارة الاسلامية وماهي محطات هذا الحوار؟.
- ماهي اساليب الحوار الثقافي التي تعزز من روعة التعاطي بين الحضارة الإيرانية والحضارة العربية-الاسلامية؟.
- في ضوء الحوار الثقافي، ماهي الآفاق الواعدة للحضارة الإيرانية والعربية -الإسلامية والعالمية؟. 
يعتزم هذا المقال، بالاستناد على المنهج التحليلي لبيان الضروريات والفرص، والسعي للوصول الى اجابة وتقديم الحلول والافكار المناسبة في ظل الدبلوماسية الثقافية من اجل نمو وتوسيع ظاهرة الحوار الثقافي بين الحضارتين الإيرانية والعربية-الإسلامية.
يجب الاعتراف ان جميع هذه الاجوبة تشترك في نقطة واحدة، وهي ان الحديث عن القدرات والامكانيات الواضحة والكامنة في ايجاد الاعتدال والسلام الاقليمي والدولي يمكن لمسها في آفاق إحياء وتوسيع الافكار والقدرات الثقافية للحضارة الإيرانية والعربية – الإسلامية، لانه يبدو ان الحوار والتفاهم الثقافي افضل فرصة لتآزر الاراء والأداة اكثر ملائمة لقياس مستوى اهتمام الشعب للتعامل الثقافي بين الحضارات في مجال العلاقات الدولية والتي ترتبط بالعلاقات السياسية ايضا، على الرغم من ان الباحثين يعتقدون" ان القضايا الثقافية تحتل مرتبة متدنية والتي تختلف اختلاقا كبيرا عن المجال السياسي (هاشمي،1378: 217). 
ووفقا لهذه الافتراضات التي تناولها هذا المقال، يركز على اثبات ان التناغم وتعزيز القواسم الثقافية المشتركة بين إيران وعشرين دولة عربية وذلك في اطار ايجاد مشروع مستمر للحوار الثقافي في
الشرق الاوسط اولا وفي العالم ثانيا، يتميز بدور مثمر في استتاب الامن والاستقرار والسلام والصداقة والابتعاد عن العلاقات المتطرفة. 

*2-  تأريخ البحوث 
يمكن القول، في مجال البحوث التي انجزت سابقا ودراسة علاقة وتاثير الحوار الثقافي على الحضارات وتوسيع ظاهرة الاعتدال ونشر السلام في العالم، ان العديد من الباحثين قاموا بدارسة أهمية الحوار الحضاري والدبلوماسية الثقافية او حوار "نشر السلام" (Peace-building). ان من بين الابحاث الداخلية في هذا الصدد مقال بعنوان "حول سياسات الحوار الثقافي" بقلم احمد مسجد جامعي (1381: 156)،  الذي اقترح ضرورة تفعيل اساليب الحوار وفقا الامكانيات الثقافية للأمم كطريق مناسب لتحقيق اهداف السلام الدولي. ومن المقالات الاخرى ايضا مقال للكاتب علي باقر طاهري نيا بعنوان "دور الشعراء الايرانيين والعرب في الحوار بين الحضارات الايرانية  والعربية (1382: 27) ، وبرأي الكاتب ان لغة الشعر للشعراء الايرانيين له دور مهم في التبادل الثقافي والحوار الادبي، كما له دور ثقافي تأريخي مع العرب. كما ان هناك مقال اخر بعنوان" التواصل بين الحضارتين: تحليل منهجي للارتباط الثقافي بين العالم" بلقم سعيد رضا عاملي (1389: 1)، حيث اعرب عن اعتقاده في الاشارة الى موضع العولمة، ان الحوار بين الثقافات والحضارات في العصر الحديث له تعاريف مختلفة. اما الكاتب حسين كبريائي زاده فقد كتب مقالا في هذا الاطار ايضا بعنوان "الالتزامات والضرورات الدبلوماسية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في فلسطين" (1391: 63) الذي أعتبر العملية الدبلوماسية الثقافية عامل مهم في تقارب قلوب الشعب الإيراني والفلسطيني. كما ان هناك مقالا اخر بعنوان "الثقافة غطاء بناء للسيسات الخارجية الايرانية (مقارنة نصوص البحثية خلال فترات الحرب والإصلاح) بقلم احمد فاطمي نجاد (1394: 113) الذي اعرب عن اعتقاده للدور المهم للثقافة في السياسات البناءة الخارجية في فترة الحرب للثقافة الانسانية وانتصار سياسة الثقافة على سياسة التعنت. كما يمكن الاشارة في سياق ذكر البحوث الخارجية الى مقال بعنوان "تعزيز السلام من خلال المبادرات الثقافية" بقلم الكاتب  Kiki Fukushima(2011:5) حيث اشار في الكاتب إلى الدور البارز لسياسة الحوار الثقافي في وضع نهاية للحروب ونشر السلام واستمرار هذا النهج في المجتمعات الدولية. ان دراسة البحوث والمقالات خير دليل على اهمية مكانه بعض الباحثين الذين تطرقوا الى دور سياسة الحوارات الثقافية بين ايران والشعوب الاخرى، الذين اشاروا الى تكتيك اساليب الحوار الثقافي للحضارة الايرانية بشان الحضارة العربية- الإسلامية، فضلا عن توفير الظروف الضرورية لايجاد السلام والوفاق وذلك بالاستعانة بالحوار الثقافي للحضارتين الايراني والعربي- الاسلامي مما قد يتسبب في ايجادعالم خال من العنف ويتسم بالصداقة ويؤكد على التفاهم الكامل.
ان هذا الامر يؤدي الى تحديث وابتكار هذه البحوث، بالتالي يميزها عن سائر البحوث السابقة. وحسب ها فان استمرار مشروع الحوار الثقافي للحضارة الايرانية مع الحضارة الغربية من اجل تعزيز ظاهرة الاعتدال تعمل اولا على بيان ضرورة واهمية وشرح الفرص الثقافية المؤثرة وثانيا تتطرق الى شرح تكتيكات التعامل الثقافي في تعزيز التفاهم الثقافي السلمي. 

