الحوار الثقافی العربی- الإیرانی؛ التحدیات الرئیسیه و الاقتراحات العملیة بشأنها الحوار الثقافی، هو أسّ هامّ من أسس التعاون و التعارف و هو الخطوة الأولى أو من أهم الخطوات لمجابهه للتحدیات التی تواجهها الدول الاسلامیه و العربیه. الملخّص
الحوار الثقافی، هو أسّ هامّ من أسس التعاون و التعارف و هو الخطوة الأولى أو من أهم الخطوات لمجابهه للتحدیات التی تواجهها الدول الاسلامیه و العربیه. الآیات القرأنیة و السنه النبویه و الحضاره الاسلامیه الراقیه، تدعونا إلی الحوار، فالحوار هو السبیل الوحید للاستعلاء علی هذه التحدیات، ولا بد لنا من الإقتراب بعضنا من البعض و معالجة المسائل التی قد نکون علی خلاف بشأنها، لنرتقی إلی مستوی خیر أمة أخرجت للناس. فالحضارة الإسلامیة، لیست حضارة طائفیه، شیعیة أو سنیة، بل هی حضارة عامة تجمعنا فی إطار إنسانی رفیع راق وجامع. هذه الدراسة تستهدف البحث عن الحواجز و التحدیات دون الحوار الثقافی بین ایران الاسلامی و العالم العربی الاسلامی، و تقدیم اقتراحات عملیة بشأنها؛ و تبدو ان الحواجز الاساسیه هی: الحاجز اللغوی، أمر الذی یمکن إزالته إلی حد ما، عن طریق فهم لغة الآخر. والحاجزالقومی؛ رغم ان المشروع الاسلامی ابّآن ظهور الاسلام، استطاع أن یزیل التناقض بین التوجه القومی والتوجه الدینی، و لکن الیوم التحدی القومی و العنصری هو الحلیلوله دون أیّ تعارف وثیق بین الجانبین. و الحاجز المذهبی و الطائفی و هو الاهم؛ الیوم تتنامى یوما بعد یوم الفتنة الطائفیة، لتصبح ظاهرة لا یمکن تجاهلها او التغافل عنها، انها وباء یسری فی جسد هذه الأمة، هی سریعة الانتشار، صعبة الإخماد، لذا فان نتاجها حتما ستکون وخیمة على هذه الأمة، و لابد من نشاطات علمیه و عملیه لازالته. والحاجز السیاسی؛ أن الحوار المطلوب یتعلق بتعمیق التفاهم السیاسی وهذا یعنی معالجة الهواجس والمخاوف السیاسیة عند الطرفین، أجل ثمه بعض المسائل السیاسیه المختلف علیها، فلا بد من الدخول إلی المختلف علیه من مواقع المتفق علیه. 
هناک، اقتراحات عدة فی هذا المجال، منها الاهتمام باللغة العربیة و الفارسیه والتفاعل بین الثقافات واللغات؛  الاهتمام بالإرث الثقافی المشترک وإحیاؤه بالتواصل بین النخب و الاساتذه، و محاوله عملیه على إزالة الحساسیات القومیة الموروثة من عصر التنافر القومی بین الایرانیین والعرب. الوسطیة والاعتدال و محاربة الفکر التکفیری، الاهتمام المشترک بمواجهة الغزو الثقافی و السیاسی الغربی، التعاون لتحقیق وصیانة الوحدة الوطنیة والإسلامیة والاهتمام المشترک بالتفاعل البناء بین القومی والإسلامی.
الکلمات المفتاحیه
الحوار الثقافی، الحاجز اللغوی، الحاجز القومی، التحدی السیاسی، التحدیات الطائفیة

تقدیم
ضرورۀ الحوار الثقافی من أجل التغلب علی التحدیات
انّ الغالبيّة العظمي من المفكريّن المسلمين يؤيّدون فكرة الحوار و ضرورة الحوار الثقافی بین الشعوب الاسلامیه. و يسعون اليها بكلّ جهدهم لأنّهم يرون فيه وسيلة للتّقارب و التّفاهم بين الشعوب، كما يرون فيه الوسيلة لمحو الصّورة المشوّهة للاسلام  و التي رسمتها أطراف من التیارات التکفیریه و الارهابیة.
