مرتضی واعظ جوادی مبادئ و أسس الحكمة المتعالية فيما يخصّ تطوير العلاقات الإنسانية لا جرم في أنّ بسط البحث في الحكمة المتعالية و تعميقه على جميع المستويات في الميادين الثلاثة الأنطولوجيا و الأبستمولوجيا و الأنثروبولوجيا٬ يتيح للإنسان٬ شئنا أم أبينا٬ مستلزمات بسط فائقة السعة ممّا كانت عليه في الفلسفات المتقدمة على الفلسفة الصدرائية.

لا جرم في أنّ بسط البحث في الحكمة المتعالية و تعميقه على جميع المستويات في الميادين الثلاثة الأنطولوجيا و الأبستمولوجيا و الأنثروبولوجيا٬ يتيح للإنسان٬ شئنا أم أبينا٬ مستلزمات بسط فائقة السعة ممّا كانت عليه في الفلسفات المتقدمة على الفلسفة الصدرائية.

إنّ الكمال الإنساني رهن بأسباب و عوامل عدّة و مختلفة٬ و كلما كانت تلك العوامل أوسع و أعمق٬ كان مجال التعالي و سعة الحضور الإنساني أكبر و أوسع.

فالأنطولوجيا في الحكمة المتعالية متفاوتة و متمايزة عن الفلسفات السابقة عليها كمّاً و نوعاً. و من حيث أنّ العلاقات الإنسانية تقوم على هذه الدعائم الثلاث٬ فمن المناسب أن نمرّ عليها سريعاً من وجهة نظر الحكمة الصدرائية.

الأنطولوجيا

في هذا المجال٬ ترى الحكمة المتعالية مدى الوجود و سعته واجبة و ممكنة إلى أقصى الحدود لدرجة أنّها اعتبرته من حيث الكمية محض القبول و الاستعداد إلى محض الشدّة و الفعلية٬ و من حيث النوعية أيضاً فإنّ الإمكان يذهب إلى حدّ الإمكان الفقري و وجود الممكنات في حدّ الوجود الرابط و الوجوب إلى حدّ بسيط الحقيقة.

الأبستمولوجيا

على صعيد الأبستمولوجيا٬ فإنّ ولوج الحكمة الصدرائية في موضوعات الوجود الذهني و العلم و اتحاد العاقل و المعقول و كذلك الولوج إلى المعرفة الشهودية و التأييد  العلمي و العملي لها قد فتح أمام الإنسان مجالاً عظيماً من المعرفة.

الأنثروبولوجيا

و في مجال الأنثروبولوجيا٬ يعتقد صدر الدين الشيرازي أنّه بتوسيع العقلانية و الارتباط بالعقل الفعال و الاستفادة من هذا الارتباط أو الاتحاد بالعقل الفعال فإنّ نطاق كمال الإنسان سوف يتّسع بشدّة٬ و بالاستفادة من العقلين العملي و النظري و كذلك استناداً إلى الاشتداد الوجودي و الحركة الجوهرية للذات فإنّ حقيقة الإنسان سوف تمتدّ.

في ضوء هذه الميادين المعرفية الواسعة٬ فإنّه كلما تعمّقت علاقة الإنسان بهذه المجالات الثلاثة٬ تجلّت إمكانية الإنسان في التعالي و الكمال. من ناحية أخرى٬ و في ضوء الدرجات الوجودية للإنسان و تشكيكية الحقيقة الإنسانية بما في ذلك التشكيك الطولي و العرضي٬ فإنّ نطاقاً أرحب من التكامل سوف يتاح للإنسان في ظلّ مختلف المجالات الاجتماعية و السياسية و الثقافية.

بالإضافة إلى ما تقدّم٬ ترى الحكمة المتعالية أنّ حقائق عالم الوجود برمّتها٬ بما فيها الإنسان٬ لها ذوات٬ و أنّ الهوية الإنسانية تكتمل بالجهاز الباطني لبلوغ السعادة٬ و لكن من جهة أخرى٬ فقد فتح العالم المعاصر أمام الإنسان آفاقاً رحبة بحيث صار البعض يعتقد أنّ القضايا الثقافية و الاجتماعية و السياسية هي العناصر المؤلفة للهوية و الحقيقة الإنسانية٬ و أنّ الإنسان يتشكّل على مدى تاريخ البشرية٬ و أنّ هذه العلاقات تلعب دوراً محورياً في تشكيل هوية الإنسان٬ فإلى أيّ مدى تنسجم هذه النظرية مع مبادئ الحكمة المتعالية.

بصورة عامة٬ و في معرض الإجابة عن هذا السؤال لا بدّ من القول بأنّ الحكمة المتعالية تؤكّد على ضرورة جميع هذه العلاقات استناداً إلى الحركة الجوهرية و تبعيتها لحركة الأعراض٬ و تؤمن بالإنسان الاجتماعي٬ لكنّها في الوقت نفسه تعتقد بأنّ هذا النوع من العلاقات يجب دراسته و تطبيقه من زوايا السياسة و الثقافة و الاجتماع لتكون الشريعة أساس السياسة و الثقافة. فبالنسبة للمجتمعات التي تؤسّس علاقاتها على عقولها الخالصة٬ و بالتالي تجد نفسها غريبة على تعاليم الوحي و غير معنية بها٬ لن تكون هذه العلاقات غير مؤثّرة على حركة الإنسان نحو الكمال فحسب٬ و لكن نظراً لكون الإنسان٬ طبقاً لأسس الحكمة المتعالية٬ نوعاً متوسطاً٬ فلربما تم استثمار هذه التعالي و التكامل في الاتجاهات الثلاثة عنيتُ الشيطانية و البهيمية و السبعية٬ ليكون مصير الإنسان في نهاية المطاف سوء المآل الأبدي.

منبع: دبیرخانه مجمع اندیشمندان ایران و جهان عرب
 
امتیاز دهی
 
 

خانه | بازگشت |
Guest (PortalGuest)


Powered By : Sigma ITID