*3-  ضرورة وأهمية تضافر الجهود الثقافية بين إيران والدول العربية 
تقريبا، منذ السنوات الاخيرة من القرن العشرين وحتى يومنا هذا، ونظرا للظروف الخاصة والاضطرابات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، التي تعتبر نقطة تلاقي القوى السلطوية "(علی بور ومجموعة اخرى من الكتاب،1389: 81) فان تاثير الثقافات والحضارات الرئيسية قد عطلت في هذه المنطقة، الا ان جهود إيران في تعزيز علاقاتها وتفعيل الحوار الثقافي مع بلدان المنطقة وبصورة ضرورية امرا واضحا جدا، لهذا يجب وضع المشاريع والاطرحات الضرورية والبرامج والخطط المناسبة بتوسيع الثقافة وتفهيم الحضارة الاسلامية واهدافها المختلفة للاعداء ومنها مشروع "نشر الثقافة" والتي تخطى الغرب في هذا المجال. وعلى الرغم من ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية اكدت في خطتها التوسيعة لـ 20سنة القادمة، على اسلوب "التعامل البناء والمؤثر في العلاقات الدولية" في منطقة الشرق الأوسط كمجال هام للارتباط، والتي يمكن ايضا ان يؤدي الى التآزر الثقافي بين البلدان، بهدف تقوية السياسات الثقافية وتوفير الارضيات الضرورة اللازمة لنشر الثقافة بين الحضارة الايرانية والعربية-الاسلامية، التي تعتبر من السمة الابرز بين الثقافات والحضارات، حيث يؤدي هذا الامر في نهاية المطاف إلى تحقيق استمرارية التعاون الثقافي والمنافسة البناءة ويخلق التفاهم المتبادل بين أصحاب الثقافات. وبطبيعة الحالل ان هذا التبادل الثقافي يعمل فهم تآزر بين الثقافات المتشابهة، ابتداءا من الامرو الجزئية الى القضايا الكلية، وقبول ادارتها على اساس جدول زمني. وهنا يمكن الاشارة الى الاسباب الثقافية وضروريات الامور الثقافية، والى الاهتمام بالحوار الثقافي بين إيران والدول العربية ، بشكل عام ، يمكن الاشارة الى بعض ضروريات تناغم الثقافي وكما يلي: 

*3-1- التهديدات الخارجية وانعدم الأمن الثقافي
ابتداءا، ان التهديدات الحالية لشعوب الشرق الأوسط، من الاحداث السياسية والتهديدات العسكرية إلى الاختلافات الدينية التي القت بظلالها الثقيل لسنوات عديدة على سكان هذه المنطقة، والتي تعتبر كلها مجموعة من خطط الأجانب التي نقلوها خطوة بخطوة وضمن تقديم مقدماتها اللازمة إلى هذا الجزء من الكرة الارضية، تعتبر كلها تهديدات خطيرة وجادة على الأمن الثقافي لهذه المنطقة، لان هذه التحديات لها اثارسلبية في مجال الثقافة ( اللغة، وانماط الحياة  الثقافية والدينية والاجتماية) أكثر من اي مجال اخر، وبالتالي سوف تظهر قدرا كبيرا من التطورات الثقافية في المجالات الاخرى، وكما ان "الهوية الثقافية الوطنية في اي بلد تشكل جزءا هاما من البنية التحية وهياكل حكوماتها" (بوزان،1378: 147).
ويمكن الاشارة إلى ان أهم أسباب الخطط والدسائس الغربية لتهديد منطقة الشرق الأوسط تعزى إلى العوامل التالية: تواجد ونمو التيارات الفكرية المتطرفة والجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة، وداعش، وجبهة النصرة وجيش الفتح وبقية الجماعات والتيارات التكفيرية المرتبطة بها، وايجاد الانقسامات وخلق التفرقة العرقية والدينية للاكراد والشيعة وسنة السعودية وسوريا ولبنان والعراق، وإثارة الصراعات الأيديولوجية مثل إنشاء القومية العربية " Pan- Arabism" والقومية التركية "Pan- Turkism" والقومية الفارسية " Pan- Turkism" في مواجهة الاسلام "Pan- Iranism" وتوسيع الثقافة الخاطئة للدين الاسلامي الحنيف بالاضافة الى نشر الثقافات الغربية الخاطئة في اطار الحرب الناعمة " Soft War" القوة الناعمة " Soft Power" ومحاربة الإسلام الثقافي والسياسي وتعزيز التواجد العسكري في المنطقة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والتطرف فضلا عن انتشار العلمانية وهلم جرا..ان هذه العوامل تعتبر جميعها من جملة التحديات المشتركة لدول المنطقة التي تهدد الامن الثفافي لدول هذه المنطقة، بالاضافة إلى عوامل عدم الاستقرار وركود العلاقات الثقافية على الصعيدين المحلي والدولي من اجل وضع حاجز امام التقارب مع الحضارات والثقافات الاخرى. بطبيعة الحال، فإن هذه المخاطر ستؤدي الى بروز مخاطر ومخاوف جدية للمصالح الثقافية، بصرف النظر عن المصالح السياسية والاقتصادية، إلى إيران والدول العربية في المنطقة ودول الجاور. 
في هذا السياق، أن فهم حجم الكارثة والتهديدات التي تستهدف الحضارة الروحية للعالم الإسلامي والعالم، مثل مايحدث الان في سوريا والعراق، وفهم المخاطر النابعة من التيارات والحركات المتطرفة التي تبدو في الظاهر، دينية فكريا، والتي سوف تدرك جميع الدول الاسلامية والحضارات عاجلا أو آجلا حقيقة هذه الحركات والتيارات، يتطلب من البلدان التي تتقع ضمن مرمى اسهم هذه الحركات ومخاطرها، وللاسف فان حكومات دول الخليج الفارسي معرضة اكثر من غيرها لهذه التهديدات، يتطلب منهم التقارب " Integration "والحوار والشراكة أكثر من أي وقت مضى وذلك للتعامل مع هذه الهجمات التي تكون في بعض الاحيان عنيفة واحيانا سرية مخربة.
اذن ان اغلب هذه التهديدات ذات طابع فكري - ثقافي، ويتم حقنها للدول والافكار العامة لشعوب المنطقة وفق خططا معدة سلفا، ولذا من الضروري على إيران والدول العربية في المنطقة ولاجل مواجهة هذا الهجوم الثقافي، اتخاذ تدابير بشكل وحدة ثقافية " Cultural Unity" والتركيز على على الدبلوماسية الثقافية ووضع وتنفيذ خطة مشتركة ذكية وحكيمة، رغم انه لم تقدم لحد الان نموذجا للتعاون وتنمية المجتمع    (رهبر و آخوندمهریزي،1387: 143). في حين ان هذه الاستراتيجية يجب ان يستخدم فيها افضل الاستثمارات والقدرات الثقافية – الفكرية الغنية الملموسة وغيرالملموسة لدول المنطقة، بما في ذلك مجموعة متنوعة من المجالات الأدبية والفنية، والهندسبة العمارية، ووسائل الإعلام ومجموعة متنوعة تتمكن من خلال تآزر التقاليد والسنن المحلية من مواجهة العنف والتخلي عن التعصب الانتصار على هذه التهديدات . وفقا لهذا، يجب الوقوف امام هذه التهديدات التي تتعرض لها المنطقة بمستوى فعال من خلال التحالفات الاستراتيجية وسبل التعاون الثقافي التي يمكن ان تتحقق بصفة مشتركة، ومؤثرة وعلى شكل وضع برامج قصيرة الامد وثم برامج طويلة الامد، لتحقيق نتائج جيدة في المجالين الامني  والسلمي لدول المنطقة. 