أجل الناس فی هذا العالم کلهم سواء و هم إخوه ما أصل واحد و علیهم أن یلتقوا علی صعید واحد. و آمالهم و آلامهم واحده و حقهم فی عیش کریم عام حق ثابت خالد، و لا استقرار و لا هدوء فی کل بقاع العالم إلا باللجوء إلی الحوار، و التکافل و التعاون علی قدم المساواه(الزحیلی، 1431، ص297) «يَأَيهَا النَّاس اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكم مِّن نَّفْسٍ وَحِدَةٍ» (النساء 4/1) فی المجتمع الاسلامی علی مبدء الاخوه الایمانیه.«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» ( الحجرات، 10) والمساواه من جانب و الایمان من جانب آخر تقتضی العمل الجماعی الشامل، والتعاون المثمر و الحوار الهادئ.
فلا شک ان الحوار في حدّ ذاته مطلوب حيويّی!  و التّعارف بالمعني القرآني باعتباره الأصل الأوّل في تعامل الشعوب و الأمم بعضها مع بعض و تعاونها علي ما فيه الخير و علي العدل و الأمن والسلام قال تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ انَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر و أنْثَي وَ جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبا وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا انَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَاللَّهِ أتْقَاكُمْ) (الحجرات: 13)، و التعارف المشاراليه في الآية سيشمل كلّ ما يؤدّي الي حصول التعاون و التعايش، و كل ما فيه الخير للبشر. 
و لا شكّ أنَّ هذا النّوع من الحوار بين الثقافات هو المقصود بالذات أوّلاً و آخرا، لأنّ المجتمعات الاسلامية اليوم في حاجة أكيدة الي التقارب و تبادل الأفكار و الآراء و الثقافات في كنف التّسامح و التّعايش السّلمي، و ذلك منطلق الاقرار بوحدة الجنس البشري، و باخوه الایمانیه و الاعتراف بحق الانسان في أن يحيا علي هذه الأرض في مصالحة مع نفسه و مع أخيه المؤمن، لأنّ المصالحة مع النفس و مع الآخر خلاصة التعاون و التفاهم و التحاور الذي يجب أن يكون قاعدة أساسيّة للعلاقة بين الثقافات و الشعوب. وفي هذا الصدد، يمكن لاساتذه الکرام و النخب و المفکرین أن یلعبوا دورا قوياً وخاصاً وتحقيقا لهذه الغاية، 
و للحوار في الإسلام قواعده وأحكامه وآدابه، ولعل من أبرز هذه القواعد والآداب، ما ورد في سورة سبأ عن احترام حرية الآخر في الاختيار، وعن احترام اختياره، حتى ولو كان على خطأ، كان الرسول الاعظم محمد يحاور غير المؤمنين شارحا ومبيِنا ومبلغا ولكنهم كانوا يصرون على أن الحق إلى جانبهم، فحسم الحوار معهم على قاعدة النص: « وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ») سبأ ، الآية 24 .(لقد وضع الرسول نفسه في مستوى من يحاور، تاركا الحكم لله، وهو أسمى تعبير عن احترام حرية الآخر في الاختيار، وعن احترام اختياره ، حتى ولو كان على خطأ. 