*3-2- تحديد المشتركات الثقافية
وفقا للمؤرخين، ان الحضارة الإسلامية تتكون من جزئين اثنين. الجزء الأول هي الحضارة الإسلامية الأصيلة التي يطلق عليها اسم حضارة الإبداع والابتكار والتي مصدرها الوحيد هو تعاليم ومفاهيم الإسلام الحنيف، الذي شهده العالم لاول مرة، والجزء الثاني هو الجزء الحضاري الذي اقامه ونشره المسلمون بصورة تجريبة ملموسة وقد سميت بحضارة النهضة والإنتعاش. ان هذه الحضارة وبهذا المفهوم الشامل تنامى في ظل التراث المشترك لحضارات الامم الاسلامية وتحت راية الإسلام والتي شارك في بنائه الجميع (التویجري،2015: 12). ان هذين الجزئين للحضارة الإسلامية تشمل على الحالات التالية: ولادة وتطور الحضارات، مثل المواقع المقدسة في القدس القبلة الاولى ومكة المكرمة القبلة الثانية للمسلمين، وتنمية وتطوير المزيد من المعارف العلمية والهندسية والادبية في العالم، وكذلك الموارد البشرية الكبيرة وتشكيل المراكز الرئيسية للارتباط التجاري بين الشرق والغرب في منطقة الشرق الأوسط وكذلك طريق الحرير القديم، كلها اجتمعت لتكون سببا لتكون هذه المنطقة "العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي" (رهبر و آخوندمهریزي،1387: 145)؛ اما للأسف حتى الآن لم تحظى القدرات الثقافية في هذه المنطقة اهمية كافة في العلاقات الدولية.
ان استمرار تشكيل المكونات الثقافية بين إيران والدول العربية، على مستوى مقبول وذلك من خلال خلق تحركات جادى والتخطيط، تعتبر كلها تدابير في طريق تفعيل الحوار الثقافي للحضارة الايرانية والعربية- الإسلامية يجب البحث عنها من اجل استتاب الاستقرار، لانها تعتبر العامل الاكثر اهمية في تعزيز العلاقات بين الحضارة الإيرانية العربية – الإسلامية. ويرجع ذلك الأمر إلى وجود جوانب التشابه بين الحضارات، ونفس الاحداث التارخية ودين مشترك ولغة مشتركة وهي اللغة العربية التي كانت في فترة من التاريخ.     
وحسب هذا فان دراسة وفهم الاشتراكات الثقافية التي تشكل جزءا كبيرا من المجالات العلمية واللغوية والدينية والفنية والشخصيات الخالدة مثل: ابو رحيان توحيدي" Abu Hayyan al-Tawhidi" وابن سيناء"Abu Ali al-Husayn ibn Sina " وابو نصر الفارابي " Abu NasrMuhammad al- Farabi"والمؤلفات الفريدة التي استمدت من معين فكر الحضارتين الايرانية والعربية –الإسلامية، التي لايمكن نسيانها في كلا الحضارتين لانهما احتلوا مكانة خاصة فيهما ولاينبغي نسيانهم وإسدال الستار عنهم بسهولة، بل على العكس من ذلك، ينبغي ملاحظة هذه الامر لسوق الامم بضرورة االاعتماد على هذه القواسم المشتركة ومشاريع الصداقة والسلام، نحو اقامة وتعزيز العلاقة السلمية. 
كما يمكن ملاحظة اثار الادب الصوفي لكبار الشعراء الايرانيين مثل حافظ والعطار وجلال الدين الرومي بوضوح في رويات الأدب العربي التي حازت على جائزة نوبل، نحيب محفوظ، وبطبيعة الحال، فانه مع كل الانتماءات والقواسم المشتركة، لم يحظى المعرفة الثقافية بقدر كاف من الاهتمام في الحضارة الإيرانية والعربية – الإسلامية، ولايمكن تبرير هذا الامر في ظل الازمات التي تعاني منها المنطقة. على سبيل المثال يمكن القول في مجال التاثر والتاثير الطقوس والتقاليد واشتراك اللغة، ان هناك عدد كثير من الإيرانيين في جنوب وجنوب غرب البلاد يشتركون في ثقافتهم وآدابهم وعاداتهم مع الثقافة والعادات العربية ويتحدثون باللغة العربية، كما ان هناك عددا من سكان الدول العربية مثل الكويت والبحرين والإمارات والعراق يعيشون وفق الثقافة الايرانية وبعضهم يتكلم باللغة الفارسية (نبهاني ¬زاده،1393: 2). 
في هذا الاثناء، فان الضرورة تقتضي ايجاد حوار مشترك والعمل على تحسين مستوى العلاقات الثقافية بين إيران والسعودية مصر بصفتها دول كبيرة مقتدرة ولهم القدرة على التاثير في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
ونظرا لتوسع مساحة الثقافة بين الدول الاسلامية يمكن تقوية هذا الفكر الثقافي المشترك والذي يحتاج الى برنامج دقيق بهدف تفعيل التعامل والتناغم الثقافي وتعزيز سبل التعاون الاقليمي لتحقيق المستوى المطلوب من تعامل الثقافي املا في الوصول الى توسيع ظاهرة الاعتدال والسلام العالمي. 