فالحوار ينبغي أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة فلا ينبغي أن يكون الحوار هوجائيًّا بدون أسس وإلا انقلبت نتائجه ولم تأتِ ثماره، قال تعالى : « ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ » (النحل: 125)، كما ينبغي أن يكون الحوار له هدفٌ واضح وبوصلةٌ معيّنة يتوجّه إليها ويسعى لتحقيقها وإلا كان الحوار عقيمًا بدون نتائج؛ و قد کفانا فی هذ المجال ما ورد في سوره المجادله بان نعلم أن الله تعالی یسمع تحاورنا و لنتق الله: «وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ »(المجادلة/1

الاول : الحاجز اللغوی؛ 
أمر لا ینبغی أن نتجاهله، وهذا الحاجز لابد من إزالته عن طریق فهم لغة الآخر. إن  فی العالم الاسلامی العربی، قصورا وتقصیرا فی تعلیم اللغة العربیه للاخرین و ایضا من جانب ایران قصورا وتقصیرا فی تعلیم اللغه الفارسیة للعرب. 
ولكن وجود الرغبة لدى الجانبین أولا، ووجود محاولات جادّة فی هذا المجال ثانیا یشجع على المضی فی تطویر ما هو موجود لیبلغ مستوى الطموح. ووزارات الثقافة والتعلیم العالی فی ایران والعالم العربی، وهكذا مراكز الدراسات الاسلامیه فی أرجاء العالم، تتحمل مسؤولیة النهوض بهذه المسؤولیة، إضافة الى المعاهد والمنتدیات المهتمة بالتقارب الایرانی العربی
 و بما أن العربیه لغه القرآن و وعاء الاسلام، علی الدول العربیه و الاسلامیه زیاده العنایه بتدریس و تعلیم اللغه العربیه لتوفیر مستقبل زاهر لها. 
و من هذا المنطلق یتحتّم علی علماء الحوزة و اساتذه الجامعات الاسلامیه تحمّل مسؤولیة إعادة النظر في مناهج تعلیم اللغه العربیه و الکتب الدراسیّة الموجودة و العمل علی إصلاحها و تدوین مناهج جدیدة أکثر فائدة. و نظرا للمنزلة الرفیعة و البالغة الاهمیّة التي تحتلّه المناهج الدراسیّة في الحوزات العلمیّة  و الجامعات و ضرورة الإفادة من التراث القیّم للسّلف الصالح من علماء الأعلام إلی جانب ظهور الحاجة الماسّة إلی مناهج دراسیّة جدیدة و تقنیّات حدیثة علی صعید الخطاب العلمي و أسالیب التدریس، نظرا لذلک کلّه، ینبغی علی المتصدّین لمثل هذا المشروع المبارک، التسلّح بکافّة مقومّات النجاح و مضاعفة الجهود للوصول إلی نتائج باهرة فی مجال تعلیم اللغه العربیه السامیه.

الثانی: الحاجزالقومی 
الغی الاسلام إبّان ظهوره، کل الالوان التفرقه العنصریه بسبب الأصل أو العرق أو الجنس أو اللون، أو الانتماء الدینی أو المذهبی و کان هذا سببا فی اقبال الناس علی الدخول فی الاسلام.
الناس فی هذا العالم کلهم سواء و هم إخوه ما أصل واحد و علیهم أن یلتقوا علی صعید واحد. « یا اَیُّهَا النّاسُ اِنَّ رَبَّکُم واحِدٌ وَ اِنَّ اَباکُم واحَدٌ کُلُّکُم لِادَمَ وَ ادَمُ مِن تُرابٍ (نهج الفصاحه: 675؛  )یا و آمالهم و آلامهم واحده و حقهم فی عیش کریم عام حق ثابت خالد، و لا استقرار و لا هدوء فی کل بقاع العالم إلا باللجوء إلی الحوار، و التکافل و التعاون علی قدم المساواه(الزحیلی، 1431، ص297) «يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذي خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ »  (النساء 4/1)  فی المجتمع الاسلامی علی مبدء الاخوه الایمانیه.« إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ» (الحجرات/ 10)
 والمساواه من جانب و الایمان من جانب آخر تقتضی العمل الجماعی الشامل، والتعاون المثمر و الحوار الهادئ
 و لان لا یکون الحوار عدیم الجدوی، یجب أن نعترف بالآخرین.و هذه مشکله العصر، حیث لایقیم فی الواقع العملی أی اعتبار للآخرین. و إنما القیم للأقوی و للعرب أو العجم کما کان سائدا فی الامم الجاهلیه و کانوا یترددون: إنما الحیاه  أو العزه للکاثر» ای الاکثر اتباعا و اکثر تفوقا فی أی شئ.  و بصراحه أقول لا جدوی فی الحوار ما لم نعترف بالآخرین.