*3-3- التحديث واشاعة الثقة بالثقافة 
ان عدم ثقة الشعوب بثقافتهم والتي طالما تستمد هذا المفهوم من الشعور بالنقص في موجهة التطورات السريعة والنجاحات السريعة للشعوب الاخرى، تشكل تحذيرا لتلاشي ثقافتهم الذاتية، ولاجل موجهة هذا الامر ينبغي تعزيز التعامل بروحية الثقة بحضارتهم، وإحياء ثقافة وقيم حضارتهم الخاصة بهم، حتى تتمكن الشعوب من تطابقها مع محيط ثقافتهم والحد من اوجه القصور فيها. تجدر الاشارة الى ان جزءا من أسباب عدم الثقة بالثقافة الذاتية تتعلق بالتفاعلات الفكرية - الثقافية غير المتوازنة بين الحضارات والشعوب. 
" بلا شك ان التفاعلات التي خططت في مستوى أعلى او أدنى، ستكون اساس غير مناسب للتوسع بين الثقافات للتوسع، حيث ان وجود مثل هذه الهيمنة الثقافية يعتبر نموذجا يفوق على الثقافات الاخرى    (ابراهیمي¬ فر،1385: 265) كما ان قسما من الدعايات الكاذبة للشعوب بعضها تعد سببا للانقراض الثقافي لهذه الشعوب. 
نظرا لهيمنة الغرب والدعايات السلبية الواسعة لاميركا وإسرائيل في العقود الأخيرة، ضد إيران وبقية الدول العربية في المنطقة، على شكل كراهية الاسلام والخوف منه، فقدت هذه الدول وشعوبها مكانتها الاطمئنان بها على الساحة الدولية، وبالتالي يجب تشكيل لجنة تعامل ثقافية فعالة بهدف استعادة القيم الحضارية الفعالة تحت عنوان الصحوة الاسلامية لاحياء الحضارة الإسلامية العظيمة. ويمكن لهذه الخطوة ان تؤدي  دورا هاما في عملية تعريف الوجه الحقيقي للحضارة الاسلامية في البلدان الاسلامية وفي العالم ايضا، بالاضافة الى احياء ثقة الشعوب بثقافاتها وهويتها .  
من ناحية اخرى، ان تشكيل هذه اللجنة الخاصة بثقافة الحضارة الإيرانية والعربية - الإسلامية  امرا لازما وضروريا لتقوية العلاقات الثقافية بين الحضارات وزيادة التقارب والصداقة بين الشعوب. وعلى حد قول إقبال لاهوري" Mohammad Eghbal Lahouri" ( ان المسؤولية التي تقع اليوم على عاتق المسلمين ثقيلة جدا. فعلى المسلمين اليوم وبدون قطع ارتباطهم بالماضي، العمل من جديد لتشكيل جهاز اسلامي فعال (لاهوري،بي ¬تا:112)؛ لانه في حالة التكاسل وعدم الاهتمام لاداء هذه المسؤولية ستعاني الحضارات على المدى البعيد من أزمة في هويتها الثقافية. ولهذا ينبغي للمفكرين والنخب والفنانين والسياسيين والاشخاص الذي يعملون في بيان وتوجيه الثقافة في العالم الاسلام وبين الشعب الا يراني وشعوب الدول العربية، الشعور بالثقة بثقافتهم وان يعملوا على البحث عن اساليب تحقيق هذه القيم والمباديء.  وفقا لذلك فان تشكيل طاولة للحوار بين إيران والدول العربية لنشر الثقافة المحلية الاصيلة وبيان القدرات التارخية والحديثة للحضارة الايرانية والعربية – الاسلامية، وتربية الافكار المستقلة وذلك بجهودها لرامية  الى تحددي الاضرار ونقاط الضعف ومحاولة حلها، وتعزيز الثقة الثقافية، والتحرك في مسيرة السلام والاعتدال في العالم وكذلك اداء دورا مهما ومؤثرا في مجال التقارب الثقافي للبلدان في المنطقة مثل إيران والسعودية ومصر والإمارات والأردن والجزائر وتونس ..ضرورة لايمكن غض النظر عنها او تجاهلها. 

*3-4- تطوير التكنولوجيا، والتقنيات الإعلامية، وتعزيز العلاقات الثقافية   
في العقود الأخيرة من القرن العشرين و أوائل القرن الحادي والعشرين، القى النمو السريع لمعدات وسائل الإعلام الحديثة والانترنت والأقمار الصسناعية والاتصالات العابرة للحدود بين لناس في العالم، والعلاقات الثقافية ونقل البيانات وتبادل المعلومات القت بضلالها على المعايير والعادات الثقافية وعملت على تغيرها، كما اوجدت الظروف المناسبة على ربط الثقافة بالتكنولوجيا. في ظل هذه الاجواء المتغيرة اعتمد على التكنولوجيا كاسلوب لنقل وتبادر القيم الثقافية بصورة سريعة من أرض إلى  أرض اخرى، مما ادى الى تضعيف الاهتمام بعقائد وقيم وثقافة الشعوب، وان هذا الامر ادى بالتالي الى اختلاف الثقافات وتذكية الصراعات والتحديات الثقافية وتغيير الهوية بشكل كبير" ان هذا النوع من الثقافة، جعل الاجابة على التساؤلات تحتاج الى معرفة وادراك قيم تلك الثقافة" فرهنكي،1395: 1). بالطبع الى جانب هذا الموضع يجب ان لا ننسى الامكانيات والظروف المتكافيء لنشر القيم كما ان هناك الى جانب هذه النقطة توجد اختلاف في القدرات الثفاقية للحضارات المختلفة (قوي ، ضعيف او صغير او كبير) وان غياب ادارة فكرية ومشرفة اخلاقيا سوف تؤدي بطبيعة الحال الى خلق اجواء من التغييرات الثقافية السيئة. ومن الواضح ان على الحكومات ولاجل تنظيم اتصالاتها الجديدة  والوصول الى الاجواء الهيمنة الثقافية لابد لها من سلطة ثقافية عظيمة، الاستفادة المثالية والمطلوبة من هذه الاليات لتعزز بها ثقافتها الأصيلة الخاصة بها. ولاجل  توسيع سبل التعاون الدولي لإيران مع الدول العربية ينبغي الاهتمام بالخصائص التكنولوجية السريعة، ينبغي تقوية وتعميق القيم الثقافية- الإسلامية، وتوفير الظروف اللازمة من أجل تطور الأساليب الكمية والنوعية بالاضافة سهولة التعامل مع التغييرات الروحية الاسلامية والاهتمام بالبنى الحضارية الاسلامية وذلك من خلال التعاون الثقافي، وكذلك فان تعزيز العلاقات الثقافية مع الشعوب الاسلامية وسيلة مؤثرة وفعالة للتغلب على الغزو الثقافي العميق للاجانب.
*4- فرص وإمكانيات التفاوض  الثقافي للحضارة الإيرانية والعربية- الإسلامية" Cultural Negotiation" والتغيرات والتحولات للعلاقات الثقافية في العالم المعاصر، تعتبر عن قصد او غير قصد، بوابة فرص اجراء الحوارات الحضارية بعضها مع البعض. في مثل هذه الظروف فان الحفاظ على تطوير وتقوية وتعزيز هذه الفرص، يساعد على اجراء حوار ثقافي واسع وقوي من اجل خلق دبلوماسية ثقافية حكيمة، باعتبار ان الفرص والامكانيات المختلفة بامكانها التطرق الى قضايا الوحدة والتكاتف والتعامل والسلام في الساحة الدولية. الفرص التي نشأ بين الثقافة وحضارة الشعوب الإيرانية والعربية تتمكن من الاعتماد على خلفيتهما التاريخية العريقة للحد من الهيمة العالمية. ولهذا يبدو، ان التقييم الدقيق للقيم الروحية وتقوية ركائز الامكانيات الثقافية وبناء صرح للتعاون المربح للجانبين وإزالة القيود المفروضة على العلاقات الثقافية الايرانية والعربية وتوجيها نحو مواقع افضل سوف يساعد على اجراء حوار يسوده فكر وفهم مشترك والابتعاد ن الهيمنة الفكرية.
ان هناك عدد كبير من الفرص والامكانيات في كل من الحضارة الإيرانية والعربية- الإسلامية، ولاجل التقارب بين هذه الامكانيات لكلا الحضارتين من الضروري اجراء تفاوض على مستوى حضاري مشترك.