المشروع الاسلامی فی عصور التاریخ الاسلامی استطاع أن یزیل التناقض بین التوجه القومی والتوجه الدینی، ولذلك أمثلة لا تحصى كلها تثبت زیف مایقال: إن التوجه القومی كان هو المسیّر لأحداث القرون الاسلامیة الاولى. رغم اعترافنا بوجود نزعات قومیة وعشائریة، غیر أن الهویة الاسلامیة كانت هی الغالبة فی التوجه العام للمجتمع الاسلامی. ولا نعنی بغلبة الهویة الاسلامیة إذابة الاختلافات القومیة القائمة فی اللغة والعادات والتقالید ومصالح القوم، بل نعنی أن هذه الاختلافات أخذت مكانها المناسب ضمن إطار الهویة الاسلامیة، ولم تطغ على هذه الهویة، أو تصطدم بها
ثم تضخم المشروع القومی فی القرن الأخیر تحت التأثیر الأوربی واصطدم بالمشروع الاسلامی، فكانت هناك الدعوة القومیة أو الملیّة (بتعبیر الایرانیین) والدعوة الاسلامیة. وهذا الاصطدام كان له أكبر الأثر فی تخلف حركة التقدم فی العالم العربی، كما أنه أحبط أكبر مشروع لحركة التحرر أیام تأمیم النفط فی ایران. .( محمد علی آذرشب(، ثم ظهرت فی ایران والعالم العربی موجة المصالحة بین القومی والاسلامی ولكن العملیة تحتاج الى مزید من الحوار للتوصل الى مشروع یضمن تطلعات التوجهین. 

الثالث: التحدی الطائفی
ابتلیت الامۀ الاسلامیۀ فی هذه الایام بمایسمی بظاهرۀ التکفیر و الارهاب و التطرف، مما أدی إلی  الفتنۀ الطائفیۀ و  وقوع الناس الابریاء فی حمامات غزیزۀ من الدماء و الفوضی. مع أن معیار الایمان و الاسلام واضح فی القرآن والسنۀ النبویۀ اللذان یأمران بصون الدماء و حفظ حق الحیاۀ لکل انسان فضلا لکل مسلم.
أجل أن الطائفیة لها تأثیرات کارثیة علی وحدة المسلمین،  و المسلمون  الیوم أشد حاجۀ  إلی الحفاظ علی وحدتهم  فی العقیدۀ و العبادۀ و الفکر والممارسۀ فکل ما یصدع هذه الوحدۀ یعدّ خیانۀ للامانۀ و تشویها لشرعۀ الاسلام الحنیف.
من المؤسف جدا، أن تتنامى یوما بعد یوم الفتنة الطائفیة، لتصبح ظاهرة لا یمکن تجاهلها او التغافل عنها، انها وباء یسری فی جسد هذه الأمة، هی سریعة الانتشار، صعبة الإخماد، لذا فان نتائجها حتما ستکون وخیمة على هذه الأمة، هی الفتنة التی وصفها أمیر المؤمنین علی بن ابی طالب (ع) « إِنَّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ يُنْكَرْنَ مُقْبِلَاتٍ وَ يُعْرَفْنَ مُدْبِرَاتٍ يَحُمْنَ حَوْمَ الرِّيَاحِ يُصِبْنَ بَلَداً وَ يُخْطِئْنَ بَلَدا»( نهج البلاغه 93خ)
فی خضم الأحداث الجاریة التی تشهدها منطقتنا خصوصاً فی فلسطین و سوریا و عراق من صراعات و نزاعات لا تؤدی إلا إلی استنزاف طاقات شعوبنا وتدمیر قوتنا ورغم کل التهدیدات والتحدیات والمخاطر وفی خضم الصراعات واستخدام العنف المفرط وما تقوم به التیارات المتطرفة التکفیریة والإرهابیة تبقی الحاجة للحوار لیست ضرورة تاریخیة ملحة فحسب وإنما الزاماً معرفیاً نابعاً من فلسفة الحیاۀ الانسانیۀ لأن الله لم یخلقنا للتنازع وإنما للتعارف والحوار والکلمة السواء والدعوة بالحکمة والموعظة الحسنة
لا يمكن لأي  عالم مسلم يعيش في العالم الاسلامی و العربی، أن يتجاهل ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، فحتى لو كان بعيدا عن النيران فستصله حرارتها، لأن الحدود الحقيقية بين دول العالم سقطت، والحواجز ألغيت، 
 فلا بد من مواجهة فكر التکفیر العمیل، بفكر مستنير، منفتح، يقبل الآخر ويتعايش معه، فكر مستنير من ديننا الإسلامي الحنيف الصحيح الذي يدعو للسلام، ويحرم الدماء، ويحفظ الأعراض، ويعمر الأرض، ويوجه طاقات الإنسان لعمل الخير ولمساعدة أخيه الإنسان
علینا ان نعلن بصوت عال: أن داعش و نظیراتها منظمات إرهابية بربرية وحشية لا تمثل الإسلام، ولا تمثل أيضا الحد الأدنى من الإنسانية الحقيقية. 
و التغلب على البنية العسكرية لهذا التنظيم إن کان فی الساحۀ سهلۀ و يمكن هزيمتها في الفترة القريبة القادمة انشا الله، و لكنه فکر بربری و همجی و جاهلی یحتاج إلی علاج فکری و ثقافی و هذا ليس بالسهولة التي يمكن أن يتوقعها الكثيرون. اتصور أن النشاطات الثقافیۀ الهادفۀ فی مواجهة التحدّیات الطائفیۀ السنیۀ أو الشیعیۀ، هی الحلّ الوحید.
 داعش هي تجسيد لفكرة خبيثة، و هی تمثّل الدور الجندی المطیع و هذه الفکرۀ هی فکرۀ الأيديولوجيّۀ مدبرۀ وله صبغة دينية التی تحتاج مواجهتها إلی الحوار الثقافی  الاسلامی العمیق.لعل هذا الفكر الخبيث وما سينتج عنه هو أسوأ ما سيواجهه العالم في السنوات القادمة. يمكن أن تأخذه أي منظمة إرهابية، وتحشد له آلاف الشباب اليائس أو الحاقد أو الغاضب، وتضرب به أسس الحضارة والمدنية والإنسانية التي يقوم عليها عالمنا اليوم. و أن  هذا التحدي أكبر بكثير مما نتوقع، لأن هذا الفكر أصبح أكثر تشددا وأكثر وحشية وأوسع انتشارا من النسخ  السابقة له. العلماء و المثقفین فی العالم الاسلامی لابد ان يتوحدو ويعملوا بطريقة متناسقة لمواجهة هذا التحدي، فکریا و ثقافیا. و لا یرکعوا لتحدیات هؤلاء (وَلاَ یَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)(سورة المائدة: 54).لان الله أراد للمؤمنین عزة من عزته جل وعلا وعزّة رسوله (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِینَ)(سورة المنافقون: 8)، (قُلِ اللَّهُ یَهْدِی لِلْحَقِّ أَفَمَن یَهْدِی إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن یُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ یَهِدِّی إِلاَّ أَن یُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ)(سورة یونس: 35).وحینما تكون المهمۀ خدمة الحق ومن یهدی إلیه، تتجلّى حقیقة الاتباع الصادق من غیره فلا یمكن اتباع غیر المهتدی الذی هو بنفسه بحاجة الى الهدایة
و الأفضل ان نوحد الله و نسلم له حتى نبتعد عن العصبية الطائفية، و نستفيد من العلم و العقل. و هناک من  ویثیر النعرات الطائفية، و الفتن الدينية في البلدان الاسلامیة .والحق في هذا القرآن، و الخير والوسطیۀ في هذا الدين، و السعادة باتباع شريعة خاتم النبيين، و بمقدار الالتزام بالشريعة يكون النجاح في الدنيا و الآخرة. و إن من أهم مقومات عموم رسالة الإسلام ترفعها عن العصبية و القومية و الحقد الطائفي، و كونها ذات نزعة إنسانية شاملة تبغي الخير للجميع، و تنشد السعادة لجميع البشر، ليعيشوا في أمان و سلام، و حب و استقرار، و تعاون و إخاء، و تقدم و تحضر شامل.