ومن اهم الخطوات البارزة للتعاون الثقافي بين الحضاريتن الإيرانية والعربية – الاسلامية:
*1- الاهتمام بتعليم ونشر اللغة الفارسية والعربية في مؤسسات التعليم العالي ومؤسسات ومعاهد تعليم اللغة بصفتها العنصر الاول في بناء روابط قوية من الصداقة والتفاهم الثقافي. 
*2- تاسيس لجان للحوار بين الأديان والمذاهب الإسلامية لتعزيز التفاهم الديني وتقوية مفهوم الاعتدال لتحقيق سلام شامل ومصالحة مستديمة وتفاهم من اجل حياة سلمية.
*3- منح الفرص السريعة للحصول على تاشيرات متبادلة الى الممثلين البارزين والمؤثرين في الحضارة الإيرانية والعربية. ويشمل على الشخصيات البارزة في المجالات العلمية والثقافية والفكرية والفنية .. 
*4- اقامة جمعيات صداقة بين الشعب الإيراني والشعوب العربية لخلق مناخ افتراضي اوفتح مراكز وملحقيات ثقافية في كل من ايران والدول العربية. 
*5- الاهتمام للامكانيات والقدرات التعليمية والبحثية بما في ذلك: رفع مستوى التبادل العلمي وتقوية التعاون الجامعي الأكاديمية وتحديد المؤسسات العلمية الإيرانية والعربية مع بعضها البعض وتوفير الفرص التعليمية لاصحاب العلاقة والتبادل العلمي والطلبة الجامعيين.
*6- رفع مستوى الإنتاج الثقافي في مجالات الأدب والفن والموسيقى بصفتها كنوز عظيمة للثقافة والتراث الثقافي الغني الإسلامي. 
*7- إثراء مجال الترجمة العلمية والأدبية والثقافية والتعليمية والفلسفية و.. واشاعة البرامج الثقافية لكلا الحضارتين بصفتها البوابة الرئيسية لمعرفة اهتمامات الشعب الإيراني والشعوب العربية لبعضهما البعض الاخر، ولكونها طريقا مهما ومفيدا لنشر الثقافتين. 
*8- توفير فرص جذب الاستثمارات في مجالات الثقافة مثل نشر الكتب والمجلات و.. .    
*9- ابداء وسائل الاعلام المزيد من اهتمام في كلا الحضارتين لنشر الثقافة المشتركة للاسلام الاصيل لكلا الحضارتين على حد سواء عن طريق انتاج ومبادلة البرامج ذات الهوية الثقافية. 
*10- اقامة المؤتمرات الأكاديمية والثقافية من أجل تعزيز التفاهم والسلام في العالم. 
*11- عقد وتحديد الايام الثقافية في كل من إيران والدول العربية، على سبيل المثال: اقامة الاحتفالات بمناسبة اعياد راس السنة الشمسية (نوروز) في الاراضي العربية واقامة الايام الثقافية المذهبية للحج في إيران وبقية الدول الاخرى في العالم. 
*12- جذب الاستثمارات السياحية وتحسين المرافق السياحية والخدمية بين الشعبين الإيراني والعربي لمعرفة المزيد من المعارف لكل منهما.
*13- خلق ارضيات التفاهم الثقافي من خلال تبادل السينمائي والتلفزيوني عن طريق تبادل البرامج الاذاعية والتلفزيونية والمسرحية.
*14- تهيئة الارضيات المناسبة والكافية لنشر وعرض المنتجات الثقافية في مجال السينما والتلفزيون في إيران والدول العربية. 
*15- تشجيع اقامة ارضية الاهتمام بالفنون والحرف اليدوية، والعمارة الاصيلة الايرانية والعربية –الإسلامية ونشرها في العالم، بأعتبارها واحدة من الجماليات الفكرية والروحية الإيرانية والعربية، بالاضافة إلى انها تعتبر أداة شاملة في إرساء السلام واقامة العلاقات بين الحضارتين.
*16- اقامة وزيارة المعارض المحلية و الدولية في كل من إيران والدول العربية الاقليمية باعتبارها فرصة مناسبة وجيدة وممتازة للتعرف على الهوية الثقافية لبعضهم البعض الاخر.
*17- زيادة المناسبات الرياضية من خلال اقامة المسابقات الاقليمية من اجل تعزيز التحالف بين الحضارة الايرانية والعربية –الإسلامية. 
*18- إقامة مراسم خاصة، بهدف تقديم الشخصيات البارزة والمؤثرة الفعالة في تأريخ الحضارات، من العلماء والفنانين والفلاسفة ، في كلا الجانبين. 
*19- تأسيس المؤسسات الثقافية الإيرانية والعربية وتشجيع المهتمن للتواجد والمشاركة في هذه المؤسسات واقامة الانشطة الثقافية الإيرانية والعربية مثل نشرالمجلات والصحف المحلية باللغة الفارسة والعربية.
*20- الاستفادة الفعالة والواسع للتكنولوجيا وتقنيات الاتصالات ووسائل  الاعلام الانترنتية والاقمار الصناعية من اجل خلق اجواء ثقافية تفاعلية صحيحة.  
*5-  اساليب تعزيز الحوار الثقافي بين ايران والدول العربية
من خلال معرفة الامكانيات الذاتية وتحديد اهم الاليات والفرص الثقافية المؤثرة في كلا الحضارتين الإيرانية والعربية - الإسلامية، من  الضروري اتباع تكتيكات مدروسة لمواجهة السلطوين الغربيين والمجموعات التكفيرية والتيارات المتطرفة التي تدور في فلك القوى السلطوية، ووضعهم خطط مخربة هادفة للانظام الثقافي في منطقة الشرق الأوسط. ولهذا ينبغي تعاون الحكومة الإيرانية والحكومات العربية لوضع الحلول الكفيلة بالتصدي لمزيد من نفوذ هذه المجموعات والحركات في المنطقة وكذلك تقوية العلاقات المتبادلة والتعاون البناء والتفكير في سبل تزايد فرص السلام والاستقرار والصداقة في النظام العالمي والعمل على تهيئة الحلول السريعة ذات الكفاءة العالية.  فمن خلال اثار هذه الاستراتيجية القائمة على مكانة ايران والدول العربية يمكن الاشارة الى تغيير الذهنية الخاطئة في العالم، حول إيران والدول العربية، لان اعداء الإسلام  وإيران واكثر الدول العربية يقدمون صورة مشوهة قائمة على اساس العنف وانعدام الثقة، ومن هنا فان اتباع هذه الاستراتيجية والسياسة تمكنها من القضاء على هذه العقلية المعادية وتقديم الوجه الناصح والحقيقي والمعتدل والسلمي للعالم . 
في الظروف والاوضاع الحالية التي تمر بها إيران في الساحة الدولية وبعد حل ملف إيران النووي قد خلقت اجواء معتدلة، وبالتالي يمكن ان التحدث عن إيران كدولة ثقافية اهلا للحوار الحضاري الاسلامي بشأن اجراء حوار ثقافي حضاري تطبق المعايير الاسلامية السامية ، وبيان قدراتها على الساحة الدولية وذلك في اطار اساليبها الاصولية وفي ظروف بعيدة عن التوتر. 