أن هناک من یسمح لنفسه بتکفیر الآخرین وتحدید صفات المسلمین، و أن هذا الموقف یزید من العداء بین المجتمعات الإسلامیة  أن السبب الرئیسی فی العداء والتفرقة بین الأمة الإسلامیة یعود إلی أقلیات ظالمة قد تبوأت السلطة وسیطرت علی المصادر الطبیعیة للدول الإسلامیة، و أن هذه الأقلیات تستغل من الجهل لدی بعض الناس لإثارة الصراع بینهم، وتعزیز أرکان حکمهم واستطرد مبیناً: هناک طرق مختلفة للتصدی للصراع بین المسلمین، ومن أهمها تنویر الرأی العام حول مصدر الطائفیة، وتعریف الناس بماهیة الحکام الفاسدین والمتغطرسین، والتعاون والتآزر للتوصل إلی حلول مشترکة، وترویج الصداقة والأخوة بین المسلمین. والحوار الثقافی هو الفرصۀ المتاحة للتقارب  والقضاء على الفتنة الطائفیة:

الرابع: التحدیات السیاسیۀ
أن الاختلاف سنة من سنن الحیاة وأن اختلافنا رحمة، لکن علینا الاتفاق فی المسائل السیاسیة. أنه لا بد من حوار سیاسی لکی نتصارح، و أن هناک 'ما یجمع العرب بإیران أکثر بکثیر مما یفرقهما. فلا بد من الدخول إلی المختلف علیه من مواقع المتفق علیه'  هذا الیوم إذا لم تجمعنا قضیة فلسطین فأیة قضیة أخری. سوف تجمعنا؟ من المؤسف جدا أن نکون بعیدین عن التآخی و التصافی و التعاون فی هذه الظروف التی یعیش بعض اخواننا فی ذل و ظلم!
اذکر هنا فقره تاریخیۀ من تراثنا الثری، و هو بعد أن وصل النبي الاعظم(صلی الله علیه و آله وسلّم) الى المدينة آخى بين أصحابه، و جمع القلوب المتخاصمة، و أذاب ما فيها من عصبية و أحقاد، و حين تم له ذلك بدأ يرغب المسلمين في الجهاد، و يحثهم على الدفاع عن كيانهم و عقيدتهم، و يضمن الجنة لمن يقتل في سبيل الله، و العزة و الكرامة دنيا و آخرة لمن ينجو من القتل. و على نخب العرب و المسلمين أن يبدءوا بالتآخي و التصافي‏ بين القلوب المؤمنۀ، و ان يوحدوا كلمتهم لمجابهة العدو، تماما كما فعل النبي قبل أن يجابه المشركين. و من حاد عن هذا السبيل فقد التقى مع إسرائيل، و حقق امنيتها من حيث يريد أو لا يريد. (مغنیه،1424 ، ج‏2 422 ) و أحسب ان هذه الاشارة كافية لاستخراج العبرة التي يجب أن ننتفع بها في نكبتنا باسرائيل و من ساند إسرائيل. و إذا لم نعتبر بهذا الدرس من تراثنا و تاريخنا، و نكون جميعا جنودا من جنود الله و الوطن فلسنا جديرين باسم العرب و العروبة، و لا باسم الإسلام و المسلمين .بل و لا باسم الإنسان و الانسانية بعد أن أصبح هذا العصر عصر الفداء و الكفاح و التحرر من كل ما فيه شائبة الظلم و الاستغلال.