يمكن بيان ترتيب هذه التكتيكات والبرامج في الحالات التالية:    
*1-5- ايجاد حوار ثقافي توسعي شامل

في هذا الحوار، يتم في المجال الثقافي، متابعة التصدي للثقافة الإمبربالية والتاكيد على تنمية الثقافة المحلية وثم متابعة تعزيزها خارج الحدود. اما المصطلحات الرئيسية المستخدمة في الحوار الثقافي فهي عبارة عن: الحوار الثقافي، والثقافة الإسلامية، والتآزر الثقافي و التطور الثقافي وما شابة ذلك.  في هذه التكتيكات تسعى البرامج الثقافية للحضارتين الإيرانية والعربية - الإسلامية لحفظ واستمرار القيم الداعية للسلام والاعتدال الحضاري الإيراني والعربي-الإسلامي وكذلك تصدير هذه القيم الى اقصى نقاط العالم. في هذا الصدد، يجب ان يتابع المنتدى الثقافي لكلا الحضارتين نشاطين على حد سواء، نشاط داخلي ونشاط خارجي. اما على المستوى الوطني، تركز هذه الانشطة على الثقافة الداخلية وتعمل على تقوية الثقة بالثقافة والايمان بالقيم والمباديء  المحلية وفي المرحلة الثانية، يتم بيانها على مستوى النظام العالمي باعتبارها مركز ثقافي مقتدر لانه " من الناحية النفسية يخلق هذا الامر حالة من الاشتياق الواسع في المجتمعات الغربية لكي توصل نفسها الى هذا المركز الحقيقي الذي يجسد جميع الآمال والعالم المثالي الذي وصف لهم" (صدیق،1389 :25). على هذا الاساس من الضروي ترسيخ الخطاب الثقافي بصورة تصاعدية ابتداء في الداخل وثم الانتقال الى خارج الحدود.
*2-5- التعامل المؤثر" Interaction Affective" مع الحكومات العربية ودعوتهم للتعايش السلمي. 
ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنذ العصور القديمة حتى يومنا هذا، تتمتعت بالاضافة الى موقعها الاستراتيجي، بقدرات ثقافية متفوقة على الدوام مقارنة مع بقية دول العالم، استطاعت من خلالها ان تستفيد من هذه الامكانيات ان تعزز تاثيرها على الساحة الدولية. بعد انتصار الثورة الإسلامية في شباط عام 1979 (1357 هـ.ش) " اتخذت الثقافة الايرانية شكلا ايديولوجيا ، بحيث نجحت ان تكون نموذجا جيدا يحتذى بها في مرحلة معينة، الكثير من الحركات الاسلامية من غرب افريقيا الى الشرق الاوسط وآسيا الوسطى (ایزدي و خلفي،1390: 48). ان اقامة حوار ثقافي مستمر بين إيران والبلدان العربية بصدد نظرية الحوار الحضاري الى جانب اقامة المؤتمرات والمنتديات الثقافية الوطنية والدولية، تعد فرصة من قبل الحضارة الايرنية الى حضارة الدول العربية لكي تطرح هذه الدول نفسها على الساحة الدولية وتعرف نفسها للشعوب والحضارات الاخرى وتوصل نفسها الى مواقع متقدمة في الحضارات العالمية الاخرى في العالم. ان التفاعل الحضاري الإيراني والعربي- الإسلامي تدعوا المسؤولين من خلال الارتباط باصحاب الفكر، تربية اصحاب الثقافة وتعزيز القدرات الثقافية لبعضهم البعض الاخر، من خلال التعاون والتعامل والمشاركة في النشاطات الفكرية الثقافية. ووفقا لهذا، ينبغي ان تاخذ الانشطة الثقافية البناءة للجمهورية الإسلامية الإيرانية شكلا تنظيما ، وان تسعى بالاضافة الى ارتباطها المؤثر مع الحكومات العربية التعامل مع النظام العالمي لكي تتمكن من تذليل التحديات وتوفير الامكانيات والفرص الاصيلة واثراء ثقافتها والسعي لتنمية قدراتها الثقافية. 
*3-5- المشاركة الفعالة في التكتيكات الإقليمية في اطار برامج ثقافية مشتركة
لما كانت العلميات الدولية تتناسب مع المشاكل والاحتياجات الدولية، لذلك فان تجاهل وعدم اهتمام لهذه العمليات ستؤدي بالتاكيد الى نسيان وتقليل أهمية المصالح الوطنية على الساحة الدولية. ففي مثل هذه الحالة فان انسب وافضل اسلوب هنا،هو الشراكة المستمرة في تحديد مسار هذه العملية. ان العمليات الأساسية التي تتعلق بالوضع في الشرق الاوسط، تشكل منظمة ثقافية مشتركة تتالف من ممثلين من حكومات الدول ذات العلاقة في هذا المجال، التي غالبا ما تكون لغة هذه الحكومات عربية وفارسية. ان واحدة من المشاكل الاساسية والقديمة التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، التي تناضل إيران والدول العربية من اجل التغلب عليها، هي اثارة الحروب المستمرة وظهور الجماعات الإرهابية وحركات التطرف الفكري مثل تنظيم القاعدة في افغانستان وداعش في سوريا والعراق. ولهذا فان حل هذه المشكلة لن يكون ممكنا من دون تعاون الحكومات الإسلامية في المنطقة. ووفقا لذلك، يجب القول ان تاسيس المنظمات الثقافية والفكرية هي بمثابة واحدة من الاساليب المؤثرة والمهمة للخروج من هذا المأزق، وان تعميق سبل مشاركة وتعاون إيران مع الدول العربية في اطار برنامج ثقافي محدد، يعتبر طريقا اساسيا لعلاج هذه المشكلة وتحريك العالم نحو ساحل السلام والامن والاعتدال.
*4-5- الاستفادة من الدبلوماسية الثقافية المؤثرة في مجال التقارب 
ان معظم دول الشرق الأوسط تتمتع بمجالات مشتركة مثل الفكر والثقافة والتاريخ المشترك والحضارة العريقة التي ترجع الى آلاف السنين. ولهذا فان هذا الامر يتسبب في ايجاد تعامل ثقافي افضل مع بعضها البعض ويوفر الفرصة للاستفادة من الامكانيات والقدرات الثقافية المشتركة اكثر فاكثر. ان تحقيق هذا الامر يتطلب التقارب والتضامن في استخدام برناج ثقافي قائم على الدبلوماسية الثقافية فعالة ويومية من أجل إنشاء منطقة ثقافية إسلامية موحدة، لمواجهة مشروع "الشرق الاوسط الكبير" الامريكي في منطقة جنوب غرب آسيا. وعلى المسؤولين الايرانيين والعرب ان يعلموا ايضا ان " جهود توسع وتعزيز المجال الثقافي- الحضاري هي فوق كل جهد من اجل تحقيق المصالح الوطنية لهم" (واعظي،1387: 59). ولذلك فان الاعتماد على القدرة الدبلوماسية الثقافية  ومكانتها في الساحة الدولي لايجاد السلام والوحدة وتهيئة الارضية المناسبة لحركة وسوق الامم نحو التفاهم والاعتدال والتعامل الثقافي على المستويين الوطني والدولي، من شانها ان تحقق نتائج مفيدة.  

الاستنتاج:
ان ما يسمى في الوقت الراهن بالحضارةالاسلامية والحاضرة في الساحة الدولية، هي نتاج فكري ثقافي وحضاري ايراني- عربي- إسلامي لايمكن انكاره، تعرضت في الدول الاسلامية في منطقة الشرق الاوسط خلال العقود العديدة الماضية، لحملات التضعيف للقضاء عليها وبطرق مختلفة من قبل المستعمرين الغربيين. 
في هذا السياق، فان الكريق للخروج من هذا المأزق يتقرح على ايران والدول العربية بصفتهم واحدو من اهم الطرق واكثرها تاثيرا حلا معينا وهو تقديم ومتابعة سياسة خاصة تقوم على اساس الحوار الثقافي للحضارة الإسلامية بين إيران والدول العربية. ولذا يجب:   
*1- نظرا الى تصاعد حدة التوترات السياسية بين دول منطقة الشرق الأوسد وتزايد التواجد العسكري الغربي واثارة سياسات تذكية الحروب والقضاء على الثقافة وظهور الجماعات الإرهابية في كل بضع سنوات في هذا المجال،  وباسماء مختلفة في منطقة الشرق الأوسط، يعتبر تهديدا حقيقا للثقافة والحضارة الاسلامية في المنطقة  لايمكن انكاره باي شكل من الاشكال. لذلك فان هناك كل يوم ضرورة ملحة لوجود حوار ثقافي بين دول المنطقة .
*2-  في الوقت الذي كان فيه الغرب يقف امام اي تطرر في الشرق الاوسط، فان إعادة تقييم وتعزيز العلاقات الثقافية من خلال الدبلوماسة الثقافية وحور الحضارات بين الدول الكبيرة وبيان الحضارة الاسلامية مثل: إيران والسعودية ومصر من اجل حل المشاكل والقضايا الثقافية يعتبر اليوم امرا حيويا ومؤثرا وجيدا للمسلمين. ولهذا فان بيان القواسم الثقافية المشتركة، ونشر الثقة بالثقافة الذاتية وتوسيع وتطوير التقنيات الاعلامية تعتبر كلها من جملة الفرص لتفعيل الحوار الثقافي الإيراني والعربي- الاسلامي. 
*3-  الاشارة الى نتائج تعريف هذا البحث، بهدف معرفة التهديدت الثقافية، باعتبارها سياسات عالية يمكن الاستفادة منها لايجاد حوار ثقافي شامل. ويمكن تبني سياسة معتدلة من التبادل الثقافي بين إيران والدول العربية لتوفير الارضية المناسبة للدعوة الى التعايش السلمي بين هذه البلدان، وان الاستفادة من الدبلوماسية الثقافية التي تمتلك جوانب عدة تعتبر من افضل الاساليب والطرق التي لاتضاهيها اية وسيلة من اجل تفعيل التعامل بين الحضارات هذه الدول. 