فان قوله تعالى: «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ»(آل عمران3/110) يشعر بأن اللّه سبحانه أوجد محمدا و أمة محمد(ص) لتقود الأمم بكاملها حاملة كتاب اللّه في يد، و سنّة نبيّه في يد، تدعو الأجيال‏ الى التمسك بهما، و الرجوع اليهما في العقيدة و الشريعة و الأخلاق، لأنهما المصدران الوحيدان اللذان يحققان السعادة للجميع، و يضمنان العيش لكل فرد، و يفسحان المجال لأرباب الاجتهاد و الكفاءات على أساس العدل و الأمن و الحرية للناس، كل الناس‏ و تتفق هذه الآية في مضمونها، أي كنتم خير أمة، مع الآية 143 من سورة البقرة: «وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ، وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً». و إذا لم ينهض المسلمون بعب‏ء الدعوة الى الخير، و الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر زال عنهم وصف القيادة، و أصبحوا في حاجة الى قائد يأمرهم بالمعروف، و ينهاهم عن المنكر.و قد أتى على المسلمين حين من الدهر نهضوا فيه بهذا العب‏ء، و كانوا بحق قادة الأمم، ثم أهملوه، و بمرور الزمن أصبحوا ينهون عن المعروف، و يأمرون بالمنكر كما نشاهد ذلك و نراه في هذا العصر الذي تحلل فيه أكثر أبناء الجيل من‏ الدین.( ؟، ج‏2، ص: 132)و نختم هذه الكلمة بالتحية و الإكبار لکل المجاهدین فی سبیل الله و لأخواننا الفدائيين المجاهدین الذين ضربوا أروع الأمثلة للبطولة و الفروسية، و الفداء و التضحية في أرضنا المحتلة، و أثبتوا للعالم كله اننا في مستوى عصر الكفاح و النضال من أجل الحرية و الكرامة. حتى جاء نصر الله و الفتح: «و جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمة الله هي العليا». 

النتائج
1.    الحوار هو السبیل الوحید لحل المشاکل والموانع ومواجهة التحدیات التی تعیشها المنطقة الاسلامیۀ.
2.    بما أن العربیه لغه القرآن و وعاء الاسلام، علی الدول العربیه و الاسلامیه زیاده العنایه بتدریس و تعلیم اللغه العربیه لتوفیر مستقبل زاهر لها.
3.    یجب الترکیز علی مشترکات کثیرة؛ حضاریۀ و اسلامیۀ وثقافیۀ بین العرب والإیرانیین لإزالة الحساسیات القومیۀ.
4.    تنویر الرأی العام حول مصدر الطائفیة، وتعریف الناس بماهیة الحکام الفاسدین والمتغطرسین، والتعاون والتآزر للتوصل إلی حلول مشترکة، وترویج الصداقة والأخوة بین المسلمین.هناك فكر جاهز ووله صبغة دينية، يمكن أن تأخذه أي منظمة إرهابية، وتحشد له آلاف الشباب اليائس أو الحاقد أو الغاضب، وتضرب به أسس الحضارة والمدنية والإنسانية التي يقوم عليها عالمنا اليوم.
5.    و على نخب العرب و المسلمين أن يبدءوا بالتآخي و التصافي‏ بين القلوب المؤمنۀ، و ان يوحدوا كلمتهم لمجابهة العدو المشترک، تماما كما فعل النبي قبل أن يجابه المشركين. 
منبع: دبیرخانه مجمع اندیشمندان ایران و جهان عرب
 
امتیاز دهی
 
 

خانه | بازگشت |
Guest (PortalGuest)


Powered By : Sigma ITID