المصادر   
-ابراهیمي فر، طاهره (1385)، نماذج بناء الثقة في منطقة الخليج الفارسي/ الطبعة الثانية /طهران مركز الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية.
- اقبال، جاوید (1376)، سیدجمال الدین ونهضة اتحاد الدول الاسلامية، مجلة الثقافة والتاريخ المعاصر السنةا السادسة العدد/ 23-24، ص410-424.
- ایزدی، جهانبخش و فرزاد خلفي 2011(1390)، «استراتيجيات تحقيق اثار مفيدة وفعالة في النظام الدولي مجلة العقيدة السياسة/ السنة الثانية العدد الثالث ص 43-68.
- بوزان، باري 1999(1378)، الشعوب والحكومات والخوف/ معهد الدراسات الستراتيجية.    
- التویجري، عبدالعزیزبن عثمان (2009)، الدبلوماسیة الإسلامیة فی خدمة الحوار و السلام، المنظمة الإسلامیة للتربیة و العلوم و الثقافة-إیسیسکو.
- 2015، خصائص الحضارة الإسلامیة و آفاق المستقبل، الطبعة الثانیة، منشورات المنظمة الإسلامیة للتربیة و العلوم و الثقافة- إیسیسکو.
- جمشیدیها، غلامرضا (1387)، الحضارة الاسلامية، مجلة التاريخ الاسلامي، العام التاسع، العدد 3-34، ص207-227. 
-حسیني، سید محمد (1380)، العولمة، فرص ام تهديد، صحيفة جام جم السنة الثانية العدد 459. 
- رضوي ¬راد، محمد (1382)، تعارض او تعاطي الثقافات/ مجموعة من المقالات التي قدمت للمنتدى الدولي لحوار الحضارات شتاء عام 2003 ص45-59.
- رهبر، عباسعلي و مسعود آخوند مهریزي 2008 "الامكانيات الثقافية المؤثرة على التقارب في منطقة حنوب غرب آسيا " مجلة استراتيجة الياس" العدد 16، ص 142-160.
-صدیق سروستانی، رحمت الله و قاسم زائري2010(1389)،تقييم الخطاب الثقافي بعد الثورة والاتجاهات الاربعة المؤثرة على السياسات الثقافية في الجمهورية الاسلامية/  مجلة السياسة الثقافية/ العدد 54 ص 10-38.
-طاهري¬ نیا، علي باقر 2003(1382)، دور الشعراء الايرانيين في الحوار بين ايران  والعرب مجلة العلوم الانسانية المجلد 10/ العدد 3-4 ص 27-34.
-عاملي، سعیدرضا 2010(1389)، الارتباط الدولي المتبادل بين الحضارات تحليل منهجي للعلاقات الثقافيثة في العالم/ مجلة التحقيقات الثقافية المجلد الثالث/ العدد التاسع ص 37.
-علي¬پور، عباس وعلي بختیارپور ومحمد درخور2010(1389)، «ضرورات بسط الجيوساسة للتنمية الايرانية في الشرق الوسط  والتاكيد على التطورات  الاخيرة" مجلة آفاق الامن/ السنة الثالثة العدد التاسع ص 81-108.
- فاطمي نژاد، سید احمد (1394)، الثقافة والنظرة الاجرائية لانقاذ السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية، مقارنة نص اليحوث خلال فترة الحرب والاصلاحات، مجلة العلوم السياسة ص 113-138.
- فرهنكي، علی اکبر (1395)، الارتباطات الثقافية والنموذد المتطور، نشرة النموذج الاسلامي الايراني للتقدم/ العدد 17 ربيع 2006 / 1395، ص1.
- کبریائی زاده، حسین 2012(1391)، اهمية الدبلوماسية الثقافية للجمهورية الاسلامية في فلسطين/ مجلة الدراسات الفلسطينية/ العددج 17 ص 63-88. 
-لاهوري، اقبال (بی¬تا)، احیاء الفكر الديني في الاسلام ترجمة احمد آرام / طهران/ منشورات رسالت قلم.   
- ماسینیون، لویي 2013(1392)، دور الثقافةالايراني في ازدهار الحضارة العربية/ مجلة بخارا السنة الـ15 العدد/ 94 ص 32-52.
- مسجد جامعي، احمد 2002(1381)، سياسة الحوار الثقافي /مجلة الثقافة العدد/ 43 ص156-159.
- مفتخري، حسین (1392)، ایران و الاسلام؛ الهوية الايرانية، تراث اسلامي/ مجلة ملاحظات التاريخ، معهد الدراسات الانسانية والثقافية، السنة الرابعة العدد/ الثاني ص 93-111.
-نبهاني زاده، جلال2014(1393)، الثقافة والاقتصاد في مرآة العلاقات الدولية الاسلامية /صحيفة جام جم / مفتاح الخبر1474586906887935245.
-واعظي، محمود 2008(1387)، استراتيجية التعامل البناء في السياسة الخارجية مجموعة من  المقالات في مجال السياسة الخارجية /طهران مركز الدراسات الاستراتيجية.
-هاشمي،‌ محمد حسین1999(1378)، «الحوار والتعايش الثقافي في الخليج الفارسي» مجموعة من المقالات في المنتدى الدولي للخليج الفارسي / طهران/ معهد الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية.
- Fukushima, Kiki (2011), Peace and Culture: Fostering Peace through Cultural Contributions, Joint Research Institute for International Peace and Culture Aoyama Gakuin University.
- Yarshater, Ehsan(1999), “The Persian Presence in the Islamic World”, Richard G Hovannisian and Georges Sabagh, In the Persian Presence in the Islamic World, New York: Cambridge University Press, 1999. ISBN ‎9780521591850.
-Searle, John (1999), Mind, Language and Society, the construction of social reality. London: Phoenix.
***
منبع: دبیرخانه مجمع اندیشمندان ایران و جهان عرب
 
امتیاز دهی
 
 

خانه | بازگشت |
Guest (PortalGuest)


Powered By : Sigma ITID